عبدالحميد أحمد الفخرانى يكتب: من سرق القافلة؟

لم تستطع مستشفيات مكة المكرمة والمدينة المنورة بما تشمل من رعاية وخدمات صحية، يُزعم أنها تعمل فى ظل مستوى طبى وكفاءة عالية، أن تكتشف إصابة «سماح السيد» أول متوفاة فى مصر نتيجة إصابتها بمرض أنفلونزا الخنازير المعروف بفيروس «H1N1»، ليس هذا فحسب.. بل مرت «سماح» خلال رحلة عودتها بمطار القاهرة، ولم تتمكن أجهزة المسح الحرارى المتطورة التى تم جلبها لهذا الغرض من اكتشاف إصابتها بالمرض، ولم يشك القائمون عليها بوجود شىء غير عادى يتعلق بسماح أثناء مرورها من أمامهم، عادت «سماح» إلى بيتها لتخرج منه فى ذات اليوم ولم تعد له ثانيةً، بعدما عجزت أعتى المستشفيات الخاصة بمحافظة الغربية أن تكتشف إصابتها بالمرض إلا بعد فوات الأوان، ثم يخرج زوجها وأخوها على وسائل الإعلام ليؤكدا أن الوفاة لم تكن بسبب هذا الفيروس!.

فى الغرب يموت المصاب بعدما تعجز فنون الطب عن علاجه فى مرض يتم تحديده بدقة قبل الوفاة ويبذلون الجهد لعلاجه، لكن فى مصر والدول العربية غالباً ما يتم تحديد المرض وبدقة غير كافية بعد وفاة المريض به، أو يموت بإصابة فى غير التى دخل من أجلها المستشفى نتيجة لكثرة أخطاء وزلات الأطباء! وهذه حقائق تؤكد ترهل مستوى الأداء الطبى والصحى فى وطننا العربى.

نريد أن نعرف من المسئول عن تأخرنا وتباطؤنا فى مواكبة ركب التقدم التكنولوجى والتقنى والمهنى، فلقد كان لنا فى غابر الأزمان ركبٌ وقافلة.. نحمل فيها من كل فنون التقدم فى كل مناحى الحياة.. نمر بها عبر الزمن.. لتنهل منها الإنسانية على مر التاريخ.

فيا من توليتم أمرنا.. أخبرونا بالله عليكم.. من سرق القافلة؟!

موظف بأوقاف الدقهلية