"على عكس ما تناقلته الصحافة الغربية، لم يُستقبل عبد الباسط على المقرحى "استقبال الأبطال" عند عودته إلى ليبيا فى وقت سابق من هذا الشهر". بهذه الكلمات استهل سيف الإسلام القذافى، أمين عام جمعيات "القذافى الخيرية" والمعنى بملف شئون حقوق الإنسان فى ليبيا مقاله بصحيفة نيويورك تايمز والذى يعلق من خلاله على الضجة الإعلامية الغربية التى صاحبت الإفراج عن المتهم الوحيد فى قضية تفجيرات لوكيربى عام 1988 والذى حكم عليه بالمؤبد فى 2001 قضى منها 8 أعوام فقط.
يقول نجل القذافى: فى حقيقة الأمر لم يكن هناك أى مظهر من مظاهر الاستقبال الرسمى للمقرحى لدى عودته إلى ليبيا، ويجب ألا تقف ردود الفعل القوية الناتجة عن سوء فهم عقبة فى طريق إقامة علاقات متبادلة مهمة تعم بالنفع على كل من ليبيا والغرب.
عندما وصلت إلى المطار بصحبة المقرحى، لم يكن هناك أى مسئول فى انتظارنا، كما مُنعت وسائل الإعلام المحلية والأجنبية من تغطية الحدث، وإن كنتم ممن تشاهدون قناة الجزيرة، ستكونون قد سمعتم مراسلها وهو يشكو من عدم سماح السلطات الليبية له بالذهاب إلى المطار لتغطية وصول المقرحى. نعم، كان هناك مئات من الأشخاص، ولكن معظمهم ينتمى لأسرة المقرحى وقبيلته الكبيرة، ولم يتلق أى منهم دعوة رسمية، ولكن كان من الصعب منعهم من الحضور. وتصادف احتفال ليبيا هذا اليوم بيوم الشباب الليبى السنوى، ومع ذلك، جاء الكثيرون بعد مشاهدة الحدث على التلفزيون البريطانى، ولكن مرة أخرى هذا لم يكن مخطط له الحدوث.
لذا، من وجهة النظر الليبية، لم يحظ المقرحى باستقبال يذكر، فإذا كان هناك استقبال رسمى، لامتلأ المطار بعشرات إن لم يكن مئات آلاف الليبيين للترحيب به، كما كان سيذاع مباشراً على التلفزيون الوطنى.
ويضيف: لقد سررت للغاية بعودة المقرحى لقناعتى ببراءته، وهو ما دفعنى إلى إثارة قضيته فى كل مرة كنت اجتمع فيها مع المسئولين البريطانيين، وأؤكد ما قاله رئيس الوزراء البريطانى السابق، تونى بلير، بأنه لم يكن هناك اتفاق مسبق مع الحكومة البريطانية للإفراج عن المقرحى مقابل عقد صفقات تجارية.
لقد أفرج عن المقرحى للأسباب الصحيحة، فوزير العدل الأسكتلندى، كينى مكامسكيل أمر بإطلاق سراحه لأسباب إنسانية وصحية حرجة، إذ يعانى المقرحى مرحلة متأخرة من مرض السرطان. وعلى الرغم من الضجة الكبيرة التى خلفها الإفراج عن المتهم، أظهر استطلاع حديث للرأى أجراه مجموعة من المحامين الأسكتلنديين أن أغلبية من وافقوا على أخذ الاستطلاع اتفقوا مع قرار الوزير.
ويلفت سيف الإسلام إلى أنه على الرغم من أن الليبيين يصدقون فى براءة المقرحى، إلا أنهم عوضوا عائلات ضحايا اللوكيربى، "وحقيقة الأمر كنا نستطيع حجب الدفعة الأخيرة من الأموال العام الماضى، لأن الولايات المتحدة أخلت بالاتفاق، حيث لم تقم بتطبيع العلاقات فى الإطار الزمنى المتفق عليه، ومع ذلك قمنا بالدفع كبادرة حسن نية من طرفنا".
وقد عملت ليبيا مع بريطانيا والولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى لأكثر من خمسة أعوام لنزع فتيل التوتر الذى ساد العلاقات بينهما، وتعزيز التجارة والأمن وتحسين العلاقات بينهما، وأعتقد أن إيضاح الحقائق المتعلقة بقضية لوكيربى سيكون من شأنه مساعدة هذه العملية.
ويختم سيف الإسلام القذافى مقاله قائلاً: ومرة أخرى أقدم أحرّ التعازى لعائلات وأحباء من فقدوا فى مأساة لوكيربى، فهم يستحقون العدالة، وأفضل سبيل للحصول عليها هو عن طريق إجراء تحقيق علنى، فكلنا فى حاجة لمعرفة الحقيقة.
نجل القذافى: لم نتفق مع بريطانيا للإفراج عن المقرحى
الأحد، 30 أغسطس 2009 09:26 م
عبد الباسط المقرحى المدان فى قضية تفجيرات لوكيربي - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة