توقعاتهم الأولية لمستقبل الجنس البشرى صدقت ومع ذلك هم الأكثر دعاء لنا بالمغفرة والرحمة

الملائكة!

الخميس، 27 أغسطس 2009 10:10 م
الملائكة!
كتب الملف: محمد الدسوقى رشدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قف هنا وتأمل لأن الكلام القادم سيكون عن الملائكة.. عن ذلك النور الذى جسده الله فى مخلوقات لا تمل من التسبيح بحمده، ولا تغفل عن ذكره، أنا لا أحدثك هنا عن الهالة المضيئة التى تحيط برؤوسهم، أو النور القوى الذى يسطع من وجههم، ولا عن الجناحين الأبيضين الأسطوريين المنبثقين من ظهورهم، فأنا لا أقصد أبدا تلك الملائكة التى تظهر فى أفلام هوليود أو تسكن لوحات كبار الفنانين، أنا أحدثك عن تلك الملائكة الحقيقية، التى تحمل عرش الرحمن وتعيش فى سماواته، عن تلك الأساطير المنيرة التى تسكن الغيب، عن تلك الأيادى التى ستقودنا إلى الحياة الأخرى الأبدية.. عن هؤلاء الذين سيستقبلوننا بعد أن ننتهى من الدنيا أو تنتهى هى منا.. لهذا ركز جيدا وخلص نفسك من شوائبها وشرورها لأن النور لايحب الظالمين ولا يسطع فى مناطق نفوذهم.

ركز يا سيدى لأنك فى حاجة وأنت فى أوائل شهر كريم أنت تعيش قليلا مع تلك المخلوقات النورانية، مع هؤلاء الذين يرمزون إلى الطهر والنقاء، أنت فى حاجة لأن تذكرهم وتعلو معهم، أن تعاشرهم لأربعين يوما على الأقل لعلهم يصنعون منك ملاكا أرضيا.

ركز يا سيدى لأن الحديث سيكون عن ملائكة تعيش فى رحاب الرحمن، عن ملائكة أدركت قبل أن يبث الله روحه فى بنى البشر أنك ستفسد وتسفك الدماء، أدركت أن الأرض لن تحصل من الإنسان سوى على مزيد من الخراب وهذا ما حدث.. كما قال المولى عز وجل فى سورة البقرة: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّى أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ).. كان اعتراضهم رفيع المستوى، وكان رد فعلهم على الإجابة الإلهية مثاليا إلا واحدا فقط هو إبليس، فعلى الرغم من اعتراضهم على خلق البشر استجابوا لأمر الله وسجدوا، بل تطور الأمر وأصبح الملائكة يدعون لجنس البشر أفضل بما يدعو البشر لأنفسهم، انظر إلى عذابة دعائهم لبنى البشر وستدرك أنك مدين للملائكة بالكثير.. فقد قال تعالى فى سورة غافر: (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شىء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم. ربنا وأدخلهم جنات عدن التى وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم. وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم).

الغريب أن رد الفعل البشرى على ذلك الحدث كان أيضا رفيع المستوى وربما هو أفضل رد فعل إنسانى منذ خلق الله البشر، الأمر الطبيعى أن يشعر بنو البشر بنوع من الغيظ والغضب من الملائكة الذين رفضوا خلقه ووصفوه بالفساد والإجرام ولكن هذا لم يحدث، بل العكس تماما تحول الملائكة إلى تميمة حب وطهارة ونقاء وسلام لدى البشر.

عموما هذه السطور القادمة لملائكة السماء لعل الله يستجيب دعاءها لنا، لملائكة السماء الذين كنا نتمنى أن نخذلهم ونخالف توقعاتهم الأولية بشأن مستقبلنا، ولملائكة الأرض لعل الله يمنحهم المزيد من القوة لصد عدوان شياطين الإنس ومن معهم.


موضوعات متعلقة:-

◄ هل تحب الملائكة أهل مصر المحروسة أكثر من بقية شعوب الأرض؟
◄ الرضوان.. الملاك خازن الجنة الذى نتمنى أن نلقاه!
◄ جبريل.. سفير الله.. رفيق الأنبياء ورئيس الملائكة
عزرائيل.. ملاك اللقاء الإجبارى!
◄ هل تشارك الملائكة فى الحروب حقا؟

لمعلوماتك..





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة