هند أحمد عبد السلام تكتب..ثقافة الصمت!

الجمعة، 28 أغسطس 2009 04:03 م
هند أحمد عبد السلام تكتب..ثقافة الصمت!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الغش صفة قديمة قدم الإنسان، حتى أنه كان هناك بعض الناس وبعض التجار ممن اشتهر بتلك الصفة، فكان الجميع ينأون بأنفسهم بعيدا عنهم، أما الآن فحدث ولا حرج فقد انقلبت الكفة لتجد نفسك تتعامل مع عدد قليل من الناس والتجار ممن اشتهروا بالأمانة وعدم الغش، هذا هو ما بدأ يؤول إليه المجتمع ووصلنا لمرحلة لتحرير الذات والمجتمع والمنظومة التى تحكم الواقع عن كل صفات الخير نعم لقد عصفنا ببذور أخلاقيات إسلامنا السمحة العظيمة ووصلنا لدرجة الاحتجاج الحاد على جميع المسلمات من الفضائل التى كانت تسود المجتمع.

وسأدلك على اختبار بسيط لتتأكد معى من انتشار الغش بكافة أنواعه وإن كنت هنا أنوه تحديدا عن ظاهرة الغش التجارى.

اذهب لشراء كيلو عنب أو أى نوع فاكهه وأترك للبائع حرية اختيار الثمار بنفسه طبعا أنت مجبر على هذه الحرية لأنه لن يسمح لك أبدا بأن تختار، واذهب بعدها للمنزل فلن تجد سوى ربع كيلو عنب جيد والباقى فرط بايت لا يصلح للأكل وقد شاهدت بنفسى أحد الباعة يفعل ذلك أكثر من مرة.

حاول شراء طبق مغلف من الجبن الرومى وقم بفتحه ستجد أن سطح الطبق شكله جميل وجبنته ممتازة لكنك لا تلبث أن تبدل الطبقات لتجد فى النهاية قطع جبن كريهة المنظر لا تصلح للاستخدام الآدمى.

أكيد سبق لك وقمت بشراء كيس خبز مكيس جاهز لتجد أكثر من رغيف لم يكتمل سواه أو مازالت به قطع عجين.
اذهب لشراء بعض الملابس أو المفروشات وبمجرد لبسة واحدة ستجدها تمزقت وكأنك سالفها من جارك وتعيش وتقطع ياسيدى.
هذه بعض الأمثلة وما أكثرها على الرغم من ارتفاع أسعار معظم السلع والتى تستنزف معظم ميزانية الأسرة.
أتساءل هنا لماذا ازداد الغش التجارى تحديد أو هل الركض خلف الربح والمكسب جعلنا ننسى ما أمرنا الله تعالى به من أخلاقيات سمحة.
لقد أدى تشظى المجتمعات وتفككها إلى فرض أنماطا أخلاقيه سيئة تعبر بصدق عن الأزمات الحادة التى تلف البشرية والفرد والمجتمعات.
إنها أيضا ثقافة الصمت التى سادت المجتمع المصرى التى توحى بصعوبة حل المشكلة فكل شخص يقدم لنفسه الحجج والبراهين القاطعة التى تجعله يفعل ما يشاء دون أن يجد من يحاسبه ويقف له بالمرصاد شاهرا سيف العدل وناطقا بلسان الحكمة.
إننا نعيش حالة من تطويع الفكر بما يخدمنا وليس تطويع أنفسنا بما يخدم الفكر ثم نعيش بعد ذلك حالة من اليأس مدعومة بأفكار حيه عن صعوبة تغيير الحياة نحو الأفضل .لكن ذلك الوضع يجرفنا نحو الهاوية ونحو مزيدا من الضياع.
لابد إذا من البحث والتنقيب عن حلول لهذه الأخلاقيات وكيفية انتزاعها من جذورها ولابد وان ننشر الوعى الدينى وإيقاظ تلك الضمائر من غفوتها لأننا إن تركناها تتحول إلى موروث ثقافى يعمق الأزمة ويعقدها
يقول محمود درويش:
وأريد أن أحيا
فلى عمل على ظهر السفينة.. لا
لأنقذ طائرا من جوعنا أو مــــــــــــن
دوار البحر بل لأشاهد الطوفـــــــــان
عن كثب :وماذا بعد ؟مــــــــــاذا
يفعل الناجون بالأرض العتيقه ؟
هل يعيدون الحكاية ؟ما البداية؟
ما النهاية؟لم يعد احد من
المــــــــــوتى ليخبرنا الحقيقة






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة