فى ورقة بحثية قدمتها علا عبد الفتاح فرغلى إحدى معلمات اللغة العربية بإحدى مدارس قنا، بعنوان "الإعداد العلمى والمهنى لمعلم اللغة العربية فى التعليم الأساسى (الإعدادى نموذجا)" إلى مؤتمر علم اللغة الثانى، قالت إن المواطنين المسيحيين فى مصر يحجمون عن الارتباط باللغة العربية، لسببين الأول ناتج عن موروثه الثقافى الذى يقرر أن هذه اللغة لغة دين قبل أن تكون لغة تواصل، أما السبب الثانى هو أن الطالب المسيحى إذا عشق اللغة العربية وأحبها فإنه يصطدم بعرف اجتماعى يمنعه من أن يتخصص فيها، لتكون النتيجة أن نسبة غير قليلة من المجتمع، وهم المسيحيون معزولة ومعطلة عن ممارسة الرسالة اللغوية بمفهومها الطبيعى.
ودعت الباحثة إلى رفض التقسيم والتفريق فى اللغة العربية، وإلى تسلح مناهج إعداد المعلم فى الكليات الجامعية، بعلم الأديان المقارن، وهو العلم الذى من شأنه فتح حوارات متحضرة ومتسامحة مع التلاميذ المسلمين منهم والمسيحيين على حد سواء، مع إيمان المعلم بأن اللغة كيان له استقلالية خاصة، ولم تكن نابعة أصلا من أنها لغة دين، إنما هى لغة أرض وقومية، هذا مع البعد عن التعصب والتأكيد على الحيادية لانفتاح قلب الطالب المسيحى للارتباط باللغة العربية، ومبدأ تأكيد الحيادية الإسلامية والوحدة الوطنية فى المجتمع عن طريق اللغة فقط، يمكننا قطع الطريق على من تسول له نفسه العبث بأمننا وسلامة أوطاننا من الفتنة الطائفية.
واقتطعت الباحثة أجزاء من توصيات المؤتمر العلمى للغة العربية الذى انعقد بالإسكندرية عام 1990، الذى أوصى بأمور بديهية وجوهرية لإعداد معلم اللغة العربية حتى يتحول إلى قائد تربوى وعالم لغوى وفقيه دينى وأخصائى اجتماعى وطبيب نفسى وصديق حميم، لذلك لابد من تغيير خريطة الحصص الدراسية حتى يكتمل دور المعلم، حيث يحتل معلم اللغة العربية بمفرده إحدى عشرة حصة فى الأسبوع للفصل الواحد ومن هنا ينبغى رسم دور معلم اللغة العربية بعناية إذا أردنا اكتمال شخصية التلميذ.
وعن ضعف أغلب الطلاب فى مادة النحو، تحدثت الباحثة أن آخر إحصاء لتلاميذ مصر، أثبت أن نسبة 90% من التلاميذ كارهون للنحو لغموضه الشديد، ولأنه يخلو من عامل التشويق وصعوبة حفظه، وهى نسبة تبين مدى الكارثة والانهيار لدى دولة تجعل اللغة العربية لغة رسمية فى تعاملاتها، إلا أن الباحثة ذكرت الأسباب التى تجعل تلاميذ مصر يكرهون مادة النحو، منها صعوبة النحو فى المقرارات الدراسية المصرية التى تؤسس للبعد عن السليقة اللغوية الفطرية هذا بجانب غياب السماع السليم والتزام الكتب بنظام واحد وإبعاد دراسة القواعد عن النصوص الأدبية، واعتماده على الجانب المجرد من المفاهيم والحقائق والقواعد هذا بجانب شيوع الأسلوب المنطقى فى تعليم النحو وضعف معلمين اللغة العربية وشيوع نمط عدم التحدث بالفصحى وإحلال العامية، رغم أن معظم البلاد العربية أصبحت تجبر مدرسى المواد الأخرى ماعدا مدرس اللغة الإنجليزية على التحدث باللغة العربية أمام التلاميذ.
وفى نهاية بحثها أوصت بضرورة التزام المعلم المهنى بإخراج تلميذ مبدع، هذا بجانب تخفيف العبء على مدرس اللغة العربية باستقلال تدريس التربية الدينية عن اللغة العربية، إضافة إلى ترسيخ مبدأ اعتماد المناهج الدراسية على استخدام مبدأ التفكير الابتكارى والابتعاد عن نمط التعليم الدراسى المعتمد على التلقى والتخزين والاستدعاء.