الشــاعــر يوســف الصغــر يكتب: أحتــويك وتـحتــوينـى

انبثقت عصفورة خضراء
نبتت من بين أشواك اليأس
لتشفى نفسى الظمأى للقاء

طبعت قبلتها وبأجمل زينتها
وروعة ضحكتها وعناصر وحدتها
من روعة ونقاء

أشارت وأنارت وصارت
تدغدغ إحساسى الماسى

وجوارح شمّت رائحة الآقدار الراسية
فى مكنون جنان الخلد الأبديّة

الشاهقة العاشقة للقاء الأمس
لن يؤتيها ما فيها من بريق
وسط حريق ملتهب من بعد
مسافات تطفأه أغلى حوريّة

هل تنظرين وتحتوين
قلب يعشق
أن يمتلك الآهات ؟
فعند لقاءات الهمس
تزغرد أطياف
تسمو فوق الحسّ
وتدقّ الأجراس
وتحبس أنفاس
وبعبق عطر
لكلم دافئ
غير العابئ
لأى مسافات

سنوات العمر
بعد الصبر
تحتاج حنان وبيان
ورهان للإنسان
فتعالى نعشق
منطق يروى
أن الفيضان من البحر
إلى الخلجان

ثم يفيض حنانى
عليك إليك
يا غالية
ياعالية وراضية
فى صبرنا بشقائنا
وقدرنا
تفيضين
تفيضين على القنوات

أحتويك وتحتوينى
يا كل زمانى وحنينى
أعكف أكتب أرشف
من عبق زهورك
عبرات

من غيرك سلوى ؟
لملم شظايا حمق زمان
ليس أمان
خطف العمر
ورشق المقذوفات

أحببت عطاءك
حتى شقائى وشقاءك
يامن بسمة ثغرك
صدقات

أحببت الطلّة والهلّة
وعيونك تنظر نحوى
تحتوى أنفاسى
تلغى أحيانا ناسى
تلغى مدادى وكراسى
نسمة لفتاتك وحيائك
عطائك كل حياتك
هم أجمل إحساسى

فلا تضنى عليّ
بهلاّتك
بعبق شذاكِ
وصلواتك
ففيها السلوى لكلانا
ورفع بلوى الحيرانا

نعيش كريش
طائر ثائر
من عادات
ليست ترياق
الأحزانا

فأنت الشابّة
وأنت شبابى
وأنت ملاذ من
عطر بسماء تمطره
نساء من حولى
يلوون العنق الهزاز

أعشق اسمك
أعشق رسمك
من وحى خيالى
قبل لقائى
فأنت امرأتى
قدرى
زوجة حبيبة
أختى أمى
أم أبنائى

تقاسمنا عذابات
زمان بالى
فأنت أرضى
وسمائى
ورجاء وصفاء ونقاء
وبقاء الحلم الغالى

جئتك يوم الحبّ
قلبى بين ضلوعى
يقفز ويشبّ
وآهات حيرى
من داخل أعماقى
تصبّ

فهل تدرين ما أهديكى ؟
لن أهديكى إلا هو
هو نفس الحبّ
نفس الحبّ