"الجارديان" تنشر تعليقات قرائها المناهضة لـ"الاستيطان"

تعقيباً على سلسلة التقارير التى نشرتها عن الاستيطان الإسرائيلى، نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تعليقات عدد من قرائها على هذه التقارير التى رصدت معاناة الفلسطينيين فى الضفة الغربية من الاستيطان، والواقع الجديد الذى خلقته المستوطنات فى هذه المناطق التى تتسم بخصوصية معينة.

وتحت عنوان "الغرب خذل الفلسطينيين"، أوردت الصحيفة رأى باربرا ستوكينج، المديرة التنفيذية لمؤسسة أوكسفام الإنسانية البريطانية، التى دعت من خلاله الدبلوماسيين والسياسيين فى الدول الغربية إلى اتخاذ إجراءات فعلية لوقف الاستيطان.

واعتبرت ستوكينج أن الاستيطان جعل المساعى السلمية لحل الصراع العربى الإسرائيلى أكثر تعقيداً، وزاد من فقر العائلات الفلسطينية العادية بعد أن أجبر العديد من المواطنين الفلسطينيين على هجر مزارعهم وجعل وصول آخرين إلى مزارعهم شبه مستحيل.

وأشارت ستوكينج أيضا إلى صعوبات التى تواجه عمل منظمتها فى الأراضى الفلسطينية، وقالت إنه عندما تمكنت أوكسفام من الحصول على وضع تفضيلى يسمح لمجموعة منهم بتصدير منتجاتها إلى السوق البريطانية سعياً إلى دعم المزارعين الفلسطينيين, شن مستوطنون إسرائيليون هجمات على مزارعهم وأتلفوا حوالى 1350 شجرة زيتون تابعة لأولئك المزارعين الفلسطينيين.

كانت الجارديان قد نشرت خلال الأيام الماضية سلسلة تحقيقات رصدت فيها الواقع المؤلم للاستيطان، وقالت إن التوسع الهائل لمستوطنة معالى أدوميم الإسرائيلية داخل الأراضى الفلسطينية يكشف عن مدى التحدى الكبير الذى يمثله الاستيطان الإسرائيلى، وما يصاحبه من بنى تحتية للاحتلال على إمكانية قيام دولة فلسطينية فى المستقبل.

فمستوطنة معالى أدوميم هى اليوم مدينة يقطنها أكثر من 30 ألف نسمة وتنتشر بها مجمعات الشقق السكنية ومراكز التسوق والبرك العامة، ويربطها طريق سريع بالقدس وما بعدها، بحيث ترتبط بشكل مريح بتل أبيب وساحل البحر الأبيض المتوسط.

والأمر اللافت أن مساحة هذه المستوطنة التى لم يكن لها وجود حتى عام 1975 تضاهى تماثل حجم تل أبيب نفسها، وتتفرع منها طرق تربطها بمستوطنات أخرى أقل أهمية, وطريق سريع يمر قريباً من جنين ويشق الضفة الغربية ليصل معالى أدوميم بالحدود الأردنية. وتستمر إسرائيل فى بناء جدار حول هذه المستوطنة والمستوطنات الصغيرة الأخرى، وهو ما يعنى أن إسرائيل هتستولى على 24 ميلاً آخر من الضفة الغربية.