سوف أقص عليكم قصة لم تكن الأولى من نوعها.. فحياة المصريين تحمل العجب العجاب.. قصة جعلتنى أشعر بأن الأصول تنتزع من قواعدها.. لكن هذا لا يحدث على وجهة العموم، لكن بعضاً منه يحدث.. فقد جاءنى صوته عبر الهاتف فيه نبرة حزن يشكو لى تعنت خاله معه ويستغرب طلبه الغريب عندما تقدم لخطبة ابنته الكبرى.. وبدأ يحكى قصته الطريفة مع خاله!!
لى ابنة خال على قدر كبير من الجمال والأخلاق.. وصدقنى يا أخى أشعر تجاهها بالارتياح منذ الصغر.. فكان أسعد يوم فى حياتى عندما يأتى خالى من الإسكندرية هو وأولاده لزيارتنا فى الصعيد حيث نقيم، فكنا نحتفل بأولاد خالى أيما احتفال ونأخذهم إلى أقرب بقّال فى القرية ونشترى لهم الحلوى وكل ما يريدونه!!
كانت أيام جميلة عشناها كبقية أقراننا ضحك ولعب لم نعرف من الدنيا إلا الحب والفرح.. كانت طفولة بريئة ولكنها مرت بسرعة.. كعادة الأيام الحلوة دائما!!
ودارت الأيام يا صديقى والحمد لـله ربنا وفقنى وأكملت تعليمى الجامعى إلى أن حصلت على الشهادة الجامعية وبعد التخرج بحثت عن عمل شريف كبقية الأصدقاء إلى أن وفقنى الـله وحصلت على عقد عمل فى إحدى الدول الخليجية.. والعملية مستورة والحمد للـه، وبدأت أجهز لنفسى شقة فى منزل العائلة فى بلدنا فى قنا إحدى محافظات الوجه القبلى..
وأولاد الخال كبروا وأصبح منهم المتخرج حديثا ومنهم من هو فى مراحل التعليم المختلفة.. وكل ما أنزل إجازة لمصر، أزورهم لأنى أحمل لخالى وأولاده كل إعزاز وتقدير منذ الصغر..
وفى كل مرة تؤكد على أمى أن اختار بنت من بنات خالى وكنت أطير من الفرحة من داخلى ولكنى من النوع الذى يسيطر على مشاعره كأنى أشعر بشىء ما لا أعرفه!!
وفى إحدى الإجازات ذهبت أنا وأمى تملؤنا السعادة إلى منزل خالى لأن هذه الزيارة مختلفة عن كل الزيارات ذهبنا لنخطب ابنة خالى التى أشعر تجاهها بالارتياح!!
وكانت المفاجأة التى لم تتوقعها أمى ولا أنا بشرط غريب عجيب وهو أنى لازم أسكن بجواره فى الإسكندرية!! وإلا فلن يوافق على هذه الزيجة!! قائلا إن البنت مش متعودة على حياة الصعيد، أنا معنديش استعداد إن بنتى تتبهدل فى وجه قبلى حيث الحياة قاسية ـ من وجهة نظره ـ كأنه لم ينشأ فى الصعيد فى يوم من الأيام!!
طبعا ذهلنا من موقف خالى وخرجت من عنده أضرب أخماس فى أسداس لا أدرى ماذا أعمل لأنى مبسوط فى بلدنا بجوار والدتى وأخواتى وأرضنا وأصحابنا ومقدرش أعيش فى حتة تانى غير بلدنا... ماذا أصنع مع تعنت خالى وطلبه الغريب!!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة