مع حلول الذكرى السبعين لبداية الحرب العالمية الثانية، التى تعد أكثر الحروب دموية فى تاريخ البشرية، والتى تواكب غداً الثلاثاء الأول من سبتمبر، تشهد العواصم الأوروبية حالة من الجدال الشديد والنقاش المحتدم حول من المسئول عن اندلاع هذه الحرب إلى جانب الزعيم النازى أدولف هتلر.
فقد وجهت دول البلطيق اللوم هذا الصيف إلى هتلر وستالين بالتساوى، وفى نفس الوقت أشارت روسيا بأصابع الاتهام إلى بولندا.
وفى نهاية المطاف، فإن هذا الخلاف الذى يهدد بأن يلقى بظلاله على اجتماع القادة الأوروبيين غداً الثلاثاء فى مدينة جدانسك البولندية لا يتعلق بالتاريخ أو الماضى، لكن يتعلق بالوقت الحاضر، خاصة مزاعم روسيا بأن لها "مصالح مميزة" فى الدول المجاورة لها فى مرحلة ما بعد سقوط الاتحاد السوفيتى.
وقدم الرئيس الروسى ديمترى ميدفيديف مساهمته الخاصة فى هذا النقاش بالقول، إنه كذب كبير القول بأن ستالين يتحمل مسئولية بدء الحرب العالمية الثانية التى وصفها ميديفديف بأنها أكبر كارثة فى القربن العشرين. ومن وجهة نظر الرئيس الروسى، فإن ستالين هو من أنقذ أوروبا فى النهاية.
ففى مقابلة مع التليفزيون الروسى صباح اليوم، شن ميدفيديف هجوماً على دول البلطيق الأوروبية وأوكرانيا متهماً إياهم بإعادة كتابة التاريخ وتمجيد الفاشية والتعتيم على الدور القيادى الفريد للاتحاد السوفيتى فى تحرير أوروبا. كما انتقد الرئيس الروسى الاتحاد الأوروبى ومنظمة الأمن والسلام فى أوروربا التابعة له والتى وافقت فى يوليو الماضى على قرار يساوى الستالينية بالنازية.
واعترف ميدفيديف بأنه من الممكن أن تكون هناك اتجاهات مختلفة حول الاتحاد السوفيتى، لكنه زعم أنه لا يوجد جدال حول من بدأ الحرب وأى دولة قامت بحماية ملايين من الناس وأى دولة قامت فى النهاية بإنقاذ أوروربا.
ويأتى هذا الهجوم من قبل الرئيس الروسى فى الوقت الذى يستعد فيه قادة روسيا وألمانيا وبولندا وأوكرانيا وليتوانيا للاحتفال بالذكرى السبعين للحرب فى مدينة جدانسك البولندية، وأرسلت روسيا رئيس وزرائها فلاديمير بوتين والذى من غير المرجح أن يؤدى وجوده بالقرب من المكان الذى بدأ منه هتلر غزوه لبولندا إلى تبديد الحقد الحالى.
وتعود التوترات القديمة لتظهر على السطح من جديد فى ظل محاولات موسكو الدفاع عن معاهدة "مولتوف- ريبتروب" التى وقعها وزيرا خارجية كل من ألمانيا والاتحاد السوفيتى قبل 70 عاماً. حيث يقول الكرملين الآن، إن ستالين لم يكن أمامه خيار سوى توقيع المعاهدة مع هتلر فى أغسطس 1939 بعد أن جعلت كلا من فرنسا وبريطانيا الحرب حتمية بتوقيع اتفاق ميونيخ، وهو التبرير الذى يصفه المؤرخون بالغباء، لأنه يعنى القول إن بولندا كانت مخطأة لأنها سمحت بتقسيم تشيكوسلوفاكيا، فى حين كان ستالين محقاً فى الموافقة على تقاسم أوروبا الشرقية مع هتلر.
الجارديان: جدل روسى أوروبى بشأن الحرب العالمية الثانية
الإثنين، 31 أغسطس 2009 03:14 م