طاردتهم الديون والعزلة.. فكيف سنراهم فى مسلسلى «أبو ضحكة جنان» و«قلبى دليلى»?

النهايات الحقيقية والحزينة لإسماعيل ياسين وعبد الفتاح القصرى وليلى مراد والقصبجى

الخميس، 27 أغسطس 2009 10:09 م
النهايات الحقيقية والحزينة لإسماعيل ياسين وعبد الفتاح القصرى وليلى مراد والقصبجى إسماعيل ياسين
كتب سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄إسماعيل ياسين.. بكى حين تأكد أن الجمهور لم يعد يضحك على «قفشاته»
◄عبد الفتاح القصرى.. فقد بصره على المسرح.. وكان يتوسل للأطفال أن يعطوه طعاماً.. وحضر جنازته 4 أفراد

اقتربتُ أياماً جميلة من المطرب الراحل الجميل محمد رشدى، وكانت أيام نهايته من اللحظات الصعبة فى حياته، ليس على صعيد آلام المرض فحسب وإنما على صعيد تكاليف العلاج الباهظة التى كان يحتاج فيها إلى آلاف الجنيهات أسبوعيا لتدبير نوع من الحقن كان ضروريا لوقف نشاط ورم فى البروستاتا، بالإضافة إلى معاناته من فشل كلوى تطلب الغسيل الذى أدى هو الآخر إلى إصابته بهشاشة العظام، كان رشدى صنفا من الفنانين الذين يرون فى أنفسهم أصحاب رسالة فنية، ولهذا ظل على عهده بعدم خدش سيرته ومساره، فرغم صعوبة الحاجة فى سنواته الأخيرة لم يقبل الغناء فى الكازينوهات الليلية، وكان ينظر باستغراب إلى الثراء الفاحش للمطربين الجدد، ولا أنسى أبداً مفاجأته لى وأنا أصطحبه إلى تسجيل حوار لمحطة تليفزيونية، وكان ذلك فى بداية التسعينيات من القرن الماضى: «الله يرحمه عبدالناصر.. دبحنى»، فاجأنى بكلمته وأنا أعلم كم كان يعشق جمال عبدالناصر، وقبل أن أعلق استكمل: «خلانى حلمت.. وخلانى أدوب فى حب البلد دى، مفكرتش فى تحويش فلوس تعين الواحد فى آخر أيامه»، وآخر أيام رشدى كانت مليئة بحسرة الاحتياج من أجل العلاج، وبفضل جهود صديقه الشاعر عبدالرحمن الأبنودى، والصحفى مجدى عبدالعزيز نائب رئيس تحرير أخبار اليوم، اتخذ صفوت الشريف -وكان وزيراً للإعلام- موقفاً إنسانياً رائعاً بدءاً من قرار بعلاجه على نفقة الدولة، وآخر بتعاقد الإذاعة معه على قصة حياته، وتدابير أخرى حملها إليه الزميل مجدى وهو على سرير المرض فى المستشفى وقدمها إليه باسم الوزير مع علبة شيكولاته فخمة، وتناول رشدى كل ذلك باكيا وشاكرا صفوت الشريف على اهتمامه قائلاً: «الشريف أكد لى أن البلد مش نسيانى فى محنتى».

رحل محمد رشدى بعدها بأيام قليلة بعد أن تأكد أنه فى بلد لم ينكر عطاءه، وتذكرته فى محنة مرضه، لكن هذه القصة بما فيها من آلام، تحملنى دائما إلى التوقف أمام تتبع نهايات النجوم الذين يشغلون الجمهور فى كل تفاصيل حياتهم، وفى الغالب يظن الجمهور أنهم الأكثر سعادة بين البشر، ولا يتصورون مثلا أنهم يتعرضون لضائقة مالية طوال حياتهم وقبل مماتهم إن تعرضوا لمحنة مرض صعب يتطلب نفقات مالية عالية، وبعضهم عاش تقتله الوحدة، وينتظر الإحسان من الآخرين.

من محمد رشدى أيضاً أذكر فى مطلع التسعينيات من القرن الماضى اتصالا هاتفيا منه، يحثنى على الكتابة عن الرائعة ليلى مراد لأطالب الجهات المعنية بضرورة عمل معاش شهرى لها، تحدث رشدى عن حساسية ليلى مراد فيما يتعلق بكرامتها وعزة نفسها، وعظمتها فى كل ذلك، وقال: «الواجب على الدولة أن تنظر إلى الفنان فى نهاية عمره»، وتدخل الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب وقتها، وقررت نقابة الموسيقيين على أثر هذا التدخل عمل معاش شهرى لها، وكانت إسرائيل تراقب ذلك على طريقتها، فقدمت إليها إغراءات لا حصر لها، مستثمرة فى ذلك أنها كانت فى الأصل يهودية الديانة قبل أن تشهر إسلامها عام 1946، لكنها رفضت كل هذه المحاولات الإسرائيلية الخبيثة، فهى عاشت تفتخر بمصريتها حتى موتها، ولما فاضت روحها كان المصحف الشريف بجوارها.

ربما نجد ما يشير إلى ذلك فى مسلسل «قلبى دليلى»، الذى يحكى سيرة ليلى مراد وتقدمه الفضائيات فى شهر رمضان، وربما نجد فى نهايات بعض الذين لعبوا أدواراً رئيسية فى حياتها الفنية والشخصية ما يشير إلى قسوة أيامهم الأخيرة، من هؤلاء أنور وجدى، زوجها الذى عاشت معه حياة عاصفة، انتهت بالطلاق بسبب خيانته لها مع امرأة فرنسية، ويروى الكاتب الراحل صالح مرسى فى كتابه «ليلى مراد»، لحظة النهاية بين أنور وليلى بعد أن ضبطته متلبسا بالخيانة مع المرأة الفرنسية: «فى السابعة صباحاً كانت ليلى قد ارتدت ملابسها، وجهزت حقائبها، وعندما فتحت باب غرفة المكتب كان أنور لا يزال جالسا كما هو فوق المقعد، بملابسه دون نوم،.. وقالت: «أنا ماشية يا أنور»، والتفت إليها أنور ذاهلاً، وعادت تقول له: «على فكرة أنا فرحانة جداً»، فرد أنور: «عاوزة تقولى إيه.. فيه واحدة تفرح لما تضبط جوزها مع واحدة تانية»، ردت ليلى: « أصل الناس كانوا دايما يقولوا لى إن اتجوزت واحد مالوش قلب، ما يعرفشى يحب غير الفلوس، لكن أنا كنت بأقول إن لك قلب، وطلعت أنا صح»، رد أنور منفعلاً: «إنت فاكرة نفسك مين؟.. شكسبير»، ردت ليلى: «ولا شكسبير ولا حاجة، أنا بأقول لك اللى أنا حاسة بيه.. أشوف وشك بخير».

كان هذا هو المشهد الختامى فى قصة ليلى وأنور سوياً، وتركت جروحها على الطرفين، وتزوج أنور من الفنانة ليلى فوزى، حتى اشتد عليه مرض الكلى، وسافر إلى السويد للعلاج لكنه مات هناك وعمره 44 عاماً، أنفق أنور على مرضه كل ما جمعه من مال أملاً فى الشفاء، لكن الموت كان سيد الموقف.

فى مسيرة ليلى مراد والتى يتعرض لها مسلسل «قلبى دليلى»، ما قام به الموسيقار الكبير محمد القصبجى معها، والذى قدم لها نحو 49 لحناً، ظل القصبجى لسنوات طويلة يجلس وراء أم كلثوم عازفا على العود فى فرقتها الفنية، وفى حوار لى مع الموسيقار الراحل كمال الطويل قال إنه سأل القصبجى مرة: «ليه يا أستاذ وإنت المجدد الأعظم فى تاريخ الموسيقى العربية تكتفى بالجلوس وراء أم كلثوم.. فين ألحانك»، فرد عليه: «والله يا كمال أنا مش عارف كل ما أعمل لحن، ألقى عفاريت بتطلع»، ربما لا نجد فى المسلسل قصة طويلة عن القصبجى مثلما حدث فى مسلسل أم كلثوم، لكن مجرد ذكره يدفع إلى البحث عما كان فى حياته الشخصية خاصة فى أيامه الأخيرة، وتقول الدكتورة رتيبة حفنى فى كتابها: «محمد القصبجى الموسيقى العاشق»: «كانت السنوات الأخيرة فى حياة القصبجى سنوات شقاء بسبب إبعاده عن التلحين رغم شعوره بقدرته على الإنتاج الفنى، كان إلى آخر يوم فى حياته يشعر بأن لديه أفكارا جديدة، وأن باستطاعته الخروج بألحان مبتكرة، لم يسبق أن تعامل معها الملحنون العرب من قبل، إلا أن عدم الإنتاج الفنى سبب له فراغا كبيرا عاش فيه إلى آخر يوم فى حياته»، وتضيف رتيبة الحفنى: «كان محمد القصبجى تخالجه المرارة لتجاهل أم كلثوم لفنه، ولتاريخه الكبير وأستاذيته لها، فجعلته يبتعد عن التلحين، كان يرى زملاءه يعملون وينتجون، وهو المسكين الموضوع على الرف»، وتضيف رتيبة الحفنى: «أحس القصبجى فى سنواته الأخيرة بظلم الناس وتجاهلهم له، وعندما اعتكف بالمنزل، لم يجامله أحد ممن كان يجاملهم، لم يطرق باب منزله فنان من زملائه الفنانين لزيارته ولا السؤال عنه فزاد مرضه، وقلت رغبته فى الحياة، وفى 10 ديسمبر عام 1965 أصيب بجلطة فى المخ وشلل نصفى أيسر، وفى 25 مارس 1966 فارق الحياة».

فى مسلسل «أبوضحكة جنان» الذى يروى سيرة الفنان الكوميدى العظيم إسماعيل ياسين، هناك شخصيات أصحاب نهايات حزينة، بدءاً من إسماعيل ياسين نفسه مروراً بشخصيات شاركته عالم الكوميديا، وأضحكتنا كثيراً أبرزهم الفنان عبدالفتاح القصرى، ورياض القصبجى الشهير بـ«الشويش عطية». دخل إسماعيل ياسين إلى عالم الفن وافدا من مدينة السويس التى ولد فيها عام 1912، وبدأ حياته بإلقائه المنولوجات فى مقهى بديعة مصابنى، ثم اتجه إلى السينما عام 1942، وكون فى عام 1954 فرقة مسرحية باسمه. قدم إسماعيل ياسين أكثر من 166 فيلما سينمائيا، غير المنولوجات والمسرحيات، وبلغت درجة نجوميته واعتباره نجم شباك فى مرحلة تألقه، أنه بعد ليلى مراد أنتجت السينما له أفلاما باسمه، ولم يحدث ذلك مع غيرهما، كانت مرحلة الخمسينيات هى المرحلة الفنية بامتياز لإسماعيل ياسين، ومنها حصد أموالاً، بعد أن ذاق فى بداياته مرارة الفقر والاحتياج، وبعد نجاحه المبهر بدأت معاناته فى الستينيات، لم تصبح مادة الكوميديا التى يقدمها إسماعيل ياسين جاذبة كما كانت مع تحولات المزاج العام من جماهير السينما المصرية، ودخول عالم الكوميديا أسماء جديدة أبرزها ثلاثى أضواء المسرح (سمير غانم وجورج سيدهم والضيف أحمد)، ونتج عن ذلك انصراف المنتجين والمخرجين عنه، مما اضطره للسفر إلى لبنان للعمل هناك فى بعض الأدوار القصيرة، وعاد منها ليشارك فى أدوار صغيرة، كان يفعل كل ذلك من أجل مواجهة أعباء الحياة، وفى محاولة منه لاستعادة بريقه، أعاد نشاط فرقته المسرحية، وقدم من خلالها مسرحية «اتفضل قهوة»، لكنها فشلت فشلا ذريعا لم يتوقعه هو، وأبكاه ذلك كثيرا حين كان يجد الجمهور منصرفا عن الإقبال عليها، وفى عام 1966 أصيب بالتهاب رئوى حاد دخل على أثره مستشفى المواساة بالإسكندرية، وظل فيها ثلاثة أشهر بلا عمل، كان ذلك مقدمة لآلام كبيرة عاشها إسماعيل ياسين، فإلى جانب المرض تراكمت الديون وطاردته الضرائب، وتم الحجز على ممتلكاته، فساءت أحواله أكثر حتى أصيب بمرض فى المعدة والنقرس، وفى ظل كل ذلك عرف الاكتئاب طريقه إلى إسماعيل ياسين حتى مات 1972، دون أن يترك مالا، وترك ابنه ياسين وعمره 17 عاما تقريبا والذى أصبح مخرجا فيما بعد ورحل منذ أكثر من عامين، وأكثر ما لفت النظر وجود الدكتور خالد جمال عبدالناصر ضمن مستقبلى العزاء فى الرجل، سألت الدكتور خالد وقتها فقال لى: «كان ياسين من أصدقاء العمر، تعارفنا عام 1965 ونحن فى المدرسة القومية الثانوية بمصر الجديدة، وصرت من أبناء أسرة إسماعيل ياسين التى كانت تسكن فى مصر الجديدة، وصار ياسين ضيفاً على بيتنا».

وأكد خالد أنه رغم آلام إسماعيل ياسين فى سنواته الأخيرة، لكنه لم يستغل علاقتى بابنه وبالعائلة لنقل الشكوى إلى الوالد، كان الرجل يملك من الكرامة الكثير التى جعلته دائما يحتفظ بآلامه لنفسه.

مات إسماعيل ياسين بعد أن أضحكنا، ومازال يضحكنا، ربما لا يعرف الكثيرون كم كانت قاسية أيامه الأخيرة، وكم كان الظل يؤلمه، وكم كان محتاجا دون البوح، وفى ثنائية الأضواء والظل مضت حياته، فى الأضواء جمع المال والشهرة، وفى الظل لم تذهب الشهرة عنه، لكن المال لم يبق منه إلا القليل، وإذا كانت مأساة إسماعيل ياسين لم تذهب فى حدودها القصوى مثلا إلى فقد المسكن والمأكل، أو فقد المتطلبات الرئيسية للوقوف عيشا فى الحياة، فإنها كانت مأساة بكل معنى الكلمة فى حياة صديقه ورفيق رحلة نجاحه الفنان عبدالفتاح القصرى.
كان القصرى ومازال فناناً كوميدياً جميلاً، تميز فى دخوله السينما خاصة والفن عامة بشكله المتفرد الذى لا يملك أى وسامة تذكر، كان أحول العينين، وجسمه ممتلئا، لكنه وبهذه الخصائص أصبح كوميديا بامتياز، له نبرة صوت محببة إلى القلوب، وحركة جسد تنتزع الضحك، وظل القصرى على هذا الحال سنوات ملء السمع والبصر.

وظل كذلك حتى كان المأساة على خشبة المسرح أمام الفنان الكوميدى الجميل أيضاً إسماعيل ياسين، صرخ القصرى فجأة: «لا أستطيع الرؤية.. لا أستطيع الرؤية»، ضحك الجمهور ظنا منه أن القصرى يقول «إفيه» جديدا يضمه إلى إفيهاته التى مازالت تضحك قلوب الناس مثل: يا صفايح الزبدة السايحة و«نورماندى تو» و«هتنزل المرة دى» خضوعا لزوجته التى يقول لها: «كلمتى متنزلش الأرض أبداً» فترد عليه زجراً: «حنفى»، فيسرع بالرد: «هتنزل المرة دى»، لم تكن صرخة القصرى على المسرح: «لا أستطيع الرؤية.. لا أستطيع الرؤية» إلا حقيقة أدركها صديقه إسماعيل ياسين، فسحبه إلى الكواليس.

كانت نكبة العمى للقصرى مفتتحا لحياة قاسية سيعيشها فقيرا ومحتاجا، حتى وفاته فى الثامن من مارس عام 1964، وكانت عكس أصوله الاجتماعية الثرية، كان ابنا لتاجر ذهب ثرى، وقاده ثراء الأب إلى التعليم فى مدرسة الفرير الفرنسية، لكن عشقه للتمثيل دفعه إلى هجرة مهنة والده وثرائها، وظل عاشقا لارتداء الجلباب البلدى، ومع حياة النجومية مضى القصرى أعواماً يضحكنا، لكن النهايات كانت موجعة، فبعد أن أصيب بالعمى، طلبت زوجته الشابة الطلاق وتزوجت من صبى صغير كان يعطف عليه، وانتقل إلى العيش فى مساكن مظلوم بحى الشرابية الشعبى، وبلغت درجة احتياجه أن شقيقته التى كانت تقيم معه، قامت من أجل توفير الدواء والطعام لشقيقها، ببيع الشاى والسكر فى قراطيس، وكان هذا النوع من الشراء والبيع معروفا فى المناطق الشعبية فى مصر وقتئذ، لم تقتصر الحالة على هذا الوضع فحسب، بل بلغت كما يقول البعض درجة أن الرجل كان يطل من شباك مسكنه الفقير على الشارع، وإن استمع إلى الطفل أو شعر به فى الشارع، فيسأله إن كان معه سندوتش ويتوسل إليه أن يأخذه منه، قسوة الحرمان عند القصرى، تزامنت معها قسوة المرض، فدخل فى أمراض عديدة أبرزها تصلب شرايين المخ الذى أفقده الذاكرة، ودخل مستشفى المبرة حتى مات يوم 8 مارس عام 1964، ولم يحضر جنازته سوى أربعة أفراد شيعوه إلى مثواه الأخير.

قافلة النجوم الذين يأتون فى سيرة إسماعيل ياسين، وربما نجد منها فى مسلسل «أبو ضحكة جنان»، أسماء مثل زينات صدقى العظيمة فى مجال الكوميديا النسائية، وأضحكتنا من قلوبنا مثلما أضحكنا إسماعيل ياسين وعبدالفتاح القصرى، كانت فى تلقائيتها مدهشة، بالدرجة التى تشعر معها أنك أمام سيدة فى حارة شعبية تنشلك من الكآبة والحزن بخفة دمها، ورغم كل ذلك اختفت فجأة لتعيش فى بيت متهالك فى إحدى القرى، وفى عام 1978 كرمها السادات وتوفيت فى نفس العام بعد إصابتها بماء على الرئة، وعلى نفس الحال عاش حسن فايق 15 عاما يعانى العزلة والمرض دون أن يسأل أحد عنه ودون أن تتحمل الدولة نفقات علاجه حتى مات عام 1980، أما شكوكو فظل وحيداً فى مستشفى القاهرة التخصصى يعانى من مرض الربو حتى مات عام 1985، وعبدالسلام النابلسى الفنان الذى شارك إسماعيل ياسين وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش، والذى عاد إلى موطنه الأصلى لبنان، ومات فيه يوم 5يوليو عام 1968، ولم تجد زوجته مصاريف الجنازة وتحملها صديق عمره فريد الأطرش، عاش النابلسى آخر سنواته مريضا بالمعدة، وكان يفتح حنفية المياه بصوت عال وهو فى حجرته أثناء التصوير حتى لا يسمع أحد أوجاعه التى كان يطلقها بصوت عال، كان يفعل ذلك حتى لا يهجره المنتجون والمخرجون.

هى رحلة الألم الذى يأتى فجأة دون أن يعد له النجم، فيكتشف أن الأيام سرقته، والأضواء أخفت عنه أنه سيأتى عليه اليوم الذى يتعرض فيه للحاجة وهو على فراش المرض، أو حتى دون المرض، وربما نفهم من هذه السير سر إقدام العديد من النجوم الآن على عمل مشروعات تجارية تكون عونا لهم فى الزمن الذى ستخبو فيه الأضواء عنهم، هم يفعلون ذلك وفى أذهانهم سير السابقين الذين نسوا هذه المعادلة.

لمعلوماتك...
ليلى مراد:
من مواليد 17 فبراير1916 بالإسكندرية والدها هو المغنى والملحن اليهودى المصرى إبراهيم زكى موردخاى الذى قام بأداء أوبريت العشرة الطيبة الذى لحنه الموسيقار سيد درويش، وأمها يهودية مصرية من أصول بولندية هى جميلة سالومون. تخرجت فى مدرسة راهبات نوتردام ديزابوتر للبنات بالزيتون. بدأت مشوارها مع الغناء فى سن أربعة عشر عاماً حيث تعلمت على يد والدها زكى مراد والملحن المعروف داود حسنى، وبدأت بالغناء فى الحفلات الخاصة ثم الحفلات العامة، وبدأت شهرتها حين أنشئت دار الإذاعة المصرية وتعاقدت معها على الغناء مرة كل أسبوع، وكانت أولى الحفلات الغنائية التى قدمتها الإذاعة فى 6 يوليو عام 1934 غنت فيها موشح «يا غزالاً زان عينه الكحل»، ثم انقطعت عن حفلات الإذاعة بسبب انشغالها بالسينما ثم عادت إليها مرة أخرى عام 1947 حيث غنت أغنية «أنا قلبى دليلى».
إسماعيل ياسين:
ولد فى 15سبتمبر 1912 بمدينة السويس وتوفى فى 24 مايو 1972 واشتهر بأعماله الكوميدية بدأ إسماعيل ياسين مطربا ثم مونولوجست، ذلك الفن الذى اندثر بعد أن كان يرصد وينقد الظواهر الاجتماعية السائدة فى ذلك العصر. قدم إسماعيل ياسين إلى القاهرة فى بدايات الثلاثينيات لكى يبحث عن مشواره الفنى كمطرب، إلا أن شكله وخفة ظله حجبا عنه النجاح فى الغناء، وقد امتلك إسماعيل الصفات التى جعلت منه نجما من نجوم الاستعراض حيث أنه مطرب ومونولوجست وممثل، وظل أحد رواد هذا الفن على امتداد عشر سنوات من عام 1935- 1945 ثم عمل بالسينما وأصبح أحد أبرز نجومها وهو ثانى اثنين فى تاريخ السينما أنتجت لهما أفلام بأسمائهما بعد ليلى مراد،





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة