سيد القمنى يكتب: كم راهنت على غبائهم

الأربعاء، 05 أغسطس 2009 09:56 م
سيد القمنى يكتب: كم راهنت على غبائهم المفكر د.سيد القمنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشكلة الذين يهاجمونى أنهم دخلوا المعركة بأسلحة فاسدة ورخيصة لا تشير إلى عمق فى التدين ولا شرف فى قول الحق.
الإخوان وجبهة علماء الأزهر أعلنوا الحرب ضدى لأن كتاباتى تكشف زيف ما يعلنون وتهز العروش من تحتهم.
طالبت الذين كفرونى بمناظرتى على الفضائيات فهربوا وحجزوا التليفونات للمشاركة، وانهالوا سبا وشتما عن بعد بواسطة صبيتهم من محترفى القذف والتكفير.
أتمنى من فضيلة المفتى أن يقرأ أعمالى متجردا محايدا وألا يسقط عليها فهما بعينه.
ليس لى مشكلة مع أى دين من الأديان ناهيك عن إسلامى الذى أفاخر به.

فى حملة شديدة الوطأة بهدف الاغتيال الأدبى والمعنوى بعد حصولى على جائزة الدولة التقديرية أجدنى مدينا للناس ببيان توضيحى حول ما سيق من تهم بحقى، خاصة إذا توافق على تلك الاتهامات عدد من الجهات وهى على الترتيب: (جبهة علماء الأزهر) فى بيان بعنوان: إلى الأمة صاحبة الشأن فى جريمة وزارة الثقافة، ثم (الجماعة السلفية) ممثله فى موقعها الإلكترونى (المصريون) ثم (الجماعة الإسلامية) الإرهابية المدانة بأعمال إجرامية فى حق مصر وشعبها وضيوفها بذات البيان على موقعها الإلكترونى، ثم الإخوان المسلمين ممثلين فى الناطق بلسان كتلتهم النيابية (د.حمدى حسن) ثم مفتى مصر الأسبق (د.نصر فريد واصل) ثم فضيلة مفتى مصر الحالى (الدكتور على جمعة).

ومن حق المواطن إذا ما اجتمع هؤلاء أن يتساءل: كيف اجتمع هؤلاء جميعا على قلب رجل واحد، إن لم يكن معهم الحق كله؟ لكنى رغم هذا أنبه بداية إلى أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان فردا فى مواجهة الجزيرة والعالم كله، وكانوا هم الخطأ كله وكان هو الصواب كله، مع الفارق البائن بين شخصى الضعيف بكل ما للبشر من أخطاء وبين سيد الخلق، فإنه مثال أضربه فقط لبيان أن الإجماع أحيانا ما يكون هو الباطل عينه، وسأثبت هنا الآن بالبرهان والدليل أن هذا الإجماع قد قام على كذبة شريرة تلتها سلسلة من الأكاذيب انتهت باستصدار فتاوى بتفكيرى، واعتمدت كلها كتاباًً واحداً من كتبى لم يكن هو محل حصولى على جائزة الدولة التقديرية التى تمنح على مجموع الأعمال وهى وفيرة والحمد لله، واعتمدت جميعها بيان جبهة علماء الأزهر ثقة فيها، دون أى مراجعة للتأكد من صدق ما جاء فيه من عدمه، علما بأن جبهة علماء الأزهر لا علاقة لها بالأزهر الشريف إنما هو عنوان ترويجى لجماعة ثم حلها بسبب تطرفها وتطاولها الدائم على كبار الأزاهرة عام 1999، فتحولت إلى جماعة سرية دون مقر سوى نافذة على الإنترنت، حتى أقام لها إخوان الكويت مقراً هناك، لتنفذ من خلاله أجندتها الأجنبية ضد مصر كأزهر وكشعب وكحكومة وكدولة.

يقول بيان الجبهة : < لقد="" خرج="" السيد="" القمنى="" على="" كل="" معالم="" الشرف="" والدين،="" حين="" قال="" فى="" إحدى="" كتبه="" الذى="" أعطاه="" الوزير="" عليها="" جائزة="" الدولة="" التقديرية:="" "إن="" محمدا="" (صلى="" الله="" عليه="" وسلم="" على="" رغم="" أنفه="" وأنف="" من="" معه)="" قد="" وفر="" لنفسه="" الأمان="" المالى="" بزواجه="" من="" الأرملة="" خديجة="" (رضى="" الله="" عنها="" على="" رغم="" أنفه="" كذلك="" وأنف="" من="" رضى="" به="" مثقفا)="" بعد="" أن="" خدع="" والدها،="" وغيبه="" عن="" الوعى="" بأن="" أسقاه="" الخمر"،="" وقد="" تأكدت="" ردته="" بزعمه="" المنشور="" له="" فى="" كتابه="" الحزب="" الهاشمى="" الذى="" اعتبره="" وزيره="" عملا="" يستحق="" عليه="" جائزة="" الدولة="" التقديرية="" أيضا:="" "إن="" دين="" محمد="" (صلى="" الله="" عليه="" وسلم)="" هو="" مشروع="" طائفى="" اخترعه="" عبد="" المطلب="" الذى="" أسس="" الجناح="" الدينى="" للحزب="" الهاشمى="" على="" وفق="" النموذج="" اليهودى="" الإسرائيلى="" لتسود="" به="" بنو="" هاشم="" غيرها="" من="" القبائل"،="" فكان="" بذلك="" وبغيره="" مما="" ذكرنا="" له="" وعنه="" من="" قبل،="" قد="" أتى="" الكفر="" البواح="" الذى="" لا="" يحتمل="" تأويلا="">>.

وفى اللقاءات التليفزيونية التى شاركت فيها وشارك فيها ممثل الجبهة الدكتور محمد عيسى البرى، وممثل الإخوان الدكتور حمدى حسن، أنكرت تماما وبالمرة أن يكون قد ورد بأى من كتبى أو مقالاتى مثل هذه النصوص الموضوعة داخل علامات تنصيص مسبوقة بكلمة (قال) لتأكيد أنها نص كلامى. وطالبت الدكتور البرى على قناة المحور أن يتكرم ببيان موضع هذه النصوص فى أى من كتبى، أو أن يأتى بنصوص أخرى تشير إلى ذلك الكفران فكان رده: "أنا لا أقرأ هذه الزبالة"؟ ! ! وبغض النظر عن مستوى أدب مشايخ الجبهة، فكيف به لم يقرأ ما كتبت ويصدر مثل هذا الحكم الظالم والقاسى هو وجبهته؟ هو نفس الموقف الذى حدث مع الدكتور حمدى حسن الذى طالبته على قناة الفراعين ببيان هذه النصوص فى كتبى فكان رده: "هو أنا فاضى أقرا الكلام الفارغ ده"، فطلبت منه الحضور هو وأعضاء الجبهة فى مواجهة علنية، واتفقنا على يوم السبت التالى لهذه المواجهة، فكانت النتيجة أنه لم يحضر أحد غيرى، وعوضا عن حضورهم حجزوا التليفونات للمشاركة وانهالوا سبا وشتما عن بعد بواسطة صبيتهم من محترفى القذف والتكفير.

حتى ألجأونى فى قناة ( ON.T.V ) أن أشهر شهادتى الإسلامية كما لو كنت غير مسلم قبلها، وحمدت الله أنه مَنّ على بالميلاد مسلما، ثم مًنّ على ثانية بأن منحنى عقلا باحثا منقبا بين الأديان، لأختار الإسلام عن قناعة ورضى، مع احترامى لكل الأديان الأخرى بحسباتها سبلا تؤدى جميعها إلى الله وإلى الخلق القويم، وأنى لم أجد فى الإسلام ما يصرفنى عنه إلى غيره، بل ما حدث هو يقينى به عن درس وفهم وقناعة، واختياره عن روية وتدبر.

ورغم هذه الشهادة العلنية فقد استمرت الحملة بلا هوادة، والتى زاد من سعارها دخول المفتى الأسبق وهو المعروف بميوله السلفية المتشددة، وكان عثرة دائمة فى وجه القرارات المتعلقة بالحقوق، وسبب أكثر من حرج للخارجية المصرية مما انتهى بعزلة الفجائى. أما أخطرها فكان فتوى فضيلة المفتى الدكتور على جمعة، والتى جاءت رداً على السؤال الذى قدمه جمال سلطان صاحب موقع (المصريون) السلفى المتطرف، والذى سجلت نصه الفتوى كالتالى: "اطلعنا على الإيميل الوارد بتاريخ 9/7/2009 المقيد برقم 1262 لسنة 2009 والمتضمن :ما حكم الشرع فى منح جائزة مالية ووسام رفيع لشخص تهجم فى كتبه المنشورة الشائعة على نبى الإسلام، ووصف دين الإسلام بأنه دين مزور، وأن الوحى والنبوة اختراع اخترعه عبد المطلب لكى يتمكن من انتزاع الهيمنة على قريش ومكة من الأمويين، وأن عبد المطلب استعان باليهود لتمرير حكاية النبوة – على حد تعبيره – فهل يجوز أن تقوم لجنة بمنح مثل هذا الشخص وساما تقديريا تكريما له رفعا من شأنه وترويجا لأفكاره؟ .... الخ".

وكان طبيعيا أن يكون رد الفتوى كالتالى: "هذه النصوص كفرية تخرج قائلها من ملة الإسلام إذا كان مسلما، وتعد من الجرائم التى نصت عليها المادة سالفة الذكر من قانون العقوبات، وإذا ثبت صدور مثل هذا الكلام الدنىء والباطل الممجوج من شخص معين فهو جدير بالتجريم لا بالتكريم". وهنا لابد أن نذكر أن الصحفى جمال عبد الرحيم الذى سبق وطالب بذبح البهائيين وقتلهم علنا بالتلفزيون، مما أدى إلى هياج مسلمى قرية الشارونية وأدى لحرق مساكنهم بالقرية، هو نفسه من أكد على قناة ( ON . T. V ) أن النصوص الواردة فى سؤال جمال سلطان طالب الفتوى، هى من كتبى وأنه تم إرسال الكتب مع بيان النصوص الكفرية بها لفضيلة المفتى، وتبعها بوصلة شتائم وتكفير علنى لا أعلم مكانها ولا مكان كذبة وتزويره غير المرتب من ميثاق الشرف الصحفى، بينما الفتوى كما هو واضح لم تشر إلى اسمى بالمرة، وواضح أيضا أن فضيلة المفتى لم يكن بيديه كتبا ولا نصوصا سوى ما ورد فى سؤال المستفتى السيد جمال سلطان صاحب موقع المصريون.

ورغم عدم ذكر اسمى صراحة لا من المستفتى ولا من المفتى فقد قام جمال سلطان بنشر الفتوى على موقعه واضعا صورتى بجوار صورة فضيلة المفتى ليجعل الفتوى خاصة بى!! فأى شرف هنا وأى مبدأ وأى إيمان هذا؟ وأى دين فى الدنيا يسمح لأصحابه بالتزوير القاتل والتلفيق العلنى الفاجر فى سبيله؟ ومرة أخرى أنكر تماما وبالمرة وبالقطع ورود النصوص المنسوبة إلىَّ فى أى من كتبى المتداولة والمتاحة للجميع، وكان على السادة أعضاء الجماعة السلفية أن يقوموا بتصوير هذه النصوص من كتبى ونشرها على الملأ، كدليل وبرهان، لكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا، لأنها كلها كلام لا أعرفه ولا يمت لكتاباتى بصلة.

أما فضيلة المفتى فهو يعرفنى بشكل شخصى وقد التقانى مع أحد المنظرين من جماعة الإخوان فى مناظرة كنت فيها طرفاً وحيداً أمامهما، وذلك بمقر مجلة القاهرة التى كانت حينذاك برئاسة المرحوم الدكتور غالى شكرى الذى اتهموه بدوره بتزوير الدكتوراه، بينما كان أحد أهم أساتذة جيلى، وقد نشرت المجلة وقائع هذه المناظرة فى حينه. وأن ما طرحته فى تلك المناظرة كان محاولة فهم جديد للتراث الإسلامى وليس للدين الإسلامى، حتى لا يكون فهم هذا التراث متوقفا دون تجديد عند ألف عام مضت، وليتمكن المسلمون من اللحاق بالعالم المتقدم، وأنه قد أصبحت هناك حاجة ملحة لظهور مذهب جديد يتلاءم مع ظرفنا اليوم، بعد أن مضى ألف عام على ظهور آخر مذهب، فكانت طرحا وجدلا محترما لوجهات نظر متباينة مختلفة وكلها على أرض الإسلام وليس فيها طرف خارج ذلك، وانتهينا أصدقاء لم يفسد لنا اختلاف الرأى مودتنا الإنسانية وانصرفنا بعد عناق حار ومحبة متبادلة. ولم يجد فضيلته فيما قلت بالمناظرة كفراَ ولا مروقاَ، وربما لو كتب جمال سلطان اسمى فى سؤاله الملغوم، لربما تحوط فضيلة المفتى ولطلب النصوص من كتبى حتى يصدر حكمة عن بينه ومعاينة نافية للجهالة.

هذا ناهيك عن كون صدور فتوى تكفير علنى لأى مواطن عن دار رسمية ومهيبة كدار الإفتاء المصرية، هو أمر يسىء إلى دار الإفتاء وإلى الدين الإسلامى نفسه وإلى مصر كلها، فى زمن لم يعد يحتمل مثل هذه القرارات، خاصة وأن فضيلة المفتى أجاب عن سؤال صحفى فى زيارته لأمريكا عن حق المسلم فى تغيير دينه، فأجاب بالإيجاب وأن الإسلام لا يجرم تاركه إلى دين آخر، لأنه من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر بأمر قرآنى، وهو القول المناسب فى المكان المناسب فى الزمن المناسب، فما له ومسلم مثلى يعلن إسلامه وتمسكه به شرفا وعزة؟!! إنها هنة كبيرة لا تليق بمقام صاحب الفضيلة الذى كان عليه أن يتحرى ولا يفترض فرضا جدليا مشروطا كما فى قوله: "وإذا ثبت صدور هذا الكلام الدنىء والباطل من شخص معين فهو جدير بالتجريم لا بالتكريم".

وأهيب بصاحب الفضيلة أن يقرأ أعمالى متجردا محايدا وألا يسقط عليها فهما بعينه، فالمحاسبة يجب أن تكون على نص كلامى فى كتبى وليس فى حوار صحفى، وليس حسب فهم جماعة مؤدلجة مسيسة كالإخوان أو جبهة علماء الأزهر، لأن الأمر فى حقيقته هو أن كتاباتى تكشف زيف ما يعلنون وتهز العروش من تحتهم، والتى تسلطنوا بها على أدمغة المسلمين حتى أوصلونا إلى حيث نقبع الآن فى مؤخرة الأمم، وآن لها أن ترتج من تحتهم وتتزلزل.

ليس لى مشكلة مع أى دين من الأديان ناهيك عن إسلامى الذى أفاخر به، وأباهى بفهمى له بما يوافق زماننا وظروفه، وبما يطيح بمصالح السلطة الدينية والكهنوتية، حيث لا يوجد ولم يوجد فى الإسلام لا مشيخة ولا أُكليروس، فقاموا يعلنون أن كتاباتى تهدم الإسلام، وهو قول غليظ نكير يشير إلى مدى تقديرهم لديننا الحنيف، الذى ستهدمه سطور هنا أو هناك، وإلى مدى استغلالهم هذا الدين وإشهاره تكفيراً وهم يعلمون حقيقة الأمر، وينتهزون غفلة المسلمين عن المتابعة وانحسار عادة القراءة مع الصحوة التى حرمت الفن والإبداع وكفرت المفكرين ودّعَرت الفنانين، ليستثمروهم فى معركة هى الباطل ذاته، إنهم يستميتون اليوم فى هذه المعركة بحسبانها معركة وجود، بناء على تفسيرهم أن منحى الجائزة يعنى انحياز الدولة جميعا للفكر الليبرالى والحريات والديمقراطية، وهو ما يعنى انحسار نفوذهم وانكماش موجتهم العاتية، لكنهم دخلوا المعركة بأسلحة فاسدة ورخيصة لا تشير إلى عمق فى التدين ولا شرف فى قول الحق، وإن كانت من وجهة نظرى فى النهاية رغم حشدهم وتجمعهم أنها معركة غير متكافئة لأننى فيها الطرف الأقوى وأنهم ليسوا أكثر من عهن منفوش، ولوقوفى على أرض صلبة وقيم ومبادئ محترمة، دعونى أدلل على هذا الكلام الذى يبدو قاسيا بما حدث على قناة الناس ... استضاف السيد خالد عبد الله (يقول عن نفسه أنه شيخ) فى برنامجه على قناة الناس عدداً من الضيوف، وكذلك فضيلة الشيخ أبو إسحق الحوينى تليفونيا، ودار بينهما حوار ادعى فيه السيد خالد أقوالا كثيرة نسبها إلىَ ولعل أخطرها كان الحوار التالى:

خالد عبد الله: سيد القمنى اتهم النبى (صلى الله عليه وسلم) وقال: إن محمدا (صلى الله عليه وسلم) رغم أنفه وأنف من معه قد وفر الأمان لنفسه بالزواج من الأرملة الثرية خديجة بنت خويلد.
الشيخ الحوينى: عفوا عفوا، قال العبارة دى بالضبط؟
خالد عبد الله: العبارة كده بالضبط حضرتك.

الشيخ الحوينى: يعنى يقول عن رسول الله رغم أنفه؟
خالد عبد الله: هكذا (رغم أنفه وأنف من معه) ووفر الأمان لنفسه لما تزوج الأرملة الثرية خديجة بنت خويلد، بعد أن سقى والدها الخمر ليغيبه عن الوعى ويأخذ منه عهد الزواج، هذا كلام عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فرأى فضيلتكم، وده جزء فيض من غيض وقطره من بحر من كتابات فجة وأكثر من فجة ماجت بها كتبه وهو يقول لماذا تكفروننى!؟
الشيخ الحوينى: أنا صدمت من العبارة الأخيرة، يعنى كل ما تكلمت به عن الصحابة رغم فجاجته وفظاعته، الكلام ده كوم والجملة الأخيرة اللى سمعتها وحاولت التثبيت منها كوم تانى، وأرجو أن تكون دقيقا فى نقلك عنه.
خالد عبد الله: هيه دقيقة يا أفندم.
الحوينى: إذا قال على رغم أنف النبى فهذا كافر بلا شك (واستمرت بعد ذلك وصلة التكفير إلى نهاية البرنامج).

صاحبنا الشيخ خالد عبد الله الذى يرى فى المشيخة نجومية وليس خدمة للإسلام ويحسده عليها الناس حسب ما قاله يوما، لم يلتفت إلى أن هذه العبارة: (رغم أنفه وأنف من معه) هى جملة اعتراضية وأنها من قول مشايخ الجبهة، نظراً لأنى أصلى وأسلم على المصطفى كلما ورد اسمه بكتاباتى، ويعتبرون هذه الصلاة والتسليم رغم أنفى وأنف من معى وأنف من رضى بى مثقفا. ورغم ذلك فإن الشيخ خالد المدافع عن دين الله الذى يفترض فى الداعى الصدق والأمانة والنزاهة، يؤكد أن عبارة الجبهة الاعتراضية هى من كتابى بعد التدقيق والتحقق، ليستصدر بها فتوى تكفير من الشيخ الحوينى بالخداع والتزوير. فأين يا سادتى ميثاق الشرف الإعلامى مع مثل هؤلاء النجوم من مشايخ الفيديو كليب، وإلى متى تتركونهم يسقطون على أى مثيرات ليستخدموها لاستثارة النزعات الغريزية، وتكريس كراهية المختلف لإقصائة ؟

أما ما ورد بكتابى الإسلاميات الذى يشتمل أربعة أجزاء وضمنه الحزب الهاشمى جزءاَ، أولا فهو كما عرفته فى صدر كتابى: "قراءة اجتماعية سياسية للسيرة النبوية"، وقلت فى مقدمة الحزب الهاشمى أن كتابى هذا ليس كتابا فى الدين ولا فى أى من علومه، إنما هو محاولة استكشافية للحكمة الإلهية على أرض الحجاز، وكيف هيأت تلك الحكمة الواقع لتقبل الدعوة فى وسط جاهلى صحراوى قبلى متشرزم متقاتل ؟ فلا أنا مفسر، ولا أنا مفتى، إنما باحث يستخدم المنهج العلمى بخطواته الدقيقة لقراءة واقع أرضى، بعد أن تحدثوا كلهم فى الغيب السماوى وهو وحدة الكتابات التى تملأ المكتبة العربية حتى أنها تغص بها غصاً.

ولأنى أعلم أن الدين هو محل إيمان أو عدم إيمان وليس محل بحث، هو أن تصدق أو لا تصدق، وبينما قاموا هم يبحثون الغيب وذات الله وصفاته والعرش والملائكة والجنة والناروالساط وعذاب القبر وبول الرسول وبول الناقة وزواج الرضيعة ورضاع الكبير، واختلفوا حولها فرقا اضطهدت بعضها بعضا، فإنى فى دراساتى نأيت عن هذا كله، وسلمت إيمانى الغيبى لعلام الغيوب، وخضت فى البحث فى المساحة التى يمكن أن تخضع للبحث والمناقشة وهى مساحة الواقع الأرضى وليس السماوى.

كما أننى أيضا لست صحفيا ولا إعلاميا وما خضت فى الصحافة والإعلام إلا مكرها بعد أن تحولت قضيتى لقضية رأى عام، وسأحتسب هذا الموضوع آخر م ما سأخوض فيه حول هذه المعركة غير النظيفة، لأعود لأبحاثى ودراساتى وعملى، لأترك الأمر للقضاء المصرى ليفصل فيه، رغم أن دخول الدكتور المستشار أحمد مكى بثقله القضائى وهو ما زال بعد قاضيا ولم يخرج على معاش، ليكرر ذات الإدانة القائمة على ذات أكاذيب الجبهة، فهى والله مصيبة كارثية من العيار الثقيل، لكنها لا تفقدنى الثقة فى آخر حصوننا المصرية (عدالة القضاء المصرى ونزاهته) والذى كان حكما بيننا من قبل فكان كما أحسنا الظن به دوما.
****

المهم أنه بعد هربهم من المواجهات العلنية، وبعد إقرارهم بعدم القراءة، وبعد انكشاف قناة الناس ونجمها اللوذعى، وحجم التزوير والفساد الأخلاقى للمتحدثين باسم الإسلام، قاموا يطعنون فى الإجراءات التى تم بموجبها منحى جائزة الدولة فنسبوا إلى المفوض العام لأتيليه القاهرة أن الأتيليه ينكر ترشيحى لهذه الجائزة بالمرة، وذلك اعتمادا على أن من رشحنى هو مجلس الإدارة السابق بريادة الفنان العبقرى والعلمانى السافرالأستاذ وجية وهبة. إلا أن المدهش أن الأتيليه والمفوض العام قد أقاموا حفل تكريم بمناسبة حصولى على الجائزة حضره حشد كريم من مثقفى مصر، وذلك يوم الخميس (6/8/2009 ) أى بعد نشر التصريح المنسوب لهم.

كل مرة مع انكشافهم نظن الأمر قد انتهى لتجدهم يخرجون بجديد لتأكيد عدم استحقاقى الجائزة، وكان آخر ما خرجوا به هو أنى زورت لنفسى شهادة الدكتوراة، ثم عدلوا الموقف بعدها، فقالوا إن الشهادة ليست صادرة عن جامعة جنوب كاليفورنيا المشهورة (بالمراسلة) إنما هى ( جامعة كاليفورنبا الجنوبية) التى استثمرت الاسم الشهير فى صياغة مشابهة، وأنى اشتريت الدكتوراة منها شراء وهى إحدى جامعات بير السلم (انظر موقع المصريين وهو ضد كل ماهو مصرى).

مشكلتهم معى أنهم لم يستطيعوا أن يقدموا نصاً واحداً من كتاباتى يدينونى به، وظنوا أنهم أرهبونى فكشفت زيفهم وكذبهم على الملأ على القنوات الفضائية داخل البيوت... فماذا إذن ؟ إن الجائزة لا تعطى للمكرم، لأنه يحمل درجة الدكتوراة ولا لدرجة إيمانية، فهذه تعطى لشيخ أو قس وليس لمفكر، فإذا اكتشفوا أن الجامعة المانحة هى جامعة غير معروفة ولا معترف بها، فإن رحلتى العلمية إليها معروفة ومتكاملة الأركان بمعرفة ومتابعة من أساتذة عرب كبار يتمنى الكثيرون أن يحظوا بأستذتهم.

ولنعد مع رحلتى العلمية إلى المبتدا عندما تخرجت من جامعة عين شمس.. عام 1969 حيث درست لحسن حظي.. على يد كبار فلاسفتنا فى الشرق، بدءا من الجليل عبد الرحمن بدوي.. إلى الفيلسوف المقاتل والمعلم الأكبر والأول لى ولأبناء جيلى الدكتور فؤاد زكريا، ود.مصطفى حسن الساعاتى أستاذ علم الاجتماع الأشهر.. والدكتور محمود رجب والدكتور عزمى إسلام والإنسان الرائع بكل المعانى الدكتورحسن حنفى.

وبعد التخرج سافرت للعمل بدول الخليج كمعلم للفلسفة بالمرحلة الثانوية... حيث كانت جامعات العالم تعرض نفسها هناك.. منها الأوروبية.. ومنها الأمريكية.. ومنها العربية.. وقد أصبحت لهذه الجامعات مقرات دائمة الآن فى دول الخليج (عقبالنا قادر يا كريم).
ومع اكتشافى أن مؤهلات جامعاتنا المصرية، غير معترف بها إلا فى مصر وبعض الدول العربية. فقد حاولت الحصول على درجة علمية.. تسمح لى بالعمل فى دول الغرب الحر.. وليس من أجل الدرجة العلمية فى حد ذاتها فلم تكن من أهدافى، ولا ظننت حينها أنى سأكون كاتبا يوما. كانت محاولة لتحقيق حلم الصبى وكان حلم كل الشباب فى هذا السن للعيش فى بلاد راقية.

واخترت (الجامعة اليسوعية/القديس يوسف) فى بيروت.. بعد أن علمت أن جميع الوزراء ورؤساء الجمهوريات وأصحاب الأدوار السياسية الفاعلة فى لبنان.. هم من خريجى هذه الجامعة.. وأنها فرع من جامعة (ليون).. وبعد أن حضرت المحاضرة الترويجية للجامعة اليسوعية فى رابطة الاجتماعيين بالكويت برئاسة الدكتور (أسعد على الشيخ.. وهو سورى/ أطال الله فى عمره).. الذى خلب لبى برؤاه المتجاوزة للمألوف. فتقدمت بأوراقى للدراسة فيها.. وخضت الامتحانات التحريرية فى أصول المنهج العلمى وهو ما كانا زادى من بعد فى صرامة خطواتى البحثية، وقدمت بحثى الأول بعنوان لماذا المسيح من إنسان إلى إله؟ الذى تم تحت إشراف البروفيسور الفرنسى (ميشيل آلار/ أطال الله فى عمره) ، ثم بحثى الثانى: (إلهة الفداء والخلود) تحت إشراف الأستاذ الدكتور أسعد على رئيس القسم، وإبان ذلك كنت أسعى وراء أستاذى (أسعد على) متشوفا للمعرفة، ومتابعة ما أتوصل إليه معه، ما بين دمشق وبيروت، وما بين عين الجديدة بلبنان فى بيته وبين اللاذقية بسوريا، و كثيراً ما جعلنى أعيد كتابة بعض الفصول أكثر من مرة، لكنه بلا شك رغم صرامته كان معلما حقيقيا وحصلت على الدرجة بتقدير عام ممتاز (مرفق صورة فوتو كوبى).

بعدها أصبح السفر إلى بيروت شديد التعثر بسبب ظروفها الأمنية غير المستقرة، هنا اقترح علىّ الأستاذ فهيم مصطفى مندوبا عن جامعة كاليفورنيا الجنوبية / الأقسام العربية بالمراسلة عبر مكاتب الخدمات الطلابية، أن أقدم أوراقى لها على أن يشرف على سير البحث ثلاثة أساتذة مقيمين ومعروفين لديهم، فكان الدكتور عبد الحميد زايد أستاذ التاريخ القديم بجامعة الكويت مسئولا عن متابعة الجانب التاريخى للبحث وقد خصص لى يوم الثلاثاء من كل أسبوع لمدة عام كامل مشكورا مأجورا، حتى أنه أصر على تعليمى بعض مبادئ الكتابة الهيروغليفية حتى لا تلتبس علىّ النصوص محل الاسشهاد ببحثى، والدكتور حسن شحاتة سعفان تحمل القيام لمتابعة الجانب الاجتماعى فى البحث، أما الأستاذ الدكتور ( فؤاد زكرياالمؤسس الحقيقى للتوجه الليبرالى المعاصر/ أطال الله فى عمره) فكان المتابع المدقق للعمل كله خطوة بخطوة وفقرة بفقرة واستنتاجا باستنتاج من حيث المنهج والمرجعية وصدق الدلالات، ثم كان هو كاتب التقرير النهائى الذى وجد فيه مآخذا على رسالتى من قبيل عدم إلمامى الكافى باللغات الأجنبية بالمستوى اللازم للأبحاث الاجتماعية فى التاريخ الدينى، لاتساع مساحته عبر لغات مختلفة، وأنى لجأت أحيانا إلى الاجتهاد فى الاستنتاج فى مواضع لا يحسمها إلا وجود الأثر التاريخى الأركيولوجى، لكنه انتهى فى قراره النهائى إلى استحقاقى الكامل للدرجة العلمية المرشح لها (مرفق صورة لهذا التقرير)، وبموجب هذا كله حصلت على الدرجة وقمت بتقديمها إلى المجلس الأعلى للجامعات (مصر) الذى أصدر قرارا فى 14/05/1987 بموجب رسم مدفوع بالحوالة رقم 94217/34 بتاريخ 11/05/ 1987 وتم نشر صورتها فى قناة الحرة برنامج قريب جدا، ثم بعدها كانت عودتى إلى مصر مصحوبة بقرار التفرغ الكامل للعمل البحثى، وقدمت خلال هذه الفترة أعمالى الموجودة بالمكتبات العربية. لأكتشف بعد صدور عملى الأول أن الدرجة لم تعد على مقاسى فلم أعد أصدر بها اسمى، لأن آينشتين أو داروين أو فرويد كانوا لايسبقون أسماءهم بلقب أضيق من مساحة إنجازاتهم.

هذا حتى فوجئنا بالبحث والتقصى الذى قام به موقع المصريين عبر رجالهم فى أمريكا منذ أيام، والذى كشف أن الجامعة باسم جامعة كاليفورنيا الجنوبية وليس جامعة جنوب كاليفورنيا. والفاصل فى المسألة هنا، هى إذا كنت قد اشتريتها بفلوسى فلماذا كان كل هذا الجهد وهذا العمر والسعى ومشقات هذا السعى، فتكاليفه المادية وراء متعة المناقشة للتعلم من أساتذة عددهم خمسة اخترت السعى وراء أعتابهم، فقد علمونى بشكل شخصى ومباشرمع السفر إليهم أينما كانوا بلدانا وأقاليما، وما كان أغنانى مادمت مشتريا لورقة لأعلقها على حائط عن السعى للحصول على درجاتى السابقة لها من الجامعات العربية، وعن العمل أربع سنوات أخرى على رسالة لها جسم موجود ببحث تم تدقيقه من قبل أساتذتنا الكبار، فى عمل بحثى يشهد بجهد الباحث وعدد سنوات البحث وفضل الأساتذة المتابعون للعمل وجهدهم فيه، وهو مطبوع وموجود فى الأسواق بعنوان أوزيريس وعقيدة الخلود فى مصر القديمة عنوان الرسالة الأصلى: أثر الأحداث السياسية والاجتماعية فى نشوء عقيدة الخلود الفرعونية وتطورها.

وهو بالتحديد ( الكتاب / الرسالة ) الذى كان سببا فى تعريفى بالدكتور قاسم عبده قاسم (الذى أنكر على درجتى) بعد أن أبدى لناشر (الرسالة / الكتاب) المفكر الدكتور طاهر عبد الحكيم رغبته فى لقائى، والتقينا يومها فى مكتب الدكتور طاهر عبد الحكيم بدار فكر للنشر بمدينة نصر، وهى ( الرسالة/ الكتاب ) الذى دفع الدكتور فرج فودة للبحث عنى لنصبح بعدها أشقاء وأسرة واحدة، وهو(الرسالة / الكتاب) الذى دفع الدكتور نصر أبو زيد للسعى لمعرفتى فكسبته صديقا وإنسانا ومفكرا عبقريا، (وهو الكتاب / الرسالة التى دفعت الدكتور حسن حنفى للمحاضرة عنها ليكتشف أنى كنت أجلس أمامه تلميذا فى قاعات جامعة عين شمس، والمنشور هو مجرد موجز مكثف لرسالتى.

ورغم كل هذا فإنى أحترم الدكتور قاسم وعلمه وكنت أفخر بأنه ممن أعجبهم كتابى / رسالتى ( وأنا المبتدئ حين ذاك والمدهوش لتقدير هؤلاء الكبارمن أساتذة لجيلى)، وكان هو أستاذا شرفت بمعرفتة رغم اختلافى معه جذريا، وأعدت طباعتها مرة أخرى بنصها الصادر عن المركز المصرى لبحوث الحضارة بعنوان: رب الثورة، وإذا كان الفنيون والأساتذة بالمجلس الأعلى للجامعات الذين اطلعوا على الدرجة العلمية التى لم أزيفها بنفسى لنفسى ليصدروا قرارهم بالمعادلة، لم يتبين لهم هذا الفرق والتخليط ما بين جنوب كاليفورنيا وما بين كاليفورنيا الجنوبية، فهل كان من الممكن أن يتبين لنا فى زمن لم تكن فيه وسائل الاتصال والإنترنت كاليوم للحصول على إجابات دقيقة لكلمة ملتبسة.

وهل لو طبقنا هذا المعيار على الجامعات المصرية سنصبح جميعا عرايا حتى من درجة الليسانس أو البكالوريوس، وبالتبعية لن نكون حاصلين حتى على الثانوية العامة، لأنها لا تؤهلنا سوى للجامعات المصرية غير المعترف بها أصلا، وهكذا تصبح زفتى مثل ميت غمر وخالتى زى خالتك، وبينهما يا قلبى يجب أن تحزن، ولا يبقى لى شخصيا إزاء ما أثير بهذا الشأن من مؤهلات إلا المنجز العملى والعلمى وما قدمتة لأهلى ووطنى فى شكل أعمال مكتوبة ومنشورة، وما ساهم به شخصى المتواضع لتحريك الواقع الآسن فى بلادنا، ودوره مع زملاء له كبار (ومهد لهم أساتذة أكبر) فى خلق تيار جديد يثبت وجوده اليوم على الساحة المصرية والعربية بقوة وثقة، مقارنة بألوف رسائل الدكتوراة فى بلادنا التى تكمن حبيسة أرفف الجامعات لا نعرف عنها شيئا، إلا إذا سعينا إليها سعيا مقصوداَ للحصول على معلومة مطلوبة من أصحاب التخصص.

ومن هنا فإن المعول عليه هو ما كتبت فى أعمالى وهو مناط الأمر كله، وهو ما أزعم أنه إنجازى الحقيقى ومحل فخرى واعتزازى، وبه أنا فى كفاية وغنى عن أى درجات، وأتذكر هنا دونما الشعور بأى تحرج رد عباس محمود العقاد على من قال له : "نريد أن نعطيك الدكتوراة " فى عبارة متسائلة مستنكرة بالغة الدلالة: "ولكن من منكم سيعطينى الدكتوراة ؟ ! !".
****
سادتى.. مع هذا الذى يحدث علينا أن نفزع على عقل مصر وشعبها الذى يسمع مجرد السمع فيتحول الناس إلى وحوش ضوارى، دون أن يستمعوا لنصح ربهم أن يتبينوا ويتثبتوا قبل إصدار الأحكام، ويقيمون من أنفسهم حراساً للإسلام بأسلحة رديئة تشينه ولا تنصره، والإسلام متكامل بذاته وليس بحاجة إليهم ولا إلى أسلحتهم الفاسدة.

من حق القارئ أن يتساءل: ما الذى كتبته إذن لأستفزهم لهذه الهبة المضرية الكاذبة؟... إن ما كتبت كان فى مواجهة الإرهاب الدموى ومناقشة طروحاته بميزان الإسلام نفسه وبميزان العقل والقيم، إن ما كتبت كان فى بعضة مناقشة لادعاء الإخوان المسلمين أنهم يملكون الحلول الربانية لمشاكلنا، فإذا بها فخاخ إبليسية ستأخذنا مع بلادنا إلى مزيد من الخسائر ومن ثم إلى التهلكة، ولا أجد فرقاً بينهم وبين الجبهة وبين الزرقاوى أو الظواهرى أو الجماعة الإسلامية أو الجهاد أو الجماعة السلفية أو بن لادن أو أبو سياف أو حتى التيار المتأسلم الذى عشش فى مفاصل الدولة المصرية، فكلهم داخل نفس الجبهة، وهو ما قاله الشيخ القرضاوى فى كتابه الإخوان المسلمون، مؤكداً أن كل تلك التيارات والأجنحة من أقصى يمينها إلى أقصى يسارها إما أنها نبت إخوان، أو ذراع إخوان، أو زرع إخوان، أو خروج عن الإخوان. ومن الجدير بالذكر أن الشيخ فى كتابه هذا لم يذكر اسم واحد من كوادر الإخوان إلا ألحقه بعبارة (رضى الله عنه)، لأنهم عنده لا يقلون أبداً عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهنا بيت القصيد والسر غير الخفى وراء كل هذه الشراسة، لأن سيد القمنى يفرق بين الدين الذى هو على رأسنا جميعاً... ويبن البشر، يفرق بين الدين السماوى وبين التراث الإسلامى بما فيه من حكايا البشر وسير البشر، ولأنى أؤمن أن إسلامى يفرض علىّ تنزيه الله وحده وتقديسه وحدة بلا شريك وبلا صحابى ولا صاحبة ولا ولد، فإنى بموجب هذا الإيمان لا أستطيع أن أسلم بقدسية الصحابة لأنهم كانوا بشراً لا آلهة، وأن تقديس المذهب السنى أو الشيعى لصحابة دون صحابة، هو تقديس سياسى وتزييف على الناس وعلى الدين، فإذا ما نزعنا القدسية عن التراث / البشر، فإن صلحا سيحدث لا ريب بين الشقين المتقاتلين: الشيعى والسنى، وتبور بضاعة مشايخ الكراهية فى المذهبين، ويفقدون الهالة التى يسببها الزى المشيخى أو اللحية الطويلة ويسقط سلطانها على الناس ولا تعود تحمل أى قدسية ولا دافع لقتل بعضنا بعضا، مما يسمح لعقل المسلم بالعمل ومناقشة ما يطرحه عليه أهل الدين من البشر، لأنهم بشر لا آلهة، ولا يعودون محل استشاراتهم التى وصلت إلى أخص خصوصياتهم حتى أدخلوهم معنا دورات المياه وغرف النوم، كذلك أعلن أن إسلامى يفرض علىَّ ألا أؤمن بعصمة أهل بدر الذين غفر الله لهم ما تقدم من ذنبهم وما تأخر، حسب قول النبى صلى الله عليه وسلم، لأن الإيمان بعصمتهم يعنى أنه ليس لهم ذنوب بخلاف الحديث التقريرى، ولا أعتقد أن شيخا مهما بلغت منزلته قادر على أن يدلنى على الصواب المطلق والنهائى، وأن للمسلمين عقولا كما للدعاة عقول، أيضاً لا أؤمن بعصمة المبشرين بالجنة والصحابة والخلفاء، لأنى أوحد الله وحده لا شريك له فى القدسية والتنزيه، لذلك كان التراث الإسلامى عندى هو محل النقد والتفنيد والدرس وليس الإسلام كدين، ومشكلتى معهم أنى لا أركب موجتهم فأنال حظاً من الدنيا كحظوظهم، وأعيش الرضى والنور والصبايا الحور كما يعيشون فى البلهنية، لأنى لا أزيف على قارئى ولا على مستقبل بلادى، يريدون تقديس كل من رأى الرسول ولو لحظة، حتى إذا ما تحدثوا حديث الدين ولبسوا لنا يونيفورم المشيخى حازوا ذات القدسية بالمشابهة، ليكونوا ممن رضى الله عنهم كما قال الشيخ القرضاوى.

أنا لا أقدس بشراً من دون الله، أقدس فقط رباً قادراً أن يحجب ضوء شمسة عن أهل الصليب وأصحاب الهيكل وعبدة الأوثان، لكنه لا يفعل، لأنه محب شفوق لكل خليقته وعيالة فى الأر ض، أعبد رباً قادراً أن يحجب مطرة عن الهندوس والبوذيين ويخنص به المسلمين وحدهم، لكنه لا يفعل لأنهم جميعا أولاده وخليقته، ولو شاء لذهب بهم وجاء بغيرهم، وقد أخبرنا جل وعلا لماذا لا يفعل ذلك، فقال تعالى: "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالوا مختلفين": / 118 / هود "، وأنه "ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض جميعاً، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" / 99 / يونس"، وأنه هو القائل " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا، ولو شاء ربك لجعلكم أمة واحدة" / 48 / المائدة".

نعم أنا فزع على عقل مصر بعد هذه الهجمة الوهابية التترية لتكفير المختلف فى الرأى وليس فى الدين، بحجة حماية الدين الصحيح مع اتفاقهم على تكفيرى، واتفاقهم أيضا على أنهم لم يقرءوا ما كتبت لأنه(زبالة وكلام فارغ)، فكيف لهذا الكلام الفارغ أن يفزعهم كل هذه الفزع حتى قاموا له قومه رجل واحد ليفرقوا دمى هدراً بين فرقهم وقبائلهم، لقد فقدوا الرغبة فى محاولة معرفة الحقيقة فى كتبها التى تحمل اسمى بتعصب أعمى العقل والعين، يتصور فى تدينه الظاهرى الذى لا يمس القلب ولا شغاف الوجدان أنه المالك الوحيد للإسلام، وأنه الوحيد الذى يملك الفهم الحصرى للإسلام، وهوعندى ليس سوى اغتصاب علنى لحق من حقوق الله وخاصية من خصوصياته وحده.

كل هذه الحملة لإقصاء كلام مختلف عما عودوا المسلمين عليه، لأنه كلام يسحب عنهم القدسية ويسقط عنهم الوجاهة الاجتماعية والسيادة، فلا يعودون لنا (مولانا ولا سيدنا)، لأن مولانا وسيدنا هو الواحد الأحد وحده بلا شريك ولا نظير ولا قرين، يريدون اغتيال الكلام، مجرد الكلام، الكلام المختلف، حتى لا نعود نميز بين الصواب والخطأ. ولو كان كلامى خطأ فلماذا لا يتركونه ليبين لهم بالمقارنة صوابهم وسلامة موقفهم أمام الناس ؟ أم أنهم يعلمون صوابه وأنه يكشفهم أمام المسلمين المخدوعين فيهم، لذلك يحرمونه ويكفرونه حتى يصرفوا الناس عن معرفته، وإذا كانت هبتهم خالصة لله فلماذا سكتوا وصمتوا منذ صدور كتاب الحزب الهاشمى منذ عام 1988 وحتى الآن. أم أن الإسلام لم ينقح عليهم إلا هذه الأيام؟
أكرر ولا أمل التكرار: ارفعوا أيديكم عن ديننا فهو كامل بذاته مستغن عن دفاعاتكم الرديئة لأهداف لا علاقة لها بديننا. ولترفعوا أيديكم عن أدمغة المسلمين حتى يصحوا ويتعافوا، ولتخرجوا أيها السادة من حياتنا، فللمسلم أن يستفتى قلبه ولو أفتوه (قالها ثلاثاً / صلى الله عليه وسلم)، وأن ديننا سهل يسير لو استبعدنا كل إضافاتكم إليه عبر الزمان، حتى حولتم الشريعة من مسائل تعد على أصابع اليد الواحدة إلى ما يزيد عن عشرة آلاف مسألة، وتسمونها الشريعة الإسلامية وهى من وضعكم دون وحى يوحى إليكم لتركبوا أكتافنا بها، مع عدم قدرة المسلم العادى على الإحاطة بمجلداتكم الألفية ولنا النصر الأكيد والمؤزر، لأننا نستخدم أسلحة غير فاسدة لا ترتد فى وحوهنا، وما عدنا والله نركع ولا نذل لخليفة أو لرجل دين، وهذا حالكم وهذا أسلوبكم وطرائق حروبكم بكل الأسلحة الرديئة التى لا تعرف تعففا عن الكذب، من أجل مكاسبكم ومناصبكم وحلمكم بالكرسى الأعظم فى الوطن، وليس من أجل الناس أو الدين أو الوطن.. فإلى الله وإلى الوطن أشكوكم.
























































مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة