يوسف الحسينى

دبوس ...لا مؤاخذة يا مدام داليا

الإثنين، 03 أغسطس 2009 01:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى حقيقة الأمر أود أن أبدى إعجابى الشديد بالشخوص الجديدة التى تدير أو تصنع سياسة البيت الأبيض من زاوية أنهم أخصائيو علاقات عامة بارعون فقط لا غير و لا أزيد على ذلك شيئا حيث لا أستطيع أن أصفهم بأنهم ساسة بما فيهم الشاب الوسيم باراك أوباما..و لا يظن البعض أننى سأتطرق لتحليل أوباما و خطابه لأننى سبق و فعلت فى مقال لى ومن إلقاء الخطاب !! بناء على المسودات المنشورة منه.

إلا أننى شعرت برغبة ملحة فى ضرورة تحليل ما تفضلت و أدلت به داليا مجاهد عضو لجنة المستشارين بالبيت الأبيض من خلال أحاديث تليفونية صحفية وتصريحات شفاهية ولقاءات تليفزيونية، مما رسخ عندى قناعة أنها بعيدة كل البعد عن السياسة وأقرب ما تكون من موظفات العلاقات العامة.

ففى بداية ظهور دوللى بابتسامتها الساحرة و نغازتها الملحوظة قام أحد الصحفيين بسؤالها عما إذا كانت القاهرة سوف تكون مسرحا لخطاب أوباما الشهير أجابت مدام داليا بأن الاقتراحات تذهب إلى إندونيسيا بالأساس ثم تأتى أنقرة قائلة :

" *وما البلد الذى سوف يختاره أوباما ليبث منه خطابه للعالم الإسلامى؟
- يقال إنه إندونيسيا.
* وماذا عن القاهرة؟
- لا أعرف.
* هل هناك حظوظ للقاهرة؟
- هذا شىء غير واضح .. لكن أحداً لم يذكر القاهرة، والحديث كله كان عن إندونيسيا وتركيا" أى أن القاهرة ليست فى حسابات دوللى ولا أوباما ولا الجن الأزرق وأنا هنا أعتقد أن تحليلات الأستاذ هيكل قد أصابت و لو بعض الشئ فى مسألة استبعاد مصر من التفكير فيها من أصل الموضوع.

ثم تأتى إلينا مدام داليا مجاهد مرة أخرى مطلة علينا من خلال حديث صحفى آخر تناقض فيه نفسها و ما سبق و استفاضت فيه حول اختيار القاهرة و انطلقت قائلة:

"حيث أثبت أن مصر لا تزال تتمتع بثقل سياسى ودينى يجعلها منارة تتوجه إليها أنظار الجميع، رغم كل ما قيل عن تراجع دورها الإقليمى مؤخرًا".

إن اتفاقية السلام التى وقعتها مصر مع إسرائيل وحيادها واتزانها فى التعامل مع القضايا الإقليمية الحرجة، جعلتها تستحق أن تكون المنبر الذى يتحدث من خلاله أوباما لمسلمى العالم، خاصة أن قضايا السلام تحل فى قائمة أجندته السياسية.

أشارت إلى أن اختيار مصر لم يكن فقط لدورها السياسى، وإنما لأهميتها للعالم الإسلامى كله، مؤكدة أن اختيار القاهرة جاء بعد عدة نصائح تلقاها من مستشاريه حول عدة عواصم منها جاكرتا وأنقرة، إلا أنه اختار القاهرة، وهذا قراره وحده.

و من هنا يأتى السؤال لدوللى كيف ومتى وعى رئيسك- بما أنها أمريكية وولاءها لأمريكا- أوباما بأهمية مصر و دورها و ثقلها السياسى ؟!!!! ومن أين أتوا هؤلاء الناصحين النبلاء !!!..اليست هى القائلة لكن أحداً لم يذكر القاهرة، والحديث كله كان عن إندونيسيا وتركيا".

ثم خرجت مرة أخرى بتصريح تاريخى يفيد بأن جموع الشعب الأمريكى اجتاحته عاطفة جياشة تجاه المسلمين الذين كانوا من قبل ( بعبع) الغرب و صرحت دوللى:

"نسبة ٧٠٪ من الشعب الأمريكى ترغب فى إقامة علاقات قوية مع العالم الإسلامى، ويعتقدون أن التفاعل مع المسلمين يعتبر بمثابة مكسب حقيقى لهم أكثر من كونه مجرد تهديد"، لكنها تعود مرة أخرى بعد حوالى شهر لتقول:

كنا نشكو من أن الغرب لا يلتفت إلينا ويعاملنا معاملة مهينة، وكنا نتندر فيما بيننا بنظرية المؤامرة، وأن أمريكا لو استطاعت أن تقضى علينا لفعلت ذلك فى طرفة عين، والآن جاءكم رئيس أمريكى معتدل، يتلقى ضغوطاً من إسرائيل والجالية اليهودية فى أمريكا، بسبب خطاب القاهرة، الذى ترفضونه - فى السر والعلن.
يبذل أوباما الآن جهوداً مضنية لإعادة الثقة للمسلمين داخل أمريكا.

ويأتى سؤالى الثانى لدوللى: إذا كانت نسبة ٧٠٪ من الشعب الأمريكى تريد مد أواصر المحبة و السلام مع المسلمين فكيف لأوباما أن يبذل جهودا مضنية لإعادة الثقة للمسلمين داخل أمريكا !!!!!! أليس هذا تناقضا آخر يا مدام داليا ؟؟

ثم أخيرا وليس آخرا أتت لنا الست المستشارة بتناقضها الرابع حين قالت:
"إلا أنه من المعروف أن أغلب المصريين يأملون فى علاقات جيدة مع أمريكا، وهو ما يسهل من مهمته بعض الشىء".

وبعد ذلك بفترة صرحت بالآتى:
ومن جانبى قدمت تقريراً للقائمين على صياغة هذا الخطاب، تناول عدة مقترحات مستقاة من الأبحاث التى أجريتها، والكتاب الذى ألفته مع المفكر الأمريكى جون سبوزيتو، ليتم التركيز عليها فى الخطاب.

هذه المقترحات تدور حول الأسباب الأساسية لغضب المسلمين من الولايات المتحدة، موضحة أن هناك «ثلاثة أسباب رئيسية» لهذا الغضب، أولها – حسب داليا - عدم احترام الولايات المتحدة للإسلام والمسلمين والنظر إليهم بطريقة مهينة ودونية، والثانى هو الحروب «البربرية» التى شنتها ضد دول إسلامية، خاصة العراق وأفغانستان والصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، والثالث هو شعور المسلمين فى مختلف أنحاء العالم بأن الولايات المتحدة «تهيمن وتتدخل فى شؤونهم الداخلية فضلا عن أنها تحاول السيطرة اقتصاديا وسياسيا على مقدراتهم".

ودعينى هنا يا مدام داليا ابدأ فى الوقوف تعجبا من الآتى :
أوليس غالبية المصريين من المسلمين ؟! أى أنهم يشتركون مع سائر الأمة الإسلامية فى السراء والضراء ؟؟!! فإذا كره أو غضب عموم المسلمين أمريكا كرهها المسلمون المصريون بالطبع وأن شعر عموم المسلمين أن أمريكا تهيمن وتتدخل فى شئونهم الداخلية أو أنها تحاول السيطرة اقتصاديا وسياسيا على مقدراتهم فى أن هذا الشعور لدى المصريين أيضا. وعليه فإن أغلب المصريين لديهم هذا الغضب على بلدك أمريكا
أو ليس المصريون عربا ؟! فإن بغت أو اعتدت أو احتلت أى دولة أجنبية أى دولة عربية يصبح ذلك جزءا من هموم الدول العربية الأخرى ومن بينها مصر، بل إن مصر تتحمل قسما كبيرا من هذه الهموم نظرا لوضعها بين العرب.

ثم نأتى لتوصيفك الصراع العربى الإسرائيلى دفاعا عن الأرض العربية المحتلة "بالصراع بين إسرائيل والفلسطينيين" متناسية عن جهل أو عمد أنه صراع عربى. وصفتى (إسرائيل) أى أقريتى بأنها دولة ثم (الفلسطينيين) أى أنكرتى عليهم صفة الدولة وكأنهم عرق أو قبيلة!!!

و من هنا لا يصح لك الإشارة إلى أن أغلب المصريين يأملون فى علاقة طيبة أو جيدة مع بلدك أمريكا.
وعليه نرى من خلال هذا الكم من المتناقضات و السهو و الخطأ ما يجعلنا نرى أن دوللى أو مدام داليا مجاهد ليست إلا موظفة علاقات عامة من المستوى المتوسط و لا ترقى لأن تحتل موقعا سياسيا بهذه الحساسية و لا يصح أن يتم التعامل معها بهذا القدر من الفراط و المبالغة فى أهميتها أو أهمية ما تقول.

و لا مؤاخذة يا مدام داليا لا شئ بينى و بينك و لا أعرفك من الأصل ولمن كل واحد فيمن بيدور على مصلحة بلده.

دبوس ..هو مقال للشك فقط...يشكك فى ثوابت دوللى و يشك فى ..."لا مؤاخذة " كل واحد ناوى يضحك علينا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة