لم يكن من الصعب
أن أنهزم أمام المستحيل
أن أسير فى الدروب بلا دليل
أن يرتفع الهمس فى أذنى إلى عويل
أن يتحطم بين يدى حلمى وهو رضيع
لم تكن الأحلام وقتها أحلام
ولا رحيق الزهر رحيق
وكأن عقارب الساعة قد وقفت
وكأنه قد ضل طريقه إلى بلادى الربيع
ولم أكن وقتها رجلا
حتى أحارب الظلم
وأمزق رداء الخسة الوضيع
ولم يكن معطفى قد جف
فأرتديه ليرد البرد عنى
لكنى اكتشفت بالممارسة أن برد الروح
أشد من برد الصقيع
عشت هائما على وجهى
بلا هدف
بلا درب
بلا بيت منيع
وأنا من سكنت القصور يوما
ولى فى كل مجلس مكان رفيع
صرت اليوم محاصر سجين
فى بيت بلا جدران
وسجن بلا أسوار
صرت اليوم صعلوق وضعيف
اليوم اقتات بشعرى
تسقط أوراق الأيام من أغصان العمر
وفى كل لحظة تمر
ينزلق حجر من جدار الحلم
وافقد بيتاً جديداً من أبيات الشعر
العالم كله من حولى يجرى
وأنا كالتائه أقف فى صمت
غريب فى دارى
غريب على ولدى
ضائع بين البرية
محاصر كعصفور بين المطر
أمامى ألف درب
وفى رأسى ألف ألم
أمس كنت فى السوق
أشترى ورق ومداد للقلم
اليوم صرت رخيص
رخيص جدا
صرت اشترى الزاد
وأبيع القلم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة