بدء أعمال المؤتمر

أبو مازن يهاجم حماس ويحذر من المتاجرين بدم عرفات

الثلاثاء، 04 أغسطس 2009 03:18 م
أبو مازن يهاجم حماس ويحذر من المتاجرين بدم عرفات الرئيس الفلسطينى محمود عباس
كتب أمال رسلان ومحمود محى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبو مازن"، أن القدس تتعرض منذ بدء الاحتلال الإسرائيلى لحملة بشعة لطمس عروبتها.

وقال الرئيس الفلسطينى فى افتتاح المؤتمر العام السادس لحركة فتح، "إن الأشهر الأخيرة شهدت تصعيداً فى هذه الحملة، من خلال تكثيف النشاطات الاستيطانية وهدم المنازل ومصادرتها، وعزل المدينة المقدسة عن باقى الأراضى الفلسطينية، ومحاصرتها بسلسلة من المستوطنات والجدران والحواجز، ضمن خطة تطهير عرقى، تريد دفع المواطنين خارج مدينتهم، من أجل فرض أمر واقع يستبق مفاوضات الوضع النهائى، التى يجب أن تقود إلى انسحاب إسرائيل من الأراضى المحتلة عام 1967، وفى مقدمتها القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية".

وأكد أبو مازن، أن الوطن الفلسطينى سيبقى موحداً رغم أنف الجميع، وأن أبناء فتح فى كل مواقعهم يؤكدون على أهمية أن يعقد المؤتمر السادس فى مكانه وزمانه المحددين، لأن حركة فتح لا ولن يرتهن قرارها للانقلابيين المستمرين فى مواصلة نهجهم التخريبى الذى يضرب أساساً صلب المشروع الوطنى فى إشارة إلى حركة حماس.

وشدد الرئيس الفلسطينى على أن حركة فتح ستواصل قيادة المشروع الوطنى الفلسطينى، وستواصل المقاومة لإنهاء الاحتلال، وحيا ضيوف المؤتمر، وقال "إن مشاركتهم تعبير عن تضامن أحزابهم وحركاتهم وبلدانهم وشعوبهم مع حركة فتح وما تمثله، ومع النضال العادل للشعب الفلسطينى، وأهدافه فى الحرية والاستقلال، ومع منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى".

وأضاف: اليوم يلتئم شمل حركة فتح بعد سنوات طويلة مرت على انعقاد مؤتمرها الخامس، شهدت العديد من الأحداث والتحديات والمخاطر، واعتبر أن مجرد صمود الحركة الوطنية الفلسطينية واستمرارها بعد كل ما أحاط بها من مخاطر ومؤامرات شطب وتصفية وحروب هو شىء أقرب إلى المعجزة.

وتابع أبو مازن قائلا، تمكنا بعدالة قضيتنا وتضحيات شعبنا ووعى قيادتنا من الثبات على أهدافنا وكفاحنا، ونحن اليوم على يقين من حتمية الانتصار، لأن من ثار وصمد وبنى وأبدع، رغم دوائر النار المحيطة به فى كل يوم من أيام حياته، جدير بالنصر حتى لو بدا فى ساعات الشدة بعيداً.

وقال الرئيس الفلسطينى محمود عباس: إنه منذ انطلاقة فتح، وحتى أيامنا هذه والشكوك والدسائس والإشاعات تبث حولنا، والاتهامات توجه إلينا، فغالبا ما كنا نسمع عبارات من قبيل "إنكم تورطون الدول العربية فى حرب لم يأتِ زمانها، ولم يتحدد مكانها"، وأضاف فى البدايات استشهد من استشهد، تارة بفعل فتنة، وتارة أخرى على ساحة المواجهة مع إسرائيل، إلا أننا صمدنا، ولم نيأس فزاد التفاف الشعب الفلسطينى حول حركتنا وثورتنا، ولم يجنِ المتآمرون على فتح والمشككون بها سوى الفشل والخذلان.

وأضاف الرئيس الفلسطينى: يحق لياسر عرفات أن نسجل له، أنه عنوان وقائد تلك الحقبة الهامة من حياته وحياتنا، حقبة التأسيس الأولى، كان رحمه الله ينتقل من فضاء إلى فضاء، مخترقاً الحدود والسدود، يعرف ما يريد وكيف يصل إلى ما يريد، وإن كنا نعطى لأبى عمار كل هذه المساحة من الحديث وتسجيل المآثر، فلأنه فى حياته واستشهاده كان الممثل الشرعى لنا جميعاً.

ولفت إلى أن حركة فتح مطالبة بإبعاد شبح اليأس والانهيار النفسى عن أمة بأسرها، وقال "إن الحركة عاجلت الاحتلال بسلسلة من العمليات العسكرية الناجحة، توجت بمعركة الكرامة التى كانت أول مواجهة عسكرية، وقعت بين فتح وأشقائها من الفصائل من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، دون أن نغفل دور الجيش العربى الأردنى الذى توحد معنا بالدم، ومن المحطات الهامة، تجربتنا النضالية خلال مرحلة وجود الثورة فى لبنان، حيث توسعت دائرة الاعتراف بحقوقنا وبمنظمة التحرير الفلسطينية، مما دفع إسرائيل ووزير جيشها آنذاك بالإقدام على غزو لبنان عام 1982.

وأضاف: لقد كان من ثمار الحقبة التونسية، حيث توفرت للقيادة الفلسطينية بعد الخروج من بيروت حرية الحركة بكل أبعادها، فجرى على أرض تونس أول لقاء فلسطينى أمريكى عام 1988. وجرت المفاوضات السرية فى أوسلو، بعد أن أخذ مؤتمر مدريد وما تلاه مساراً نمطياً، أوصلنا إلى التأكد من أن مفاوضات واشنطن، لن تفضى إلى النتائج المرجوة، فكان خط أوسلو السرى، الذى أفضى إلى اتفاق إعلان المبادئ عام 1993.

ولفت أبو مازن إلى أن تطورات السنوات الأخيرة شهدت تراجعاً على أصعدة متعددة، وكان الدور المركزى لإسرائيل فى ذلك، وكان من نتائجه أن دفعنا حياة ياسر عرفات وما أغلاها ثمناً فى حصار بشع من كل الجوانب وبكل المقاييس، وقال "ينبغى ألا يتسلل إلى ذهن أحد فى العالم على اتساعه، أننا سنتوقف لحظة عن مواصلة البحث والتحرى وجمع الأدلة لمعرفة أسباب الوفاة، ومواصلة الاتصال بالدول المعنية الصديقة لمساعدتنا فى هذا الأمر، ولقد أنشأنا مؤسسة كاملة ذات إمكانيات، لمتابعة هذا الأمر إلى جانب تخليد ذكراه، ولن ينفع البعض المتاجرة أو استغلال هذا الدم الطاهر.

وقال الرئيس الفلسطينى: أن السنوات ما بين 2001 إلى 2005، وصلت السلطة الوطنية وجراء الحرب الإسرائيلية الشرسة ضدها إلى حافة الانهيار المادى والسياسى، وأظهر الورثة المختبئون فى الجحور وفى ثنايا التاريخ، نزوعاً نحو الاستفادة من مؤامرة حرب الاستئصال الإسرائيلية، وأرسلوا رسائل للإسرائيليين والأمريكيين مفادها، تعالوا إلينا لنحاوركم وستجدون ما يسركم، ونحن من سيقاتل السلطة وفتح، لقد بدأ الإعداد للانقضاض على السلطة وتقويض حلم إقامة الدولة فى نفس الوقت الذى كانت فيه حرب الاستئصال الإسرائيلية فى ذروتها.

وأضاف: لقد جاءت المرحلة التى أعقبت استشهاد أبو عمار وبدأنا بالانهماك فى معالجة آثار الحرب الإسرائيلية على السلطة، وبفعل انسداد آفاق عملية السلام، وأخطائنا، وجملة من ممارساتنا وسلوكياتنا المرفوضة جماهيريا، وأدائنا الضعيف، وابتعادنا عن نبض الجماهير، وضعف انضباطنا التنظيمى، خسرنا انتخابات المجلس التشريعى الثانية، وبعد ذلك خسرنا غزة، وأوشكنا على خسارة ما تبقى من السلطة.

وتابع: إننى وبكل المسئولية أقول قاومنا وصمدنا، وبادرنا، قاومنا على الأرض بالصمود وحافظنا على السلطة بديلاً عن خطر إعادة كل الأمور للاحتلال، عملنا ليل نهار من أجل توفير الأمن لمواطنينا، وهو أمر كان يبدو مستحيلاً بسبب الفوضى والفلتان الأمنى الداخلى، والتدخل المتواصل من قبل إسرائيل لمنعنا من توجيه رسالة ذات مصداقية للشعب الفلسطينى والعالم.

واستطرد: لقد تعبنا من أجل تأمين الحد الأدنى من مستلزمات الحياة لشعبنا فى جميع أماكن تواجده فى الضفة الغربية المثخنة بالعدوان والحصار الإسرائيلى وفى غزة الجريح جراء حروب إسرائيل عليها وحصارها وتآمر الانقساميين وأعمال القتل والاغتيال والتخريب الداخلى ضد السلطة.

وأكد أنه تم تحقيق شعار "سلطة واحدة، قانون واحد وسلاح واحد" بدءاً من حزام أمان السيارة إلى تأمين الأرواح والممتلكات، وإلى إقامة مشاريع تنموية وتشجيع الاستثمار فى مجال بناء الإنسان والصناعة ومختلف المجالات، وتطوير البنية التحتية والاهتمام بالمناطق المهمشة، وتشجيع مهرجانات الثقافة والفنون والإنتاج والتسوق، وتكريس مقولة شاعرنا الكبير محمود درويش "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، ونجحنا فى تأمين أكبر قدر من الشفافية فى مؤسساتنا شهدت له المؤسسات الدولية.

وحول المفاوضات وآخر ما وصلت إليه، قال: نحن نقوم بعملية مزدوجة صعبة ومتداخلة، مفادها أن مفاوضات صعبة تم تجميدها فى عهد الحكومة الإسرائيلية الحالية، وننتظر أن تعود بعد إعلان إسرائيل الصريح الموافقة على حل الدولتين، وتجميد الاستيطان فى جميع أراضينا وبخاصة القدس، وفى ذات الوقت الانتقال بالمفاوضات من واقع الحكم الذاتى المحدود إلى واقع الدولة الحقيقية، مع مواصلة المطالبة بالضغط على إسرائيل لإزالة الحواجز والإفراج عن أبنائنا المعتقلين ووقف الاستيطان والاجتياحات.

وحول الوضع الداخلى الفلسطينى قال الرئيس الفلسطينى، إن بناء وتعزيز صمود جبهتنا الداخلية يتطلب حسم علاقة حركة فتح مع حركة حماس أولاً، وحسم العلاقة بينها وبين الفصائل ومنظمة التحرير والسلطة، وقال: منذ اليوم الأول لوصول عرفات إلى أرض الوطن، كان النداء الأول من أجل الحوار والتفاهم موجهاً للشهيد الشيخ أحمد ياسين، وظل النداء عنوان سياستنا تجاه حماس فى ظل حرصنا على الشراكة وليس الاستبعاد والاستئثار، وفى عهد حكومتى أرسيت أسس علاقة موضوعية مع حماس، عبر لقاءات تمت مع الشيخ ياسين والعديد من مساعديه، وحين فازت حماس بالانتخابات التشريعية قمت بالإجراءات الدستورية كافة لتمكينها من تشكيل الحكومة، رغم قرار اللجنة التنفيذية باشتراط ذلك باعتراف حماس الصريح والمباشر بمنظمة التحرير كممثل وحيد للشعب الفلسطينى والالتزام ببرامجها أسوة بكل الفلسطينيين والعرب والمسلمين والعالم.

وأضاف: حين فرض على حكومة حماس والشعب الفلسطينى الحصار، لم أترك وسيلة إلا ولجأت إليها، كى أخفف من الحصار أو أضع حداً له إن أمكن، وكنت أقوم بتحويل أى قرش يأتينا إلى وزارة المالية التى كانت حماس تديرها، وحين عجزت حماس عن القيام بأعباء الحكم بسبب الحصار وقلة الخبرة وانعدام الحلفاء المحليين، وقع اتفاق مكة، وشكلنا معا حكومة الوحدة الوطنية، بمبادرة كريمة من خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز، وكنت أعمل ليل نهار لإنجاح حكومة الوحدة الوطنية، ولقد تحركت دوليا لتسويق هذه الحكومة، ونجحت فى جانب وأخفقت فى جوانب أخرى.

وتابع: رغم ذلك كانت حماس تخطط وتعد العدة للانقسام والانقلاب، الذى وقع فى يونيو 2006، والذى قوض حكومة الوحدة الوطنية، لمصلحة ما يمكن اعتباره استئثارا بإمارة حمساوية فى غزة، وتعاملنا مع الانقلاب بمنطق الحرص على أن لا تغرق غزة، وربما الوطن كله، فى بحر من الدم، لتظل لغة الحوار هى اللغة السياسية الأسلم والأرقى، رغم جراح الانقلاب، ورغم رؤيتنا لإعدامات تم تنفيذها بحق مناضلينا، ورؤيتنا لأبناء من شعبنا تم إلقاؤهم من أعلى الأبراج فى غزة، ورغم كل ذلك دعوت إلى حوار وطنى شامل، كى نخرج أهلنا فى غزة من مآسى الحصار والإغلاق والموت اليومى.

وحول الوضع السياسى قال أبو مازن، رغم كل الصعوبات استطاع نضالنا الطويل أن يخلق معادلة جديدة فى الشرق الأوسط، تعتبر قيام الدولة الفلسطينية شرطاً موضوعياً وحتمياً من شروط الاستقرار الإقليمى والدولى، وهذا ما أبلغنى به الأمريكيون والأوروبيون والروس والأمم المتحدة. وهذا ما يؤمن به ويعمل معنا من أجله كل أشقائنا فى الدول العربية والإسلامية وعدم الانحياز.

وأضاف: إن الدولة الفلسطينية موضع إجماع دولى، وقيامها على جميع الأراضى التى احتلت فى العام 67 بما فيها القدس الشريف أضحى مسألة وقت، وعلى إسرائيل أن تصغى لصوت العقل، وأن تخاطب العرب والعالم بلغة واضحة وعقلانية، وأن تقبل بحل الدولتين وأن تجمد الاستيطان كلياً وبدون استثناءات، وأن تستجيب لمبادرة السلام العربية، وتأتى إلى طاولة المفاوضات من أجل صنع سلام عادل وحقيقى وفق الشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة.

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما بعث بمواقفه وخطواته وتركيزه على أولوية حل الصراع العربى الإسرائيلى ودعمه لحل الدولتين، لكثير من الآمال بدور أمريكى فاعل ومتوازن، ثمن هذه المواقف الإيجابية وبخاصة المتعلقة بمطلب الوقف الشامل للاستيطان، ونؤكد موقفنا الثابت الملتزم بحقوق شعبنا وبالشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وأضاف: إن كلمة السر فى هذا الأمر هو العدالة لفلسطين، وللشعب الفلسطينى. ولقد تكفلت خطة خريطة الطريق فى تحديد المعالم وتكفلت قرارات الشرعية الدولية فى تحديد المضمون، وكذلك المبادرة العربية التى هى جزء من خطة خريطة الطريق. وحول مؤتمر فتح قال، إن هذا المؤتمر يجب أن يشكل منصة لانطلاقة جديدة، تعزز نضالنا لاستكمال مهامنا الوطنية الرئيسة، وهى إنجاز الحرية والاستقلال، باستعادة أراضينا المحتلة، وبناء دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وإنجاز حل عادل لقضية اللاجئين وفق القرار 194 ومبادرة السلام العربية، ومواصلة جهدنا المتصل لتشييد البنى التحتية وركائز الدولة القادمة، عبر عمل السلطة الوطنية الفلسطينية. وأضاف: أن المؤتمر مطالب بأن يقدم من خلال قراراته وتوصياته رؤية فتح حول مختلف القضايا التى تشكل مجال عمل السلطة الوطنية الفلسطينية، رؤية تعكس فيها الحركة قناعاتها ومواقفها، حول طبيعة الدولة التى نناضل لبنائها من خلال نموذج السلطة الوطنية، دولة نريدها أن تكون وطناً حراً لشعب من الأحرار، ترسى وترسخ سيادة القانون وتحترم حقوق الإنسان وتصون الحريات العامة وتحقق المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص، رافضة أى شكل من أشكال التمييز، دولة تقوم على تكريس التعددية والممارسة الديمقراطية، واعتماد صناديق الاقتراع وتداول السلطة، والتسامح وقبول الرأى الآخر، والانفتاح على العالم، كى تكون فلسطين كما كانت فى حقب تاريخية عديدة، مصدراً للإشعاع الحضارى. دولة توفر الأمن والأمان لمواطنيها، وتسعى لتوفير أفضل فرص العيش والتنمية والتقدم والازدهار لهم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة