فى فيلم قديم تداول اسم أحد الأشخاص فى مشاهد كثيرة من الفيلم وانتظرنا ظهور هذا الشخص خلال الأحداث، ثم اكتشفنا فى نهاية الفيلم أنه كان مجرد صورة مرحوم معلقة على الحائط.
فى الأرياف يضعون على رأس الغيط عصاتين متقاطعتين ويلقون فوقهما قطعة قماش بالية- وهو ما نطلق عليه خيال المآتة - لتخويف الطيور وإبعادها عن المزروعات.
كان كبار الموظفين يتركون طربوشهم على المكتب وينصرفون، الذى استدعى هذه المشاهد هو ما نشرته الصحف القومية أن شئون البيئة بالجامعات ديكور وأن 17 نائب جامعة و300 وكيل كلية لشئوت البيئة بلا مهام واضحة، وأقصى ما يمكن القيام به تنظيم ندوات.
عندما تتسع زاوية الكاميرا ونطل على بانوراما الحياة العامة نجد أن الأمر لا يقتصر على البيئة والجامعة.
فى المواسم والمناسبات والأعياد وفترة ما قبل أى انتخابات شعب أو شورى أو محليات حتى الأندية ترتفع يفط بأسماء لا نعرف لها عنوانا أو وسيلة اتصال أو تواصل، وكأننا نتعامل مع أشباح نسمع عنها ولا نستطيع أن نلتقى بها أو نحدد ملامحها أو نلمسها.
نسمع ضجيجا ولا نرى طحنا – أحزاب وهيئات وجمعيات رسمية وأهلية تعلن عن مشروعاتها الخيرية وبيننا يعيش فئة من المعدمين الذين لا يجدون اللقمة اللحاف ولا فرشة أو غطاء أو مكان لائق بمعيشة إنسان. صفحات الصحف وساعات الإرسال المسموع والمرئى تتمثل فى الأحاديث والإنجازات ومازالت أكوام الزبالة تحاصرنا وتخرج لنا رائحتها وفى أرقى الأحياء ومازالت المبالغ تضاف إلى فاتورة الكهرباء وندفعها صاغرين.
نكتفى بهذا القدر ونرجو أن يخرج المرحوم من صورته وينزل للشارع وينفض خيال المآتة الثياب البالية عته وينهض وألا يترك الطربوش رأس أى مسئول أو متطوع.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة