صفوت صالح الكاشف يكتب: سر تحطم مروحية المارينز

الأربعاء، 26 أغسطس 2009 11:41 ص
صفوت صالح الكاشف يكتب: سر تحطم مروحية المارينز - صورة ارشيفية -

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المروحية أو الهليوكوبتر هى طائرة الأداء السهل الممتنع، حيث تقوم بمهام لا تستطيع غيرها من الطائرات القيام بها، ولكن بدرجة من الخطورة أكبر نسبيا.

خذ مثالا لمروحية الأباتشى أمريكية الصنع، حيث إنها تستطيع أن تطلق صاروخا من مسافة كبيرة، ويكون موجها توجيها دقيقا بحيث لا يخطئ هدفه إطلاقا.

تفنن صانعو المروحيات فأنتجوا منها طرزا متعددا، فمنها القادر على حمل المدرعات والآليات، ومنها مأتم تجهيزه للإبرار، ومنها ما يستخدم فى البحرية، بحيث تستطيع الوقوف على سطح الماء دون أن تغرق لما زودت به من عائمات بدلا من الإطارات المعتادة.. إلخ.

أهم ما يميز المروحيات هو قدرتها على الطيران العمودى، وهذه ميزة، بل والثبات فى الجو وتلك ميزة أخرى، فهى هنا كالمنصة.

فكرة المروحية بسيطة، وتعتمد على وجود مروحة أفقية كبيرة جدا أساسا (علاوة على مروحة الذيل) المروحة الأفقية توجد أعلى الطائرة، وتدور بسرعة هائلة فينساب الهواء بقوة أسفل الطائرة، وهذه القوة تتعادل مع وزن الطائرة، أو أكبر قليلا، مما يؤدى إلى ارتفاع الطائرة وطيرانها محلقة فى الجو، ويبدو الأمر هنا كما لو كان هناك بساطا سحريا يحمل الطائرة.

ها هى طائرة المارينز(مشاة البحرية الأمريكية) تقترب من سطح حاملة الطائرات وتنشد الهبوط الآمن كالمعتاد، ولكن بمجرد اقترابها من السطح وعند حافته وهى مازالت فى الهواء يحدث ما لا يخطر على البال.

الطائرة تسقط فجأة فى الماء بعد أن مالت قليلا على أحد جانبيها، فحاملة الطائرات بمثابة مدينة عائمة، يمكنها أن تحمل عشرات الطائرات المقاتلة، وعلى السطح يوجد مدرجات الهبوط لمثل هذه الطائرات.

يتم إنقاذ طاقم الطائرة على الفور، فالإمكانيات ماثلة، والاحتمالات مدروسة، ولا يترك شىء للصدفة.. يتم دراسة أسباب سقوط الطائرة، فلا يمكن السماح بتكرار مسألة كهذه.

كانت نتائج الدراسة على النحو التالى: لا يوجد أى سبب ظاهر لسقوط الطائرة، ولا يوجد أدنى شبهة تخريب، ولا أى احتمال للإهمال من قبل الطيار ومساعده.

قام فريق البحث العلمى بعمل رسوم محاكاة حاسوبية (جرافيكس) للطائرة، عند نقطة سقوطها فى البحر.. فكانت النتيجة عجبا: الطائرة عند وصولها أفقيا للحد الفاصل سطح / بحر، يحدث اختلاف لقوى الدفع أسفلها، لاختلاف الأسطح فهذا للسطح، وذاك للبحر فمالت واختل اتزانها، وتمزق بساطها الهوائى (السحرى) فسقطت، وبدا الأمر للعيان كما لو كان السقوط بلا سبب!!.

السؤال الآن: كيف يمكن تلافى مثل هذا الحادث مستقبلاً؟
الإجابة ببساطة: يجب على الطيار أن يصل إلى السطح رأسيا لا أفقياً، ويتلافى الحافة الخطرة، ثم يبدأ فى الهبوط ، وهذا الهبوط يجعل البساط الهوائى أسفل الطائرة فى حالة تجانس فلا يتمزق، ولا تسقط الطائرة تارة أخرى.

وهذا الحل يناسب المروحيات على وجه الخصوص، تلك التى تستخدمها جميع الجيوش فى العالم، والخبرة إلى استطراق وامتداد بين الدول وبعضها البعض.. بالطبع.. فالشأن عام وليس خاص كما أرى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة