وسط حالة من التعتيم الإعلامى، تسير صفقة الأسير الإسرائيلى جلعاد شاليط والأسرى الفلسطينيين بخطى مثمرة نحو إنجازها، ويأتى هذا التطور كما يؤكد مصدر من حركة حماس بعد دخول ألمانيا على الصفقة فى الوساطة مع القاهرة وقيام وفد ألمانى بزيارة لكل من إسرائيل ومصر منتصف الأسبوع الماضى، بالإضافة إلى زيارة مسئول مصرى أمنى كبير إلى إسرائيل.
وأشار المصدر إلى أن هناك تقدما بهذا الملف ولكنه لم يصل بعد إلى صيغة نهائية متفق عليها لتنفيذها ولا يعد نقطة انطلاق جوهرية، ملفتا إلى أن زيارة القيادى محمود الزهار أمس إلى القاهرة للقاء مسئولين أمنيين مصريين يأتى بالدرجة الأولى للتفاوض حول آخر التطورات فى قضية شاليط. وتأكيدا على الحراك الذى تشهده الصفقة ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت ظهر اليوم الأربعاء أن وفدا من كتائب القسام الجناح العسكرى التابع لحركة حماس، غادر قطاع غزة متوجها الى القاهرة للبحث فى إتمام الصفقة.
واعتبرت الصحيفة أن وقوف الجعبرى على رأس الوفد يؤكد على تقدم كبير فى المفاوضات، والقرب من التوصل لاتفاق اتمام الصفقة، خاصة أن الجعبرى تواجد فى القاهرة أول مرة فى نهاية ولاية حكومة أولمرت والتى شهدت المفاوضات آنذاك تقدما كبيرا كاد يفضى لإتمام الصفقة التى توقفت فى اللحظات الأخيرة.
وكشف مصدر فلسطينى لليوم السابع أنه تم التغلب على قضية المعتقلين المبعدين، والتى كانت من أهم المعوقات أمام إتمام الصفقة، حيث طالبت إسرائيل بتحديد إقامة بعض المعتقلين بعد الإفراج عنهم خارج الأراضى الفلسطينية، وعرضت بعض الدول استضافتهم مثل سوريا ودول أوروبية أخرى.
فى السياق نفسه، أكد المحلل السياسى الفلسطينى دكتور سمير غطاس أن هناك تقدما ملحوظا يشير إلى أن الصفقة فى طريقها إلى التنفيذ، بعد أن توقفت فى أعقاب تدخل أطراف خارجية لعرقلتها، خاصة وأنه مبرر لزيارة الزهار عقب تأجيل الجولة الأخيرة للحوار سوى المباحثات حول ملف صفقة شاليط وتأتى زيارته لدمشق عقب القاهرة للتباحث بين قيادات حماس فى الداخل وقياداتها فى الخارج بدمشق حول الجديد الذى طرح على الملف.
وأوضح غطاس أن قضية "شاليط" أمر هام جدا للإدارة المصرية، حيث إنها تمثل جزءا من استراتيجية مصرية وضعتها القاهرة لحل القضية الفلسطينية تبدأ باطلاق سراح جلعاد شاليط، ثم إعلان الهدنة فتحقيق المصالحة الفلسطينية، ولفت إلى أن دخول ألمانيا على ملف الصفقة ربما يكون من أهم الأسباب التى حركت الأمور بعد توقفها منذ فترة. وأوضح غطاس أن الوقت بالنسبة لحماس ربما يكون ملائما لإتمام الصفقة، خاصة بعد شعورها بالحرج نتيجة تراجع شعبيتها خاصة بعد أحداث المصادمات الأخيرة فى قطاع غزة وإحراز أى تقدم فى الصفقة سيعمل على استعادة ما فقدته.
وأشار إلى أن دخول ألمانيا على صفقة شاليط كان سببا فى إحراز هذا التقدم، وذلك نظرا لما تتمتع به من علاقات مع الطرف الإيرانى والذى يمثل طرفا قويا غير مباشر فى الصفقة لما لها من سلطان على حركة حماس، وفسر غطاس دخول الصفقة لهذه المراحل المتقدمة بنجاح ألمانيا فى اتمام صفقة أخرى بالتوازى مع إيران أعطت على أثرها إشارات التحرك الإيجابى لحماس. وأضاف أنه ربما عرضت ألمانيا على إيران عدم الاشتراك فى فرض عقوبات اقتصادية عليها أو قد تكون أبرمت معها صفقة بترول جديدة وربما هناك صفقة أخرى.
صفقة إيران وألمانيا وزيارة وفد كتائب القسام للقاهرة.. مؤشرات تؤكد قرب الإفراج عن شاليط
الأربعاء، 26 أغسطس 2009 11:12 م