رغم الإهانة التى تلقاها الرئيس المصرى الراحل محمد أنور السادات، وهو راقد فى قبره على أيدى بعض الهواة الأمريكيين، من خلال فيلم "I love you man"، وذلك بعد أن وصفوه بـ"الكلب"، إلا أنه لم يتحرك أحد من صناع الفن المصريين من مؤلفين ومخرجين، ورفض كثير منهم تقديم أية أعمال للرد على هذا الفيلم السينمائى الذى ينتمى لشريحة أفلام الدرجة الثانية فى هوليود.
من جانبه، أكد المؤلف أسامة أنور عكاشة أننا شعب لا يتعلم من أخطائه فى الماضى، وكلما أساء إلينا أحد "نهلل" دون اتخاذ مواقف حقيقية وفعلية، وقال: "من الواضح أن هذا الفيلم هايف وتافه، فكثيراً ما يسخرون من رؤسائهم لكنهم يحبون الكلاب، والكلب لديهم رمز للأمانة والوفاء، بالإضافة إلى أن الرئيس السادات كان أكثر قرباً من الأمريكان".
وأشار عكاشة إلى أن السادات كان مطيعاً لأمريكا، أما عبد الناصر فقد كان عدوهم والأمريكان يحترمون عدوهم أكثر من أصدقائهم، وأضاف "نحن كشعب مصرى (نيجى فى الهيفة ونتصدر)، فكثيراً ما طالبنا بسحب السفير الأمريكى، ونقوم بتنظيم المظاهرات، ولكن فى النهاية لا نفعل شيئاً سوى الضجيج الصوتى ونركب خيولا، ونحن لا نجيد الفروسية، والأجدى من هذه الأشياء أن ننظر إلى مصائبنا ومشاكلنا الداخلية، وإذا أردنا أن نرد على هذا الهجوم، فلابد أن نقدم أعمالا درامية تعبر عن ذلك.
المؤلف محسن الجلاد اكتفى بتأكيده أن المصريين أكبر وأعظم من الرد، مشيرا إلى أن السادات هو صاحب نصر أكتوبر ومن الطبيعى أن يتعرض لكثير من الانتقادات، وأضاف أنه يقترح منع عرض الفيلم من دور العرض السينمائية المصرية، موضحا أنه رغم احترامه الشديد للسادات إلا أنه لن يقدم أفلاما للرد على الفيلم الأمريكى، مؤكدا أنه لا يتوقع من صانعى الفن المصرى ذلك أيضا.
المؤلف مصطفى محرم انزعج من فكرة تقديم فيلم مصرى للرد على إهانة السادات، نافيا وجود إعلام مصرى قادر على ذلك، مضيفا أننا لن ندخل فى وصلة "ردح" مع الآخر، كما أكد محرم أننا استخدمنا حادثة "الجزمة" التى تعرض لها الرئيس الأمريكى بوش بشكل يحل إهانة شخصية له ولم يعترض أحد. من ناحية أخرى تساءل محرم عن دور وزارتى الخارجية والإعلام، مشيرا إلى أنهما لابد وأن يتحملا عبء الرد. وفيما يتعلق بتعرض السادات الدائم للانتقاد ألقى محرم بالمسئولية على الناصريين والشيوعيين الكارهين له.
"أنا مستغرب أساساً أن أمريكا تهاجم الرئيس الراحل أنور السادات "هكذا أبدى المؤلف مجدى صابر تعجبه من قيام أحد المخرجين الأمريكين ويدعى "جون هامبرج"، بعمل فيلم يسخر من الرئيس السادات، خاصة وأنه بطل للسلام العالمى على مستوى أمريكا، إضافة إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى خطابه الذى ألقاه مؤخراً فى مصر، أكد فيه على احترامه لرموز الشعب المصرى العربى.
وأضاف صابر قائلاً: دائماً ما يهاجم الأبطال أصحاب التاريخ المشرف، ومازال إلى الآن من يعادى السادات ويكرهه بشدة، والواقع يؤكد أن الرئيس السادات لم يأخذ حقه فى بلده إلى الآن، فهو من أقل الرؤساء الذين صدرت عنهم كتب، وحتى الكتب التى صدرت عنه جميعها هوجمت، فنحن لا ننكر أن هناك بعض الأخطاء السياسية كسجنه لبعض الرموز الهامة فى المجتمع المصرى، لكن هذا لا ينكر أنه أول من حقق السلام بينه وبين أعدائه.
ووجه صابر دعوة إلى زملائه من الكتاب والمخرجين الذين أعلنوا نواياهم فى صناعة أعمال درامية تسرد مكانة الرئيس السادات وضررة قدومهم على هذه الخطوة بسرعة شديدة.
المخرج على بدرخان، يرى أن الفيلم قديم ولا يستحق ما أثير حله من اهتمام، وأضاف أن الفيلم يعبر عن وجهة نظر يجب أن تحترم مهما تضمنته وجهة النظر، موضحا أنه رغم بغضه الشديد للإسرائيليين وأمنيته الشخصية أن "يتحرقوا بجاز"، إلا أنه سيبدى إعجابه بأى عمل جيد يقدمونه. وفيما يتعلق بإمكانية تقديم فيلم سينمائى للرد على الفيلم الأمريكى، أكد بدرخان أن معظم رؤوس الأموال الإنتاجية مصرية عربية وليست مصرية، لذا فلن تلقى الترحيب بهذه الفكرة، مما يلقى بالعبء على جهاز الدولة لتبنى تلك الفكرة. من ناحية أخرى أشار بدرخان إلى أن السادات ليس أفضل من عبد الناصر لكى نتعجب من تعرضه للنقد، مؤكدا أن الجميع عرضة للنقد.
النائب مصطفى بكرى، أكد أنه رغم اختلافه مع السادات فيما يتعلق باتفاقية كامب ديفيد، أو انقلابه على ثورة 23 يوليو، أو سجن السادات له ثلاث مرات مختلفة، أو تطاوله على المعارضة بألفاظ لا يصح أن تصدر من رئيس جمهورية، إلا أنه يدين وبكل شدة اللغة السوقية التى عومل بها السادات فى الفيلم، مؤكدا أنها مرفوضة من كل المصريين سواء ممن ينتمون لخندق المعارضة أو خندق الحزب الوطنى الحاكم، مشبها ما تعرض له السادات بالإهانة التى لا تنل من كرامة السادات فقط بل من كرامة كل مصر وعربى ومسلم أيضا، وهو ما يتطلب من الحكومة المصرية استدعاء السفيرة الأمريكية والاحتجاج على هذا الفيلم البذىء، كما يجب على أجهزة الرقابة منع عرض الفيلم فى مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة