ممدوح إسماعيل

متى يتعظ خدم أمريكا؟

الثلاثاء، 04 أغسطس 2009 07:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الولايات المتحدة الأمريكية تقدم كل يوم دروساً سياسية فى البراجماتية وفن المصلحة تحت شعار أمريكا فوق الجميع ومصلحة أمريكا وفقط، ولكن الكثير من الحكام والقوى السياسية فى العالم لايتعظون ولايفهمون الدروس الأمريكية، فيعميهم بريق السلطة أوالرغبة فى السلطة عن رؤية الصفحات المسطرة من الدروس الأمريكية فى خبث الاستغلال الأمريكى للحكومات والمتطلعين للحكم فى العالم على حساب مصلحة أوطانهم، والذى نهايته ليذهب الجميع للجحيم.

وكان الدرس الأمريكى مع شاه إيران عام 1979 درسا قاسياً وواضحاً لكل حلفائها، فقد كان الشاه الإيرانى أكبر حليف وعميل لأمريكا فى الشرق الأوسط، وكان يتفاخر بأن دولته من القوى العالمية بفضل التعاون والعمالة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن مع ثورة الشعب الإيرانى سرعان ما تخلت أمريكا عن حليفها الشاه محمد رضا بهلوى وتركته يواجه مصيره المخزى، وكان قمة الموقف التراجيدى المذل للشاه الإيرانى الحليف الأكبر والأقوى لأمريكا عندما رفضت حتى استقباله للعلاج .

وقد تكرر الخبث الأمريكى فى مواقف كثيرة مع حكومات كثيرة، وبعد ثلاثين عاما من الموقف الأمريكى من الحليف الإيرانى فى آسيا، يتكرر الموقف فى آسيا أيضاً ولكن مع الرئيس الباكستانى السابق برويزمشرف، الذى قدم خدمات لا توصف للولايات المتحدة الأمريكية بعد الحادى عشر من سبتمبر، خاصة فى الحرب الأمريكية ضد أفغانستان، وسهل وساعد الأمريكان على التواجد العسكرى المكثف فى قارة آسيا خاصة فى الجمهوريات الإسلامية.

وكان برويز مشرف من أخلص الحكام فى العالم سمعا وطاعة لإدارة الرئيس الأمريكى السابق بوش، التى تغاضت عن استبداده فى الحكم وعصفه بالديمقراطية وحقوق الإنسان مقابل خدماته الجليلة للإدارة الأمريكية وفى نشوة طغيانه عصف برمزين مهمين فى باكستان، وهما القضاء والمساجد، فعزل رئيس المحكمة الدستورية شودرى ومعه عدد كبير من القضاة وبالمساجد، فاقتحم المسجد الأحمر وقتل من فيه، وهنا ثار الشعب بجميع طوائفه وأحزابه فاتجه للعناد متطلعا لمعونة حليفه الأمريكى، الذى فاجأه وطلب منه الرحيل من الحكم بصمت، وفى صمت، فقال سمعا وطاعة مولاى بوش وترك الحكم طمعا فى حصانة أمريكية تمنع من ملاحقته.

ولكن فى أول اختبار ومحنة للرئيس مشرف تلفت حوله بحثا عن الإدارة الأمريكية فلم يجد أحد بل وجد ركلة أمريكية بالحذاء وذلك فى 31 يوليو 2009 عندما قالت المحكمة العليا برئاسة رئيس القضاة افتخار محمد شودرى(الذى عزله من قبل برويز وعاد بإرادة الشعب ).."إن إعلان حالة الطوارئ الذى أصدره الجنرال برفيز مشرف بوصفه قائدا للجيش فى الثالث من تشرين الثانى/نوفمبر 2007 .. يعتبر غير دستورى .. وغير قانونى".

وأكد شودرى أن مشرف أقال بشكل غير قانونى نحو 60 من قضاة المحكمة العليا، كما أن قيامه بتعيين رئيس جديد للمحكمة العليا كان أيضا "غير دستورى". مما يعنى إدانته بانتهاك الدستور والقانون، وهنا كان الرد الأمريكى السريع لكل خدام أمريكا لعلهم يفهمون على لسان المبعوث الأمريكى الخاص لباكستان وأفغانستان ريتشارد هولبروك فى نفس التاريخ 31 يوليو، الذى قال إن مشرف جزء من الماضى وإن واشنطن لن تقف إلى جانبه أو تدافع عنه. وأخيرا ردهولبرك بكل وضوح ليقول انتهى الدرس يا برويز ولكن عجبا أنك لم تفهم أنك أصبحت من الماضى.

والحقيقة أن كل خدام أمريكا سواء كانوا حكاما أو قوى أو طوائف تستعملهم أمريكا لابتزاز الحكام أو لتغيير خريطة المنطقة وفق الأجندة والمصالح الأمريكية كالشيعة فى العراق أومتطرفى أقباط المهجر أوالمتمردين فى دارفور وجنوب السودان، وغيرهم، يتيهون فى وادى الضلالة والعمى فى اعتمادهم على قوة أمريكا ضد مصالح أوطانهم وشعوبهم، فيعملون خدماً مطيعين لمصالح أمريكا ولايدركون إلا بعد فوات الأوان أن الأمريكان استخدموهم لمصلحتهم وأن مصلحة أمريكا فوق الجميع وليذهب الجميع إلى الجحيم. وكما قال هولبرك لمشرف سيقول الأمريكان لكل الخدم إن واشنطن لن تقف بجانبكم أوتدافع عنكم، بل ستترككم تواجهون مصير كل الخونة.. فمتى يتعظ خدم أمريكا؟!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة