تناقش اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية التابعة للمجلس الأعلى للآثار فى اجتماعها غدا الثلاثاء، تقرير اللجنة الأثرية بتسجيل حديقة الأندلس بالجزيرة بالقاهرة ضمن قائمة الآثار الإسلامية والقبطية، نظرا لتفردها الفنى والمعمارى، كما تناقش اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية التقرير النهائى للجنة الأثرية التى شكلها د.زاهى حواس أمين عام المجلس لتسجيل حديقة الحيوان بالجيزة ضمن قائمة الآثار الإسلامية والقبطية حيث أنشئت عام 1867 فى عصر الخديوى إسماعيل ويوصى التقرير بضم الحديقة إلى الآثار وأن تكون العناصر المعمارية والممرات ذات الطابع الفنى الفريد منشآت أثرية وأن تكون الحديقة بأكملها حرما أثريا.
وصرح د.زاهى حواس بأن موقع حديقة الأندلس مميز، فهى تطل على النيل من جانبها الشرقى وتطل على أول شارع الجزيرة فى جانبها الغربى، وتطل على ميدان الأوبرا الجديدة وأول كوبرى قصر النيل من جانبها الجنوبى وتطل على ستوديو الجيب عبر شارع صغير يفصل بينهما من جانبها الشمالى. وقد أنشأ هذه الحديقة محمد بك ذو الفقار (باشا فيما بعد) سنة 1935 فى أواخر حكم الملك فؤاد الأول. وهى مقامة على فدانين تتكون من جزءين، الجزء الجنوبى يسمى حديقة الفردوس العربية وهى على نمط الحدائق العربية الأندلسية الموجودة فى جنوب أسبانيا، والجزء الشمالى يسمى الحديقة الفرعونية.
وقال فرج فضة رئيس قطاع الآثار الإسلامية، إن الجزء الجنوبى يتميز بوجود جوسق (مظلة مقامة على أعمدة مزدوجة تحمل عقود أندلسية تحمل السقف) وهذا الجوسق حافل بالزخارف الأندلسية العربية الهندسية والنباتية، ويتوسط الجوسق تمثال لأحمد بك شوقى أمير الشعراء من نحت المثال محمود مختار، وهذا الجوسق (الظلة) يقع فى الطرف الشمالى لهذه الحديقة ويواجه التمثال من امتداد الحديقة جنوبا، ويلى التمثال مباشرة خمسة تماثيل على شكل أسود ينبثق منها الماء إلى بركة مستطيلة منخفضة تتوسط الحديقة تحوى نافورتين رخاميتين، ويحيط بالبركة من كل جانب من الجوانب الأربعة ثمانية مدرجات متصاعدة مزروعة بالنجيل وفى الزوايا الأربع ممرات متدرجة متصاعدة مبلطة بالرخام والفسيفساء تؤدى إلى المستوى الأعلى للحديقة الذى يتكون من ممرين مبلطين بالرخام والقيشانى متعدد الألوان، ويحدد الممرين صفان من الأشجار، وفى الجوانب الأربعة دكك رخامية للجلوس ملاصقة لسور الحديقة الحديدى المقام فوق جلسات حجرية، ويفصل بين الدكك قدور رخامية تحوى عبارة "لا غالب إلا الله" وهو شعار الأغالبة الذين حكموا المغرب والأندلس. ويلى ذلك جنوبا جزء من الحديقة يحتوى على نافورة رخامية ثمانية الشكل يتوسطها عمود رخامى يحيط به ثمانية تماثيل لأسود ينبثق منها الماء.
ويحيط بزوايا المثمن الخارجى ثمانية ضفادع رخامية ينبثق منها الماء، وعلى جانبى النافورة برجولتان خشبيتان، ويلى النافورة نخيل ملوكى، وممرات الحديقة مبلطة بالبلاطات القيشانية متعددة الألوان وأضاف عبد الخالق مختار مدير عام آثار مناطق القاهرة والجيزة ورئيس اللجنة الأثرية، إن الحديقة الفرعونية تقع فى الجزء الشمالى فى جانبها الجنوبى بوابة فرعونية يتوسطها نموذج تمثال شيخ البلد مواجه للحديقة التى انتشر بها النخيل الملوكى وغيرها من الأشجار، وتنتشر فى جوانب الحديقة الفرعونية نماذج لتماثيل فرعونية مختلفة الأشكال.
ويحيط بالحديقة كلها سور حديدى مقام على جلسة حجرية وبالسور ثلاثة أبواب، أحدها جنوبى مغلق وبابان فى الضلع الغربى أحدهم مستعمل للدخول للحديقة بجانبه حجرة الإدارة.
وكان الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، قد شكل لجنة أثرية العام الماضى لتقييم وفحص المنشآت المعمارية والعناصر الفنية داخل حديقة الحيوان بالجيزة وإعداد تقرير مفصل تمهيدا لضمها ضمن قائمة الآثار الإسلامية والقبطية.