على محمد الشرقاوى يكتب:الملاك المبتلى

السبت، 29 أغسطس 2009 11:42 ص
على محمد الشرقاوى يكتب:الملاك المبتلى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شكرا.. هكذا أنهى محاضرة طويلة خلقت من ملل متتابع مستمر، وأغلق شاشة عرض السأم القابع المنهمر.. انتهت المحاضرة بتأفف ٍ وتنفس للصعداء لملمتُ أدواتى وأودعتها حقيبتى الحزينة من فرط ندمها على حضور تلك المحاضرة اللعينة.

أخذتها ومشيت مطلقاً زفرات الأسى على مكابدة مشقة البكور وتكبد تحمل أخلاق سائقى المواصلات اللئيمة.. خرجتُ.. صعدتُ للعنابر لعلى أجد بغيتى اليوم فى تحصيل علومِ ثمينة.

دخلتُ... أدت بى الطرقات لحجرة الدرس... فى سكونٍ جررت خطواتى التعيسة من أول اليوم... شج صمت الهدوء صياحها... الغياااااب...

فى هولٍ وذعرٍ قلتُ رقمى ولم ترمقنى حتى بنظرةٍ بسيطة.
ولاتنادى أحدًا باسمه فكلُ الناس عندها أرقام مجردة متجمدة... لا حياة فيها... لا إحساس لحامليها... وكأننا جميعا أصبحنا بضائع روتينيةِ رخيصة تقوم بإحصائها... ألواح ثلجٍٍ عديدة تمل هى عنهم بوجهها خوفاً على نضارةِ بشرتها المُمكيجة.

ناجيتُ ربى أن ثبتنى لتحمل هذا الجليد المتصل الممتساقط من أول اليوم....
وكأن ملائكةًًً ً تلقفتها لتدخلها أبواب السماء المنفتحة فى تلك اللحظة...

التفتُ كى لا أ ُشعرها بغضب ملامحى... لتخطف عينى أندى ابتسامة...
لم أشعر بنفسى إلا متجمدا أتابع ُ نبتَ ابتسامةٍ صغيرة...
لاحظتنى عيناها واجمًا فاتسع الثغر شيئا ً قليلا...

وجدتنى متابعاً... فارتسمت الشفتان ملياً... رأتنى ابتسمت...

فانبعثت منها ضحكة فضية جميلة دوت بأرجاء الحجرة....

تلك الملاك الصغير المبتلى... ولسان حالها يهمس بأذنى: إن الدنيا لا تعطى كل شىء.
.......وردة ُزاهية فى بيداء خالية.....

هذا الوجه المنير المبتسم يخفى تحته جسداً نحيلا ً بالياً لا يسعه حتى الجلوس وحده..
ُمقعدة جسداً وعقلا ً
وإن أكلت... فالطعام سوائلُ لا يتحمل جوفها الدقيق ما يأكله الناس وإلا معدتها فمعدتها تلفظه وقد يقع المحذور بأن تشهقه ويجرى مجرى الهواء...

تضحك لكل الناس بأية أسباب... ولم تكتف فقد بُليت بنوباتٍ تغيب فيها عن الدنيا وينتفض فيها جسدها بحركات ٍ لا تريدها لتتركها بعدها منهكة متفصدة الجبين من العَرَق.... نعم تُصرع.... ولكن يهمس بأذنى حالها ثانية ًأن:
....إن أخذ الله فقد أبقى...
فهى مازالت تسمعنى حينما أُداعبها... تبحثُ عنى ببصرها حينما أتخفى عنها وأنا أُلاعبها..... ويكفى ضحكاتها التى تعلمك الحياة....
فكيف تحزن وأنت فى حالك وكيف تضحك هى وهى فى حالها...
فالحمد لله..






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة