رد الأستاذ الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف على أبنائه الطلاب من شباب الجامعات بالإسكندرية معلنا جهله بما كتب سيد القمنى، عندما سألوه عن استحقاقه لجائزة الدولة التقديرية، قال «لم أقرأ للقمنى من الأصل حتى أحكم عليه».
ولا أعرف كيف لأستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر والوزير المسئول ألا يكون متابعا لقضية على الأقل تثير كل هذا الجدل، وكأنه يعيش فى بلاد "الواق واق" وألا يقرأ حتى الآن شيئا ولو يسيرا مما كتب القمنى، فلا يكون عرضة للإحراج بهذه الطريقة، وكيف يفسر لمن سألوه، هذا الجهل الغير متوقع لأستاذ أزهرى، كان عميدا لكلية أصول الدين العتيدة، وهو يواجه شبابا فى سن أبنائه. ألم يدفعه الفضول، ولو من باب العلم بالشىء، لأن يقرأ كتابا واحدا للقمنى، والاثنان ــ زقزوق والقمنى ــ حاصلان على نفس الجائزة التقديرية فى العلوم الاجتماعية، ربما أعفى نفسه من الحرج، ولم يبدُ وكأنه خارج السياق، ماذا سيجيب لو سأله ابنه أو أحد أقاربه هذا السؤال؟ من سيد القمنى وماذا يكتب؟ من حقنا أن نتساءل لمن يقرأ سيادته.. أم أن مهام الوزارة والإنجازات التى نشهدها فى عهده؟ لا تتيح له الفرصة للقراءة، وقد يفاجئنا ويجيب بأنه لا يقرأ من الأساس، لا للقمنى ولا لغيره؟ والحمد لله أنه لم يرد على الطلاب بسؤال.. من القمنى هذا؟! ترى لو سئل شيخ الأزهر نفس السؤال .. ماذا تكون إجابته؟ قد نجده هو الآخر لم يقرأ للقمنى، وقد ينطبق سوء الحال على فضيلة المفتى الدكتور على جمعة، إذا سألناه، هل قرأت للقمنى يا مولانا؟
فى كل الأحوال ستكون الإجابة.. لا إجابة، لأننا جميعا فى حالة تواطؤ، فإذا قرأ الدكتور زقزوق لسيد القمنى، وهذا هو الأرجح بالطبع، لكان عليه أن يرد بوضوح.. ويقول رأيه هل يستحق الجائزة أم لا؟ فى الواقع هذا السؤال محرج للغاية، لأنه سيضع الدكتور زقزوق فى مواجهة مع السياق العام للنظام الذى أتى به فى سلة واحدة هو والوزير الذى أعطى الجائزة، ثم الأزهر وشيخه، والإفتاء ومفتيها، وهلم جر..
ولأننا متواطئون دائما، ونعرف جيدا كيف ندفن رؤوسنا فى الرمال، فلن نسمع رأيا الآن على كتابات الرجل، ولنتركه لمصيره، ألم نفعلها من قبل مع فرج فودة، فليكن القمنى مثله.
بشكل شخصى لا أشاطر إطلاقا هذا الرجل فيما يكتب ولا منحاه فى التفكير، وفى نفس الوقت أدين الطريقة التى تم التعامل بها مع سابقه فرج فوده، وبالتالى لاحقه القمني، الذى يصيح الآن مذعورا من نفس المصير.. ويبقى السؤال.. هل تصدقون أن الدكتور زقزوق لم يقرأ شيئا للقمنى حتى الآن؟ أم أنه أجاب بالطريقة التى تحميه من مصير يعرفه ونعرفه أيضا.