الكثير من الباحثين عرفوا الأمية وربطوا بينها وبين عدم إمكانية القراءة والكتابة. لكن تحت هذا العنوان فنحن نعانى الأمية فى مجالات كثيرة متعددة، حتى بين الباحثين والدارسين والمفكرين. عندنا الأمية السياسية، الاقتصادية. الاجتماعية.............. الخ، أمية قاتلة بكل المفاهيم بعد استبعاد عملية التنوير المجتمعى، وأصبح التركيز فى عملية واتجاه آخر هو تكريم علماء الزندقة والكفر تحت دعوة التنوير والإبداع – فنجد أن بعض المثقفين أمسكوا بدفة القيادة إشباعا لعلمانيتهم أو ضلالهم، ومن ثم يحاولون أن يكون كل الراكبين معهم السفينة من نفس هوياتهم الثقافية – ولكن هيهات ففرق كبير بين سفينتهم وسفينة نوح عليه السلام.
حدث فى الآونة الأخيرة نزاع داخل أسرة كل أولادها من أم واحدة وتعدد الآباء – وكان هناك ثلاثة أبناء من عمر متقارب، والآخرون أعمارهم تتراوح بين العشر والثلاث سنوات، وقد أدلى كل من الأبناء الثلاث بآرائهم - وكان الرأى المتسلط والمستبد للابن الأكبر المتحكم فى ثروة الأسرة وهى مصدر قوته وسلطته. ثم حاول أهل الخير السؤال عن بقية آراء الأولاد الآخرين – وما كان رأيهم ؟ وماذا أضافوا من فكر ........... الخ.
سبحان الله كيف نساوى بين أطفال صغار لم يبلغوا مبلغ الرجال تكوينا وبنيانا - ومن اكتمل بناؤه واشتد عوده سواء من حلال أم من حرام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كيف نسوى بين الابن الأكبر الذى يعطى الصغار مصروفهم ويتحكم فيهم بين المنع والمنح وبينهم.
هذا ينطبق على الحالة السياسية والحزبية فى مصر، فترى كثير من المتشدقين الموالين للابن الأكبر أو ممن يطلق عليهم المثقفون يطيرون بنا فى سماء غير سماء الواقع، ونشروا الضلال دون أن يدروا، بل وفى محاولة مستميتة لذلك.
فالكل يتساءل عن دور الأحزاب. والغريب أن أسماءهم مجهولة بالنسبة للغالبية العظمى من الشعب – ترى من هو السبب – الابن الأكبر الذى حمل اسم العائلة؟ أم الصغار الذين لا حول ولا قوة لهم، نفس المثال ينطبق على أسماء الوزراء، وأتحدى أى مصرى أن يذكر أسماء وزراء مصر وليس أسماء الأحزاب – فما يتردد سوى أسماء بعينها . ولو سألت أى مشجع للأهلى سوف يأتيك بأسماء لاعبى النادى منذ عشرات السنين، ولو حاولت أن تعرف أسماء المطربين سوف تجدها لدى أصغر مراهق بمصر – علما بأنه لا يعرف شيئا عن الآخرين.
كانت الجامعات فى الماضى لها دور سياسى – والآن وبعد منع العمل داخل الجامعة، فأصبحت خاوية سياسيا وحتى علميا، ابتعاد المثقفين والكتاب والمبدعين فى مساندة الأبناء الصغار من بعيد لبعيد – وحسب اتجاه الريح ومصالحهم. وما يتحقق لهم.
الشارع المصرى الآن مغيب تماما، ويطلب من الصغار أن يكون لهم الكلمة دون أن يشاركوا – الكل يريد أن تتحقق له الشفافية والحرية والعدالة وأن تطبق له على طبق من فضة. الجميع يتمنى التغيير – لكن على طريقة الشباب الذى يبحث عن عمل لكن يتمنى أن يكون مكان العمل مكان نومه لأنه بطبعه كسول. كفى حديثا بربكم – فنحن مازلنا ظاهرة صوتية تحولت بمرور الأيام إلى ظاهرة كتابية – متى نتحول إلى ظاهرة عملية. متى نمحو أميتنا السياسية ونعيش الواقع؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة