هل سمعنا عن مدينة هى دولة داخل دولة. فى البداية قد يظن البعض أننا نتحدث عن مدينة أو مركز، كنا قرأنا عنه فى الماضى، وتحديدا فى كتب التاريخ، وهو المركز الذى قرر أحدهم الاستقلال به وتحويله إلى جمهورية زفتى.
ولكن أن تسمع فى هذا القرن وفى عام 2009 أننا نمتلك مدينة مصرية، من الصعب على أى مواطن عادى أن يدخلها؟ نعم فهذا صحيح وتحديدا المواطن المصرى الذى يعيش غريبا فيها، المدينة التى أقصدها هى شرم الشيخ، فلا يحدوك الأمل بأن تدخل تلك المدينة ببطاقة هوية تقول إنك مصرى أو جواز سفر مصرى، فالآن أصبح هناك كارنيه خاص بهذه المدينة اسمه كارنيه البحث الجنائى. كارنيه شيك جدا عليه بحر وسمك. حتى لو كنت من العاملين الكادحين فى هذا البلد، ومعك أوراق خاصة تثبت أنك تعمل بها، فيمسكك الضابط من أذنك، ويقول إحنا هندخلك المرة دى بس، المرة اللى جايه لازم الكارنيه هذا، إذا وافق أساسا على دخولك وتعطف عليك. وتشتد المأساة لو أن فى هذه المدينة مؤتمرا، فيكون يومك أسود، ولن تدخل إلا بهذا الكارنيه والذى لا يزوَّر. هذا على افتراض أنك دخلتها للعمل. أما لو دخلتها سائحا، فيجب أولا أن يكون معك حجز خاص بأحد الفنادق، وأنت عارف طبعا الأسعار هناك عاملة إزاى.. فلو سردت عن تلك المدينة المصرية أو (العاصمة السياسية) (أو المدينة الحصينة) أو (بلد الكارنيهات) فعندى الكثير والكثير عنها.. عفوا فلسنا فى مصر إننا فى شرم الشيخ.
عبدالقادر درويش
موظف بأحد الفنادق - شرم الشيخ
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة