عبداللطيف أحمد فؤاد يكتب..عودة الحياة وتكاثر العظام

الثلاثاء، 04 أغسطس 2009 10:27 ص
عبداللطيف أحمد فؤاد يكتب..عودة الحياة وتكاثر العظام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يا زهرة الزهور ليس لكِ مثيل
يا باهرة القلوب بالثغر الجميل
جمالك قد أذهل الأنبياء والشجر
دلالك حيّر السكان وأرض القمر
يا عيون ساحرة وراعية للمطر
يا خدود حدائق ومروج للبشر
ضفائركِ أزهار وأنـهار وثمر
اصلبونى عليها فهذا أسعد خبر
والسـموات والأرض فى سفر
لترى عجائب وسِحر حبيبة العُمر
ولها ابتسامة تنقذ أحاسيس البشر
مِن سوء وعُسر وعثرات القدر
ورمشها الأيمن يغطى أوطان
بالشهد بالنور بالحب بالحنان
ورمشها الأيسر يغطى أكوان
بالنعيم بالأمان بالزعفران
وتحت جسر شفتيها تعيش بلدان
على أنهارمِن اللبن وعسل الجنان
وغابات شَعْرِك يكسوها الربيع
وعن التصييف فى عينك لا رجوع
وعندما تطلع لعينى الابتسامة
ينقلب القلب لعواصم الكرامة
ومتى غنت لى بلابل العيون؟
صِرت أنا ملاك الحُب والشجون
وعند غيابها عن ينابيع الجموع
تجف الأوردة وتترعرع الدموع
جمهور الورد لا تبحثوا عن الياسمين
فقدمْ حبيبتى بلاد الياسمين للعالمين
وشَمَ عطوره قبل التاريخ الفراعين
وسيشم عبيره صدورالعشاق القادمين
أيها الشعب العربى يا قمرى الأبدى
اعلموا أن بأجنحة أظافرها الحنين
وأن هذا الحنين منذ بلايين السنين
نَثَرَ على المدائن الأشواق والكروم
وبساتين النجاح والأفراح والنعيم
وهل تدرون ما تأثير هذا الحنين؟
جعل الذئاب مع الأغنام يرقصون
وجعل الأرانب مع الصقور يغنون
وجعل السهول والجبال يتاهمسون
وهل سافرتم لصوتها الإلهى القدير؟
جعل الطير يرقص على الخد الجميل
وحوّل ظلمات الدهور لأنوارٍ وسرور
وجعل الملوك تنام تحت أقدام الفقير
هل قرأتم عن جبينها النبوى الجليل؟
سفير الحياة ووطن الشمس والعبير
هل رأيتم ثوبها الذهبى الناعم الخلّاب؟
مغزول مِن الحنان وفؤاد السحاب
يا شعبى أتعرف أين هى تعيش الآن؟
فى الأعصاب وفى ناطحات الشريان
وفى دمشق وبيروت وأملاك سليمان
وتعيش فى جناح الغيرة والنيران
ورفعتُ لها القصور على الأغصان
حيطانها مِن ياقوتٍ و زعترٍ ومرجان
وأسقفها مِِن الزمرد وهناء الأزمان
وأبوابها مِن الماس والوفاء والريحان
وبلاطها مِن الزبرجد والنور والزعفران
ونوافذها مِن عبقرية الجمال والحنان
وهل بعد هذه العبقرية والفن فنان؟
وكنت لها شاعر التاريخ والبرتقال
وفرعون الآداب والإخلاص والرجال
وقدمت لها قلبى فى طبقٍ ذهبى فرحان
فصرختْ للورد لا أهوى هذا الرُبّان؟
فبكى الورد على مليكه وسلطان البيان
وصرخا البحر والجو وناحت الحيطان
لذبح الفرعون الشاعر بالبُعد بالنسيان
وأتعرفون نتيجة مذبحتى فى نيسان؟
طلع مِن أشلائى مليار شاعر بعنفوان
وخرج مِن دمائى النصر لكل ميدان
وتكاثرت عظامى فصرت بليون انسان
وأطير بجناحٍ يغطى الخليج والقيروان
وشقيقه أطول مِن سماء وحد الجنان
يا حبيباتى يا قمراتى يا تـفاح الزمان
أنا المتنبى والشابى وأنا قطز والنعمان
يا حبيباتى ياعشيقاتى يا أوطان البان
لو تربصتم لى بالنووى فى كل مكان
سأطلع مِن الشقوق ومِن الأكـفان
كى أرفع دينى ووطنى فوق الأكوان







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة