على بريدى الإلكترونى تلقيت رسالة هى الأغرب فى حياتى، الرسالة تبشرنى بالفوز بجائزة قدرها مليون دولار فى يانصيب سنوى تجريه مؤسسة ميكروسوفت على مستخدمى الإنترنت فى العالم ويتم توزيع 25 جائزة سنوية قيمتها 25 مليون دولار.
ويبدو من الرسالة أنها تراعى كافة الإجراءات الأمنية لمنع السطو عليها بما فى ذلك الأرقام السرية والباسورد الخاص بالفائز، ورقم هاتف على لندن للاتصال به للاستعلام عن طريقة تسلم الجائزة.. والرسالة أيضا تحتوى صورا فوتوغرافية للفائزين وهم يتسلمون جائزة المليون الدولار من كل جنسيات العالم تقريبا. وتخيلت ماذا سأفعل بالمليون دولار؟
قالت زوجتى: مبدئيا يجب إخراج نسبة الزكاة عن هذا المال.. ثم أشترى سيارة جديدة بدلا من سيارتى.. وتفتح ثلاثة حسابات باسم كل ولد من الأولاد عبارة عن وديعة لا يفتحها إلا بعد انتهاء دراسته الجامعية.
قلت: ليس عندى مانع.. وديعة لكل ولد من الأولاد موضوع مهم جدا خاصة وأننى لم أوفر لهم أى شىء ينفعهم فى مستقبلهم كما يفعل غيرى.. وباستثناء تربيتهم وتعليمهم لم أخطط لمستقبلهم أى خطوة.. وقبل أن أسترسل فى الأحلام قررت التأكد من صحة الجائزة الضخمة التى ستؤدى إلى شقلبة حياتى رأسا على عقب!
دخلت على الإنترنت وبحثت عن اسم الهيئة التى تمنح الجائزة فوجدت عشرات الموضوعات التى تتحدث عنها.. فالعنوان المكتوب فى لندن على أنه عنوان هيئة الجائزة هو مقر مطعم وليس شركة.. وصور الفائزين فى اليانصيب فى سنوات سابقة مجرد صور من على الإنترنت.. وجرى الاستفادة من صور جوائز ومساباقات أخرى بتغيير صور الفائزين الأصليين ووضع أى صور محلها للإيحاء بأنها حقيقية.
وهكذا اكتشفت أننى مثل الكثيرين غيرى، كدت أقع ضحية عملية نصب لكن الله سلم.. طارت المليون دولار قبل أن تأتى.. ليس مهما، المهم أن مثل هذه الطرق فى النصب أصبحت تنتشر على الإنترنت، وبعضها يمكن كشفه من أول لحظة والبعض الآخر يكون محبوكا بشكل لافت مثل موضوع المليون دولار وميكروسوفت الذى زغلل عينى.
والهدف فى النهاية من هذه العمليات أن ترسل رسوما مالية مقابل إرسال الشيك أو تخبرهم برقم حسابك البنكى فيقوم النصاب بتحويل أى أموال بداخله إلى حسابه هو عن طريق تحويلات إنترنتية قد لا يمكن تعقبها.. أو أن تخطئ وتمنحه رقم بطاقتك الائتمانية فيسحب ما فيها من نقود ويأكل ويشرب على حسابك.
وبعد أن كنت أحمد الله على المليون دولار التى ستحل جميع مشاكلى ومشاكل أولادى أخذت أحمد الله أنه ألهمنى العقل للتأكد أولا من صحة هذه الجائزة واكتشاف أنها ليست أكثر من محاولة نصب.. وبدلا من مليون دولار.. كنا سنصبح على الحديدة!
المشكلة الأكثر أهمية أن البعض أصبح ينتظر اليانصيب أو الجائزة الكبرى تهبط عليه من أى مكان.. من فضائية.. من اتصال هاتفى.. من الإنترنت.. من يانصيب.. وسيطرت أحلام اليقظة على الكثيرين منا.. غبنا عن الواقع وغيبنا المستقبل معنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة