رغم أن إعلان الحكومة عن قرار نقل منطقة دباغة الجلود بسور مجرى العيون إلى منطقة الروبيكى تم فى 2008 ولم يحدث أى جديد بشأنه حتى الآن، فإن هذا القرار لازال مصدر قلق وكابوسا لنحو 70 % من أصحاب المدابغ.
«اليوم السابع» التقت عدداً من أصحاب المدابغ الذين أعلنوا رفضهم مجددا لقرار النقل بالصورة الحالية حيث ينص على أن المدابغ الجديدة ستكون لأصحاب المدابغ المرخص لهم فقط فى الوقت الذى لا يتعدى هؤلاء %30 من أصحاب المدابغ، أما الـ%70 فمستأجرون لها، وهو ما يعنى حدوث كارثة إذا تم تنفيذ قرار النقل بصورته الحالية حيث سيتم تشريد آلاف العاملين، بالإضافة إلى تعرض هذه الصناعة بأكملها للانهيار فى ظل المنافسة الشرسة مع الجلود المستوردة.
الغريب أن العاملين كشفوا لـنا أن هناك بعض التجار الكبار ومن أعضاء الغرفة أنفسهم وممن يملكون مدابغ فى المنطقة القديمة يقومون بأعمال بناء وتطوير لمدابغهم القديمة وفى مكانها القديم، على رأس هؤلاء حمدى حرب رئيس غرفة دباغة الجلود، إضافة إلى تكتم المحافظة والحكومة على اتخاذ أى خطوة بعد القرار، فكيف تطالب الحكومة بنقل المدابغ وفى نفس الوقت تسمح بإعادة بناء وترميم المدابغ القديمة؟
سيد خلف - تاجر جلود - أكد أن القرار نص على أن من لهم الحق فى الانتقال هم من لديهم تراخيص تثبت الملكية للمدابغ الحالية وهى الكارثة الكبرى حيث إن 70 % من المدابع ليس لديها ترخيص، وبالتالى لن تحصل على أى تعويض أعلنته الحكومة، وأضاف أن هناك ما يقرب من 100 ألف عامل على الأقل سيشردون بسبب قرار الحكومة للنقل دون تحديد عمل ومكان للأفراد العاملين بهذه الصناعة الكبيرة، واقتصار توفير النقل للحاصلين على الرخص والذين يمثلون نسبة ضئيلة من القائمين على هذه الحرفة.
أما هشام أحمد محمد -تاجر كيماويات- فانتقد قيام البعض بتجديد المدابغ القديمة، مشيراً إلى أن هذا يعد لغزا لا أحد يعرف مغزاه، فكيف يتم الإعلان عن النقل فى حين يقوم كبار أصحاب المدابغ بالبناء؟ وتساءل عن الجهة التى تعطى لهم هذه التصاريح وإن لم يحصلوا على تصريح فكيف تتركهم الجهات المسئولة يقومون بذلك؟ وأضاف: إذا كانت الحكومة تخطط للنقل فلابد من توفير بعض الأساسيات لأصحاب المدابغ، ومنها توفير الماكينات اللازمة حيث إن عملية النقل ستهدر ماكينات العمل والتى يتوقف معظمها عند الفك ولا يصلح مرة أخرى، ثانيا توفير القروض اللازمة لشراء الماكينات وإعادة دورة العمل من جديد، إضافة إلى عمل مدبغة نموذجية بمساحة معينة تخصص لمستأجرى المدابغ والذين لا يمتلكون رخصاً فى الوقت الحالى لضمان تأمين حياتهم العملية وحتى لا يخرج من عملية النقل هذه الكثير من العاطلين.
من جانبه قال حمدى حرب رئيس غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات أن عملية نقل المدابغ بها عقبات شديدة وأموال تصرف فى غير محلها ولا أحد يعلم أين ذهبت المنحة التى دفعتها الحكومة الإيطالية والتى تقدر بـ 250 مليون جنيه، ولم يتم بناء أى جديد فى منطقة الروبيكى بهذه الأموال سوى 29 مبنى يحتاج نصفها إلى إعادة نظر ولا تصلح لأى شىء والنصف الآخر 12 مدبغة فقط هى ما تم بناؤه، فى الوقت الذى تحتوى فيه منطقة سور مجرى العيون على 540 مدبغة وفقا لآخر حصر، وأكد حرب أن الغرفة تعد حالياً مذكرة ستقدمها إلى المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة للنظر والتحقيق فى أين ذهبت أموال المنحة ونحن واقفون محلك سر ولم يتم بناء أى جديد؟ مشيراً إلى أنه بهذا الشكل سنحتاج إلى 50 سنة أخرى لإتمام عملية النقل
.
وأضاف أن عملية النقل تتم بصورة عشوائية حيث إننا نحتاج إلى منطقة سكنية ووسائل لنقل العمالة الموجودة بالمدابغ والتى يقدر عددها بـ 25 ألف عامل أى نحتاج إلى 25 ألف وحدة سكنية.