انقسام حول دعوة تخصيص دائرة مستقلة لـ"النوبة" بالبرلمان

أثارت تصريحات المهندس أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطنى بأنه "سيتم الأخذ فى الاعتبار تمثيل كوم أمبو ونصر النوبة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة"، ردود أفعال متباينة من نشطاء نوبيين، اعتبروا التصريحات تجديداً لمطالبهم بدائرة مستقلة عن كوم أمبو منذ 45 عاماً تعبر عنهم، فيما قلل بعضهم من أهمية الخطوة حال تنفيذها فى ظل تزوير الانتخابات وتغليب العلاقات العائلية.

وأكد الأديب والناشط النوبى حجاج أدول ضرورة أن يكون لنصر النوبة دائرة مستقلة فى مجلس الشعب، مشيراً إلى أنها ستمثل مكسباً معنوياً بالدرجة الأولى، واعترافاً بالحق النوبى.

وقال إنه فى إطار تزوير الانتخابات البرلمانية قد لا يكون ممثل النوبة فى مجلس الشعب، معبراً بصدق عن هموم الشارع النوبى، إلا أن التزوير لن يدوم طويلاً وسيأتى الوقت الذى ينتهى فيه.

وأكد حجاج أدول على أن الخطوة ضرورية لو صدقت النوايا لتنفيذها، إلا أنها لن تمثل بأى حال بديلاً لحق العودة إلى النوبة القديمة الذى ستعود معه دائرة النوبة إلى البرلمان، والتى أخذت من النوبيين بعد التهجير.

ولم يختلف رأى ورجل الأعمال يحيى جوفانى الذى يقول إن النوبيين لا يطالبون بدائرة جديدة، بل باستعادة دائرتهم التى فقدوها، مشيراًَ إلى أن هناك حاجة ماسة لوجود هذه الدائرة الآن أكثر من أى وقت مضى، لأن الحكومة بذلت على مدار السنوات الماضية محاولات لتذويب الثقافة النوبية من خلال التوسع فى وجود سكان من غير النوبيين فى نصر النوبة، وخاصة فى منطقتى خريت والنقرة، والتى ينتمى أغلب سكانها إلى قبائل الجعافرة، والرزيقات، والحجارزية، والعبابدة، والذين يصل تعدادهم إلى 17 ألف نسمة.. فيما يقل عدد النوبيين بسبب هجرة أغلب الشباب سواء إلى المحافظات الأخرى أو إلى خارج مصر، وهو ما يخشى معه أن يفقد النوبيون الأمل تماماً فى حصولهم على كرسى بالبرلمان.

وطالب جوفانى بفصل منطقتى خريت والنقرة من دائرة نصر النوبة، وإلحاقهما بدائرة كوم أمبو حتى تكون الدائرة الجديدة معبرة بشكل كامل ودقيق عن أبناء النوبة، وحتى لا تضيع الهوية النوبية.

وقال عبد البارى على جلال، سكرتير الوحدة المحلية بقرية قورتة ثانى، مركز نصر النوبة إن الدائرة المستقلة هى الحل لمشاكل المغتربين من الشباب النوبى المتواجد خارج النوبة، مشيراً إلى أن دائرة كوم أمبو كبيرة جداً، ومع الوقت وسيكون من الصعب جداً على النوبيين أن يصلوا إلى البرلمان لأنهم سيكونون أقلية.

وأضاف أن وجود مقاعد فى البرلمان خاصة بالنوبيين ستخرس الألسنة الخارجية التى دأبت على توجيه انتقادات لعدم وجود تمثيل نوبى فى البرلمان، معتبرين أن ذلك دليل على الاعتداء على حقوق النوبيين بعد التهجير.

من جهته قلل مصطفى رمضان، من البلانة مركز نصر النوبة، وأمين شباب حزب الغد بأسوان، من جدية الحكومة فى تنفيذ تصريحات عز، وقال إن النوبيين يطالبون بدائرة مستقلة لهم منذ 45 عاماً دون أن تتم الاستجابة لهم لأنها تخشى أن يجرؤ النوبيون من خلال مقعدهم فى البرلمان على الإلحاح فى مطالبهم بالعودة، والتعويض عن سنوات التهجير.

وأكد أن بقاء نصر النوبة ضمن دائرة كوم أمبو ليس فى صالح النوبيين، مشيراً إلى أن محمد العمدة النائب الحالى، لا يأتى على ذكر النوبة، أو مطالب النوبيين، إلا فى المناسبات.

كما أبدى خشيته من أن يتأثر التمثيل النوبى فى البرلمان بالتربيطات العائلية أو القبلية، إلا أنه قال "هذا لا يمنع من أن تكون لنا دائرة مستقلة، لأنه طالما وجد أحد يتكلم باسم النوبيين فعاجلاً أم آجلاً سيبحث عن حقوقهم".

وأضاف أن الاستقالات الأخيرة التى أثيرت حول أعضاء بالوطنى فى النوبة قد تكون أحد الدوافع وراء تلويح عز مجدداً بدائرة منفصلة لنصر النوبة.

فى المقابل، اعتبر مسعد هركى رئيس النادى النوبى العام، تصريحات عز إيذاناً باقتراب تنفيذ الوعد الحكومى بدائرة مستقلة للنوبيين، وقال "هذا موضوع قديم ونادينا به من قبل والدولة وعدت بتحقيقه، وسوف يتحقق قريباً جداً"

أما جمال سيد على، فأكد أن فصل دائرة كوم أمبو عن دائرة نصر النوبة قرار فى غير محله فى الوقت الحالى، مشيراً إلى أن هذا القرار قد يؤدى إلى فتنة بين القبائل النوبية وخاصة بين عائلتى الفاديكى، والكنزى، وهما أهم العائلات النوبية، فى إطار المنافسة على من سيفوز بالمقعد، وقال "عندما يكون الكرسى بين نصر النوبة وكوم أمبو كما هو حادث الآن فإن العائلات النوبية ستتحد".

وتساءل على، عما قدمه نائبا البرلمان النوبيين عبد الحميد المصرى "وطنى"، ومختار جمعة "تجمع" خلال برلمان 2000- 2005 لصالح النوبة والنوبيين، مشيراً إلى أن أحدهما وهو عبد الحميد المصرى تحول فجأة من موظف بسيط قبل الصعود لمجلس الشعب، إلى صاحب أملاك من بينها فندق فى القاهرة وشقة فى أسوان و80 فدانا فى أراضى وادى النوبة وسنترال فى نصر النوبة.. وقال إن المشكلة التى تعانى منها نصر النوبة لا تتعلق بالتمثيل فى البرلمان، وإنما بالفساد الذى لا يجرؤ أحد على فتح ملفاته.