أعلن أحمد أبو الغيط وزير الخارجية أن الرئيس مبارك سيبدأ زيارة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن منتصف شهر أغسطس الجارى لمدة ثلاثة أيام.
وقال أبو الغيط فى مؤتمر صحفى اليوم: إن الرئيس مبارك سيعقد مباحثات مع المسئولين الأمريكيين على رأسهم الرئيس الأمريكى باراك أوباما، بالإضافة إلى وزيرة خارجيته هيلارى كلينتون ووزير الدفاع الأمريكى ومسئولى الأمن القومى والمخابرات الوطنية والمركزية الأمريكية.
وشدد أبو الغيط على أهمية الزيارة، مؤكدا أنها زيارة بالغه الأهمية خاصة وأنها تأتى بعد فترة ابتعاد بين القاهرة وواشنطن ولكن اليوم هناك رغبه من الجانبين وبعد استقرار الأمر لإدارة أوباما فى وضع هذه العلاقات مرة أخرى فى مسارها الطبيعى.
وأضاف: أن ملف العلاقات المصرية الأمريكية سيأخذ نصيبا وافرا من النقاش الذى سيجريه الرئيس مبارك مع المسئولين الأمريكيين، موضحا أن الرئيس مبارك وأوباما التقيا خلال الفترة الماضية عدة مرات بدءا من زيارة الرئيس الأمريكى للقاهرة، ولقائهما على هامش قمة مجموعة الثمانية فى لاكويلا الشهر الماضى إضافة إلى زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية للقاهرة مؤخرا.
وأشار أبو الغيط إلى أن الأوضاع والملفات الإقليمية ستكون محور مباحثات الرئيس مبارك فى واشنطن بدءا من القضية الفلسطينية والسعى الأمريكى لدفع عملية السلام والأوضاع فى السودان وإقليم دارفور وخطوات تنفيذ اتفاق السلام الشامل بين شمال وجنوب السودان وهى مشكلات تهم القاهرة وواشنطن.
وقال أبو الغيط: سيتم تبادل الرؤى حول الملف النووى الإيرانى وكيف ترى مصر طريقه معالجته، والرؤية الأمريكية تجاه هذا الملف وأضاف: أن عددا من المسائل المطروحة على الأجندة الدولية مثل طريقة إصلاح القرار الدولى وكيف يمكن لمصر والولايات المتحدة تحقيق إدارة إيجابية للعلاقات الدولية.
وأشار أبو الغيط إلى وجود حديث لتوسيع مجموعة الثمانى الكبرى لتصبح مجموعه الأربعة عشر، وكذلك توسيع مجلس الأمن.
ولفت أبو الغيط إلى وجود مؤشرات لتصاعد الحديث مجددا عن توسيع العضوية فى مجلس الأمن خلال عام 2009 و2010.
وقال: إن لأفريقيا رؤيتها حول هذه المسألة، كما أن مصر باعتبارها رئيسة حركة عدم الانحياز ستعرض رؤية الحركة تجاه هذه المسألة وأضاف: كلها مسائل تحتاج إلى تبادل الرأى.
وردا على سؤال حول التقارير الإعلامية التى تتحدث عن مشاركة مصر فى مظلة دفاعية أمريكية فى المنطقة؛ نفى أبو الغيط هذا الأمر، وقال: لا صحة إطلاقا لما يدور بهذا الشأن.
وأضاف: هذا الطرح ليس بجديد، فقد سبق أن تحدثت عنه مصادر أمريكية وأفكار أمريكية على مدى عام وسبقها الكثير من الاتصالات التى قامت بها الإدارة الأمريكية السابقة.
وأوضح أبو الغيط أن الرؤية المصرية كانت أن الشرق الأوسط يجب أن يخلى من أسلحة الدمار الشامل ومن الأسلحة النووية، وأنه إذا ما فكر البعض ليقول إن هناك مظلة إذن فهذا يعنى أن هناك قبولا للتواجد النووى الإقليمى أو الأجنبى فى المنطقة، أى تواجد نووى لإسرائيل أو إيران أو غيرها من الأطراف.
وشدد أبو الغيط على أن مصر ترفض هذا الأمر ولا توافق عليه على الإطلاق، مؤكدا أن مصر تقول إنه لا توازن نووى فى الشرق الأوسط بل على العكس يجب أن ندفع نحو إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية باعتبار أن هذا الأمر الأصلح لهذا الإقليم.
وردا على سؤال حول وجود انشقاقات داخل معسكر 14 آذار اللبنانى فى ضوء مواقف وليد جنبلاط، قال أبو الغيط: إنه يجب التحسب عند الحديث عن الوضع اللبنانى، حيث لا يجب أن يفهم أن أى تعقيب أو تعليق من قبل مصر أننا نعقب على شأن داخلى لبنانى.
وأضاف: ولكن الشأن اللبنانى هو شأن عربى وإقليمى أيضا، ومصر لها اهتمامها التاريخى وخلال العامين الماضيين بالأوضاع اللبنانية.
وأوضح أن هذا الموقف يجب أن يرصد جيدا لأنه قد يمثل موقفا وتحولا جوهريا فى المسرح اللبنانى وقد لا يمثل ذلك، ولكن يعكس الأفكار والأطروحات التى يتحدث بها الأخ جنبلاط
وقال: هذا الطرح لم يكن بالأمر المفاجئ لنا، حيث رصدنا على مدى الأسابيع الأخيرة الماضية بأن هناك توجها نحو بناء قدر من الجسور مع أطراف لبنانية خارج إطار 14 آذار.
وأضاف: أن ما تحرص عليه مصر المحافظة على لبنان موحدا ومستقلا وله قدرته على أن يعكس دوره الإقليمى العربى والمحلى داخل لبنان وبدون توتر.
وأشار أبو الغيط إلى تأييد مصر للحكومة اللبنانية الحالية، وتؤيد توجهات رئيس الوزراء اللبنانى المكلف الشيخ سعد الحريرى؛ حيث ترى مصر أن التوجهات تخدم المصلحة اللبنانية وتخدم التوافق اللبنانى.
وشدد أبو الغيط على أن مصر مع التوافق اللبنانى، وقال: أثق أن أى تحول من قبل الأخ وليد جنبلاط سوف يكون فى إطار السعى اللبنانى للوفاق المتكامل؛ حيث لا تستطيع لبنان العيش إلا من خلال الوفاق، ومازلنا نأمل أن يتم تشكيل الحكومة فى وقت قريب.
وردا على سؤال حول مؤتمر فتح وفشل الوساطة المصرية مع حماس للسماح بحضور كوادر فتح الموجودة فى غزة بالمشاركة فى المؤتمر، قال أبو الغيط: الحق يقال إنه أمر مؤسف للغاية لأن قيادات فلسطين وأهلها والشعب الفلسطينى لا يستطيع أن يحقق إنجاح هذا المؤتمر.
وأضاف: هذا المؤتمر أمر أساسى للقضية الفلسطينية، معربا عن ثقته فى نجاح المؤتمر فى استعاده قدرة فتح التى تمثل عنصر بالغ الأهمية فى بناء الحركة الوطنية الفلسطينية والتى يجب أن تكون الهدف.
وأوضح أبو الغيط أن الشهور المقبلة سوف تشهد مفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل، فإذا ما دخل الشعب الفلسطينى والقيادات الفلسطينية إلى معترك المفاوضات وهم على قلب رجل واحد ومتوحدين فهذا الأمر سوف يخدم القضية الفلسطينية.
وأشار أبو الغيط إلى محاولة مصر لإقناع حماس وفتح بالسماح لكوادر فتح فى غزه فى المشاركة فى المؤتمر وتبين أن هناك تمسكا برؤية محددة.
وأعرب عن أمله بأن هذا التمسك بهذا الرؤية لا تؤدى إلى تعقيد الموقف فى المستقبل القريب، وردا على سؤال حول موقف مصر من طرح المبعوث الأمريكى للسودان برفع العقوبات المفروضة عن الخرطوم، قال أبو الغيط إن مصر تؤيد رفع العقوبات على السودان.
وأشار إلى وجود اتصالات مصرية مع المبعوث الأمريكى للسودان وهناك تقييم مستمر للأوضاع واطلاعه على الرؤية المصرية تجاه الأوضاع فى السودان، ونقول له إن على الجانب الأمريكى أن يعدل مواقفه التى كانت موجودة منذ سنوات ماضية قبل تعين سكوت جريشن.
وقال أبو الغيط: أعتقد أن جريشن يمثل زمن جديد وروحا جديدة ويجب تشجيعه فى هذا الاتجاه.
أحمد أبو الغيط وزير الخارجية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة