الحسينى الليثى يكتب..رسالتها الأخيرة فى سطور

الجمعة، 28 أغسطس 2009 03:57 م
الحسينى الليثى يكتب..رسالتها الأخيرة فى سطور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فجأة وبدون مقدمات تغيرت حياتك رأسا على عقب لا لم تعد كما كنت، كان قلبى يحدثنى بذلك ومشاعرى تشعر بكل تحولاتك وتغيراتك التى طرأت على أحاسيسك تجاهى، قبل أن تتركنى وتسافر دون وداع ودون أمل بلقاء ودون حتى اعتذار..

لحظتها لم أبك ولم اهتز من هول المفاجأة ولكنى عشت فى حالة ذهول وسكون وانكسر بعدها بريقى وذبلت ملامحى... على الأقل كان يجب أن يكون وداعك بحجم حبك لى.

تركتنى لتواصل مستقبلك الذى خططنا له معاً وحلمنا به معاً وجعلتنى من الماضى بعدما كنت حاضرك ومستقبلك وبعد ما أحببتنى حباً لم اسمع أو أشاهد أو أعرف مثل قوته وصدقه وعمقه، وبعد ما أحببتنى بقلبك وعقلك وكل حواسك، لقد كنت شاهدة على أسرار حياتك، كنت تتكئ على كتفى واسمع أناتك وأنت تشكو عن تعبك فى عملك وفى حياتك وتحكى لى أحلام طفولتك وأحزان رجولتك وكم وعدتنى بأنك لن تجعل الابتسامة تفارق وجهى ووعدتنى أن صورتى لن تفارقك وحبك لن يتوقف ولن تفقد منه فى يوم ما ذرة... أخبرتنى بأنك منذ أحببتنى لم يعرف اليأس طريقه إلى قلبك ولن تعرف كلمة اسمها المستحيل فى سبيل تحقيق سعادتنا، أخبرتنـى بأنى منحتك قوة تمكنك من تحويل الهزيمة إلى انتصار والخيال إلى واقع والحلم إلى الحقيقة والظلام إلى نور يضىء لنا طريق حياتنا ونحن معاً.

وبعدما ذهبت تركت لى حبك الذى أراه فى كل لحظة وفى كل مقالة كتبتها وكل همسة همستها وكل موقف عشته معك وتحولت إلى مجرد صور ومواقف وأرقام وأعداد ومقالات احتفظت بها كلها فى ذاكرتى.

وبعدما تركتنى سببت لى جرحاً غائراً ازداد نزيفه مع الأيام وعمق طوله مع السنوات.. جرح لن يندمل إلا بعودتك وكم قررت أن أنساك ولكن هل النسيان ينفذ بمجرد قرار اتخذته أو كلمة قلتها؟ لقد أصبحت تائهة بين حبى لك وحرمانى منك وفضلت العزلة فما قيمة حياتى دونك؟ لقد كان حبنا سراً خاصاً بنا لا يجب أن أظهره أو أبوح به أو أتألم أو اشتكى عن حزنى وعن الحريق الذى يشتعل بداخلى حتى لو كان علاجى يحتم على البوح بما فى أعماقى لأى إنسان ليخفف من معاناتى ويعالج منبع انهيارى ويقاسمنى ويشاركنى تفاصيل مأساتى ويداوينى ويتحمل عنى بعض دموعى وآهاتى ليتبخر حزنى واغسل جروحى لعلى أبرأ مما أنا فيه ولكن مهما اشتقت إليك ومهما تعذبت ومهما تألمت لن أتمكن من الكلام وسيظل حبنا مدفوناً للأبد لا يعلم عنه سوى مقلب القلوب سبحانه وأنا وأنت... إنى احبك واحترمك وعندما يحب الإنسان يطلب من الله السعادة لمن يحب حتى لو كان ليس معه فى هذه الحياة.
لا اعرف لماذا حتى الآن لم تحدثنى ولم تسأل عنى ولم تفكر أن ترسل لى ولماذا لم تطمئننى عليك؟ إنى أخاف أن تكون قد وجدت حباً جديداً.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة