لكل مدينة عراف، ولكل حارة شيخ، ولكل بلد رمز تلتف حوله وتعرف منه بوصلة تطورها أو تدهورها، إن جاز أن يكون لمصر شيخ وعراف ورمز فهو بلا شك نجيب محفوظ، الذى فارقنا منذ ثلاث سنوات طوال، احترق فيها ما احترق، وسرق فيها ما سرق، وفسد فيها ما فسد، دون أن نجد من يؤطر لنا هذه الأحداث والوقائع ليجعلها نسيجاً حياتياً يتغلغل فى عمق ذاكرتنا الجمعية، واليوم تمر الذكرى الثالثة، ومن عجب كيف نتفنن فى تشويه رموزنا والحط من قدرها، فيأتى احتفالنا بهذه القامة الإبداعية السامقة مع ادعاء البعض أن الكاتب أحمد خالد توفيق أكثر تأثيراً فى جيل الكتاب من محفوظ، وفات على هؤلاء أن يقولوا ماذا يعنى التأثير؟ أهو التأثير فى مبيعات الكتب، أم التأثير فى منتديات الإنترنت، أم التأثير فى عقول الشباب؟
لا أريد بهذه الكلمات الدخول فى معركة مشتعلة، وأحسب أن الوصف الصحيح لها هو "الافتعال" وليس "الاشتعال"، لكن فى كل بلاد العالم كتاباً يمثلون ضمير الكتابة وعمق التاريخ وبصيرة المجتمع، وكتاباً آخرين يكتبون للاستهلاك المحلى ويخاطبون شريحة قراء معينة لا يحق لهم تجاوزها، وليس فى الانتماء لأى من الفريقين سبة أو شرف، كما لا يحق لأى من الفريقين أن يطمع فى ثمار الآخر، لا الأديب الكبير يحق له أن يتهافت على الجماهير والنجومية والمبيعات الضخمة، ولا الأديب الشباب ولا أقول "المراهقين" الحق فى أن يطمع فى مكانة الكبار وينازعهم عليها.
فى نفس الوقت لم يسلم محفوظ من سهام المؤسسات الثقافية المصرية، فقد أذاع اتحاد كتاب مصر بيانا يهاجم فيه صحفيا أمريكيا كتب مقالا ضد ترشيح فاروق حسنى لليونسكو، فزج اتحاد الكتاب باسم محفوظ فى البيان الذى أذاعه معتبراً أن الصحفى الأمريكى هاجم محفوظ وتهجم عليه، ولما كان البيان مبتورا، ولم يوضح كيفية الهجوم ولا "التهجم" رأينا فى اليوم السابع أن نعيد نشر المقال ليعرف القارئ كيف يتم الزج باسم رموزنا فى معارك جانبية، لا يقصد من ورائها إلا الدفاع عن الوزير والزج باسمه بجانب اسم محفوظ، على اعتبار أن الاثنين من "رموزنا الثقافية"، وبالطبع شتان ما بين وزير يمثل حكومته ونظامه الحاكم، وأديب يمثل شعبه ووجدانه.
"أولاد حارتنا" و"الثلاثية" أكثر الأعمال مبيعاً فى المكتبات
أعمال محفوظ لم تفارق الكتاب والروائيين
اليوم السابع ينشر مقال الصحفى الأمريكى الذى هاجم حسنى
النقاد: محفوظ أكثر جرأة منا فى التجريب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة