يكشف الكاتب مصطفى عبيد كيف نمضى تدريجيا فى طريق التطبيع من خلال البيزنس؛ من خلال كتابه الصادر عن دار ميريت "التطبيع فى البيزنيس.. أسرار علاقات رجال الأعمال بإسرائيل".
ويبدأ كتابه الذى يحوى 7 فصول، بالحديث عن "الجذور" فى الفصل الأول حيث عرض لوجود اليهود فى مصر بدءا من حارة اليهود الممتدة من وسط شارع الصاغة حتى حى الخرنفش بجوار شارع الموسكى، والتى كان يعيش فيها 20 ألف يهودى قبل ثورة يوليو، ويؤرخ للحارة فى العصور القديمة حيث يتناول وجودهم فى عصر البطالمة والمسلمين، ويعدد أسماء النجوم اليهود مثل الكاتب المسرحى يعقوب صنوع، المخرج توجو مزراحى، الفنانة نجمة إبراهيم، الملحن داوود حسنى، وليلى مراد التى أسلمت فيما بعد ودفنت بمقابر المسلمين عند رحيلها.
وينتهى الفصل الأول بتطور صعود الرأسمالية اليهودية والدور الذى لعبه مليونيرات اليهود فى دعم الحركة الصهيونية، على الرغم من أنهم قد ساهموا قبلها فى بناء كثير من لبنات الاقتصاد المصرى خلال القرنين 20،19 فهم أول من أدخل النشاط المصرفى فى مصر عندما أسسوا البنك العقارى المصرى عام 1880، وبنوك سوارس، موصيرى، البنك الأهلى المصرى عام 1898، البنك التجارى الدولى عام 1905 ومئات الشركات التجارية والصناعية.
ويفتتح عبيد الفصل الثانى من الكتاب بكلمة الحكيم الصينى الذى يقول: إن أفضل قائد عسكرى هو الذى لا يحارب أبدا" إذ يعرض الكاتب فى هذا الفصل لحركة المقاطعة والمعركة الاقتصادية التى نشبت بعد هزيمة الجيوش العربية فى فلسطين وقيام إسرائيل، وبدأت المقاطعة بإقرار مجلس الجامعة العربية بإقامة مكاتب للمقاطعة فى البلاد العربية وكان الهدف الرئيسى من المقاطعة- كما يذكر صلاح نصر- مدير جهاز المخابرات العامة السابق هو إغلاق الأسواق العربية فى وجه المنتجات الإسرائيلية.
ويشير الكاتب مصطفى عبيد فى "اقتصاديات كامب ديفيد" إلى أن المادة الثالثة من اتفاقية السلام قد تضمنت إنهاء المقاطعة الاقتصادية والجواجز ذات الطابع التمييزى المفروضة ضد حرية انتقال الأفراد والسلع.
وفى الفصل الثالث من الكتاب "شراكة أولاد العم" يعرض الكاتب لاستثمارات الإسرائيليين فى مصر والتى كانت الزراعة أولى الملفات التى شهدت دخول هذه الاستثمارات، ويورد تصريح الدكتور يوسف والى وزير الزراعة السابق: أنه لولا التعاون مع إسرائيل لما أكل المصريون التفاح ب 3 جنيه.
ويعرض مصطفى عبيد لقطاعات أخرى من استثمارات الإسرائيليين فى مصر مثل قطاع النسيج، الأغذية والدواء، الصناعات الهندسية، النقل والبترول، كما يعرض بالأرقام الصادرات والواردات من وإلى إسرائيل، وأسماء المطبعين وشركاتهم التى تتعامل مع إسرائيل.
وفى الفصل الرابع يعرض الكاتب لجرائم البيزنس الإسرائيلى مثل التجسس السياسى والاقتصادى الذى مارسه جواسيس إسرائيل، كما يعرض للجرائم الأخرى التى ارتكبتها إسرائيل فى مصر ومنها ضبط مساعد الملحق الاقتصادى بالسفارة الإسرائيلية وبحوزته كيلو جرام من الهيروين ضمن حقيبته الدبلوماسية، وجرائم أخرى كثيرة من تهريب الأسلحة إلى الآثار والعملات والتى وصلت إلى جرائم السياحة الإسرائيلية.
ويشرح الفصل الخامس مشروعات الهيمنة الإسرائيلية من اقتصاد الأرض الموعودة، إلى فكرة السوق الشرق أوسطى، وهى كلها مقترحات إسرائيل للتعاون الاقتصادى مع مصر قدمتها فى الورقة التى قدمتها إلى مؤتمر عمان الاقتصادى فى أكتوبر 1995.
وفى الفصل السادس يتناول الكاتب لجنة السياسات وموقفها من التطبيع وقصة الكويز التى كان يؤيدها رؤساء اتحاد الغرف التجارية مثل خالد أبو إسماعيل، حمادة القليوبى ومحمد المرشدى.
ويختم عبيد كتابه فى الفصل السابع بعرض لمواقف المثقفين من التطبيع الاقتصادى مع مصر، مثل "نجيب محفوظ" ، "زكى نجيب محمود، توفيق الحكيم، كما يعرض للمشروعات البديلة التى اقترحها الجانب المناهض للتطبيع مع الإسرائيليين، مثل الكوميسا، المشاركة الأوروبية، مجموعة دول ال15، ويطرح سؤال عن موقفنا المفترض من التطبيع الاقتصادى مع إسرائيل! وفى ملاحق الكتاب وثائق عن بروتوكول الكويز، كلمة السفير الأمريكى بجمعية رجال الأعمال يناير 2008، وفتاوى للقرضاوى وشيوخ آخرين بمقاطعة إسرائيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة