أحمد صلاح يكتب:الحب يحتضر

الإثنين، 31 أغسطس 2009 01:39 م
أحمد صلاح يكتب:الحب يحتضر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعم صار الحب كالشمعة التى تحترق، ودخلت مرحلة الاحتضار، وكلما مر الوقت عليها تقترب من لحظة النهاية المأساوية، ومع ارتفاع أول دقات ساعة الصفر سيدوى انفجار هائل لن يسمع له أى إنسان صوت ولا صدى لأن الانفجار سيكون فى أعماق النفس البشرية، وهو أصعب وأعمق آلاف المرات من أية انفجارات سمعنا عنها من قبل حتى النووى منها، لأنه سيأخذ فى طريقه كل معنى جميل فى الحياة، وكل ما تبقى من قيم أصيلة كانت تسكن فى نفوسنا، إن لم يكن سيأخذ فى طريقه الحياة، نعم الحياة ذاتها، فما فائدة أن نحيا بدون حب، فعندما لا يوجد حب لن يوجد أمان ولا وفاء.

نحن نحيا فى صراع ذى حدين، الحد الأول هو صراع الذات مع الذات والحد الثانى هو صراع اجتماعى، والصراع الثانى هو نتاج طبيعى للحد الأول من الصراع، الإنسان يخوض أكثر من معركة فى وقت واحد مع مبادئه ومع قيمه وأخلاقه وصراعاً من أجل المال أو منصب يطمع فيه مما يؤدى إلى صراع أشد شراسة هو صراعه مع الآخرين، أفقده معنى الحب وقد يأتى يوم الربيع فلا يشعر أحد أن الزهور تفتحت، وأن الأشجار اكتست بثوبها السندسى الجميل.

أستطيع أن أقول إننا نحيا على ما تبقى من أطلال الحب القديم والمختزن داخل نفوسنا من الأزمنة الماضية عبر رحلة التاريخ الطويلة، وما تبقى هو الجزء الأخير من الشمعة التى أصاب نورها الخفوت، وقارب على الانطفاء، الناس صارت تغضب بسرعة، وضاعت فى زحام كل هذه الصراعات البسمة والفرحة رحلتا مع آخر قطار يوشك أن يغادر محطة الحب، ويستعد للقيام من مدينة كبيرة اسمها مدينة الحياة.

قد يتصور البعض أننى لا أرى إلا النصف الفارغ من الكوب، ولكنى هنا أصف واقعاً مؤلماً نحياه وظروفاً أشد قسوة تجعلنا ندور مع تروسها المجنونة فى دوران مخيف لا يعرف الرحمة.

إذا كنا نبحث عن طوق نجاه ونفتش فى دفاترنا القديمة عن وسيلة للخروج بها من مأزقنا ونحرر بها أعناقنا وأيادينا من أغلال الضغينة، فعلينا أن ننقذ الجزء الأخير من الشمعة قبل أن يحترق، عله يسعفنا فى الأيام القادمة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة