«فنجان الدم وليلى مراد وهدوء نسبى».. ثلاثة مسلسلات ستثير الجدل فى رمضان وربما تتسبب فى مشاكل لصناعها، فمسلسل «فنجان الدم» الذى يقوم ببطولته النجم السورى جمال سليمان والممثلة السورية ميساء المغربى وإخراج الليث حجو، متهم بأنه يثير النعرات القبلية ويحرض عليها لاحتوائه على إساءات لشخصيات وقبائل عربية معروفة تاريخياً، مما أدى إلى منعه من العرض على قناة «إم. بى. سى» فى العام الماضى بعد مشاهدة لجان الرقابة للحلقات السبع الأولى، وأمر وقتها الديوان الملكى لمملكة العربية السعودية بإيقاف العمل فورا ومنع عرضه لحين البت فى أمره رغم تكلفة إنتاجه التى تجاوزت الأربعة ملايين دولار، ولكن قررت قناة الـ«MBC» عرضه هذا العام رغم تخوفها من العمل، خصوصا أنه يركز على الصراع القبائلى وولاء القبائل البدوية، مضفرا ذلك بقصة حب بين «نورى الهزاع» و«عليا» ولكن يذهب هذا الحب ضحية حروب طاحنة تنشأ بين القبيلتين.
الفنان جمال سليمان يقول إن الإعلام بالغ فى هذا وقت تصوير العمل وتناقلت مواقع الإنترنت المعلومات التى تؤكد إساءته لعادات وتقاليد البدو، وهذا غير صحيح، فالعمل استند مؤلفه إلى دراسات وأبحاث لأنه لا يوثّق فقط للعادات والتقاليد، بل يوثّق لمرحلة مهمة من تاريخ البادية وما خلّفته على المنطقة ككل، حيث تدور الأحداث فى نهاية القرن الـ18 وبداية القرن الـ19 ومع تفكك الإمبراطورية العثمانية.
أما المسلسل الثانى فهو «هدوء نسبى» للمخرج شوقى الماجرى وتأليف خالد خليفة وبطولة عابد فهد ونيللى كريم وأميرة فتحى الذى يتناول دور الإعلاميين والمصاعب التى يواجهونها فى البؤر الملتهبة، فالعمل تدور أحداثه من قلب العاصمة العراقية بغداد قبيل الغزو الأمريكى لها عام 2003 حتى لحظة سقوطها وسيقدم من هناك قصة مشوقة عن أربعة صحفيين عرب يمرون بمصاعب جمة نتيجة إصرارهم على كشف الحقيقة، ومعاناتهم ليست من قنابل الجيش الأمريكى فحسب؛ بل أيضاً من أتباع نظام صدام حسين الممانعين لنقل صورة الحرب كما هى، وتتواصل أحداث المسلسل أيضا مع رصد حال العراقيين والعراق والنظام الحديدى الذى كان يحكم به العراق، ويتعرض أيضا لمعاناة المراسلين الحربيين والذين سيزج ببعضهم فى سجن أبوغريب، كما يتناول أيضا حوادث اختطاف وقتل الإعلاميين من قبل الطوائف المتنازعة.
يؤكد السيناريست خالد خليفة مؤلف مسلسل «هدوء نسبى» لـ«اليوم السابع» أن المسلسل يدخل مناطق شائكة بالفعل أهمها توضيح الخلافات المذهبية والعرقية التى كانت موجودة قبيل الحرب على العراق، معتبرا أن انقسام العرب أنفسهم حول الموقف من حرب العراق هو السبب فى أنهم لا يملكون الحياد اللازم.
جدل مسلسل ليلى مراد الذى كتبه مجدى صابر وتقوم ببطولته صفاء سلطان ويخرجه محمد زهير بدأت خلافاته قبل تصويره بين المنتج إسماعيل كتكت وابن الراحلة ليلى مراد، زكى فطين عبدالوهاب والذى كان يرفض تماما خروج عمل عن والدته، مؤكدا أنها أوصت بذلك ولكنه خسر القضية التى رفعها ضد المسلسل، إلا أنه مازال يتوعد مرة أخرى مع بداية عرض المسلسل، ويبدو أن الجدل سيستمر، خصوصا أن هناك مناطق شائكة فى حياة ليلى مراد لا يعلم ابنها زكى فطين عبدالوهاب كيف سيتم تناولها فى المسلسل، ومن بينها زواجها من رجل الأعمال وجيه أباظة، وثانيا علاقتها بأنور وجدى والتى وصفها البعض بالعلاقة الدراماتيكية حيث كان يرفض أنور وجدى أن تعمل ليلى مراد مع منتج غيره وعندما تمردت أطلق عليها شائعة تؤكد ولاءها التام لإسرائيل وتبرعها للحركة الصهيونية بـ 50 ألف جنيه، مما أدى وقتها إلى منع إذاعة أغانيها وأفلامها فى بعض الدول العربية، والمفارقة أن أنور وجدى هو الذى دفع ثمن هذه الشائعة حيث إن الأفلام التى تم منعها كانت من إنتاجه, فحياة الفنانة الراحلة مليئة بالأحداث والحكايات، والأزمات، والمناطق الشائكة، بداية من دخولها عالم الفن وهى بنت 12 سنة، وحتى اعتزالها عام 1955، وهى فى قمة تألقها.
أما فيما يتعلق بالطائفة اليهودية فى مصر والتى كانت موجودة فى الثلاثينيات والأربعينيات فيركز المسلسل على تفاصيل عديدة تخصها، ويجسد دور زعيم الطائفة اليهودية الفنان عبدالعزيز مخيون الذى أوضح لنا أن التركيز على الشخصية اليهودية داخل المسلسل وعلى الطائفة اليهودية هدفه بيان الفرق بين اليهود المخلصين المحبين لمصر واليهود الصهاينة الذين تركوا مصر وشوهوا صورة ليلى مراد بعد خروجهم منها وهذا قد يغضب الصهاينة.
لمعلوماتك....
◄4 جهات عربية اشتركت فى إنتاج «هدوء نسبى»
◄288 صحفيا قتلوا خلال تغطية حرب العراق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة