منذ بداية عرض حلقات مسلسل "أدهم الشرقاوى" لمحمد رجب ودوللى شاهين، وهو يعانى العديد من الأخطاء القاتلة وأولها هو عدم تمكن دوللى شاهين بطلة العمل من النطق الصحيح للهجة الفلاحين، بل إنها لا تتحدث مطلقاً بها، فهى تتحدث باللهجة المصرية العادية التى تدخل عليها اللكنة اللبنانية، ولا تعلم ما هو السبب فى إسناد دور البطولة الفنانة لبنانية لا تجيد اللهجة المصرية نفسها حتى تستطيع التحدث بلهجة الفلاحين، فقد أخفق المخرج السورى باسل الخطيب فى اختيار دوللى بطلة للعمل.
كما يوجد خطأ آخر بالمسلسل وهو البطل الرئيسى للمسلسل محمد رجب، الذى يؤدى دور "أدهم الشرقاوى"، حيث إن أداءه غير مقنع تماماً منذ بداية العمل، ولم يستطع أن يوصل للجمهور إحساس البطل الشعبى، الذى فعل العديد من البطولات التى أبهرت الجميع، حيث جاء أداؤه باهتاً فى بعض المشاهد، ومفتعلاً فى البعض الآخر، ومن الممكن أن ألتمس له العذر فكيف يستطيع أداء شخصية قام بأدائها قبله الفنان القدير عبد الله غيث، لكنه بدلاً من أن يحبب الجمهور فى الشخصية التى لم يوضح الفيلم جميع تفاصيلها، أصرفهم عنها، حيث لم يستطع إقناعنا بكونه البطل الشعبى الذى اشتهر بقدراته الخارقة، وترك التعليم وحياة الثراء ليأخذ بالثأر من مقتل عمه، والذى اعتبره الرئيس الراحل أنور السادات مثله الأعلى فى كتابه "البحث عن الذات"، كما أن أدهم عبد الحليم عبد الرحمن الشرقاوى قتل فى عمر 23 عاماً، فهل يستطيع رجب إقناعنا بأنه فى المسلسل عمره أقل من 23 عاماً بالطبع لأنه ما زال لم يفعل شيئاً، فسيصل إلى عمر 23 عاماً فى نهاية أحداث المسلسل.
والخطأ الثالث، أن المخرج لم يركز على صفات أدهم الشرقاوى، والذى كان يمتلك ذكاءً لافتاً، وقوة خارقة وصلت إلى حد القول بأنه كان يرفع رحى الطاحونة الثقيلة بمفرده، وكان يتبارى مع فتوات عصره فيهزمهم، كما أنه كان فارساً يجيد ركوب الخيل، وسباحاً ماهراً، وكان يتحدث الإنجليزية بطلاقة، وكل هذه الأمور لم يركز عليها المخرج أثناء سرد أحداث المسلسل، فبدا البطل باهتاً مائعاً يفتقد إلى كل صفات البطولة.
