نزلت إجازه لبلدى أم الدنيا لمدة شهر وكانت علقة ساخنة هذه المرة لم أتمتع وأتذوق طعم الإجازه ولم أقابل أيا من أصدقائى.. ركبت وسيلة المواصلات المفضلة عندى وهى مترو الأنفاق بعيدا عن زحمة الشوارع وقرف الأتوبيسات وتنطيط سواقين التاكسى وبعيدا عن الوقوف مجبرا صف تانى والتعرض لغرامة وكلبشة العجلات ودوخينى يا لمونه..
المهم داخل المترو شفت العجب وسمعت العجاب شفت الأمهات والبنات يتركن عربة النساء ويركبن عربة الرجال ولا أعرف سببا واضحا لذلك.. هل هو عرض بضاعة وفرش متاع أو هروب من ثرثرة ونظرات وفحص وتحليل مزرعة من الأخريات أو حب استطلاع ورغبة فى معرفة ما يقوله ويفعله الرجل لتفادى شره مستقبلا أو أنه التجاذب والتقارب الطبيعى بين الجنسين كما قال الدكتور على لطفى وزير الاقتصاد الأسبق وجعله سبب لزيادة السكان بمصر.. حتى الآن السبب الحقيقى مجهول بالرغم أن هناك عربتين فى وسط المترو للنساء فقط كانتا فى أول المترو، ولكن بعد الحادثة الشهيرة واتضاح أن السبب فى الحادثة هو عدم تركيز السائق من صراخ وضحكات وروائح البرفانات التى تزكم أنفه وتجعله يعطس طوال الرحلة وينظر إلى الخلف..
المهم رأيت عجبا قلة ذوق وتربية من شباب صغير بغض النظر عن طريقة الكلام أو الملبس لا يحترم ولا يقوم لكبار السن حتى فى الأماكن المخصصة لهم.. رأيت عجبا رجالا تجاوزوا الخمسين خريفا ويحملون التليفون ويستمعون إلى أغانى شبابية؛ عادى وكأنه قاعد فى الصالون أو بلكونة بيته، وفى نفس الوقت آخر يستمع إلى قرآن وآخر يفرض عليك الاستماع إلى نغمات تليفونه وآخر يترك تليفونه يرن عدة مرات متعمدا لكى يسمعك رناته ثم يتحدث بصوت حيانى مرتفع ليشعرك ويلفت انتباهك لأهميته.. وتختلط الأصوات وترتفع وتشعر بأنك فى سوق خضار مع خيار..
رأيت عجبا.. فى البداية تخيل لى أنى فى منطقة آثار أو داخل سرداب فرعونى رأيت بنات محجبات بطريقة فرعونية فالحجاب عبارة عن مثلث مثل رأس أبو الهول.. موضة، وتنزل تحت شوية على الوجه حوالى كيلو إلا ربع ألوان مية وفولومستر مضروبين فى الخلاط مكياج.. موضة وتنزل بعدها شوية تلاقى "فانلة استرتش" ملصوقة بغرة وصمغ سودانى على الصدر والذراعين، وتنزل بعدها شوية تلاقى بنطلون چينز ضيق ومحشورة فيه القدمين بفزلين وصابونة.
وبجوار هذا المخلوق ترى مخلوقا آخر أكبر حجما وهو الأم وعليك أن تتخيل صورة الأم من خلال صورة البنت.. فالحجاب أصبح موضة سنوية وموسميه وليلى ونهارى منه التركى والأسبانى والفرعونى والحديث منه اسمه (غشوا) وهى اختصارا لكلمات (غطى شعرى وامسك ايدى) وحسبنا الله ونعم الوكيل فيما تفعله المسلسلات والبرامج والأفلام والتقليد الأعمى للممثلات من الأمهات والبنات!! حتى أصبح الحجاب يعنى فقط تغطية الشعر لأن الاهتمام به مكلف ولا علاقة لما رأيته متعجبا ومندهشا وليس متغزلا بالحجاب الإسلامى الصحيح.. فالعلاقة بينهما مثل علاقة طاهر الشيخ وكفر الشيخ تشابه أسماء لا غير والسبب أن الكثيرات ليس لديهم وقت للتربية بل لا تعرف أصلا كيف تربى وأصبح الدلع والتساهل مع البنت موضة على رأى ستى: "دلع ابنك يعزك دلع بنتك تعرك".. وكما أن البنت يمكن بحسن تربيتها تصبح مفتاح والديها للجنة إلا أن لستى رأى آخر على رأى المثل.. "هم البنات للممات لو عرايس أو مجوزات".. الله يرحمك يا ستى.
