قالت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية، إن تعنت السلطات المصرية ضد حزب الوسط ورفض منحه الترخيص هو أحد السلوكيات الشاذة للنظام المصرى، مشيرة إلى أن الأمين العام للحزب الوطنى الديمقراطى صفوت الشريف هو رئيس لجنة شئون الأحزاب التى تمنح التراخيص للأحزاب، وهذا يعنى أن الحزب الحاكم يختار منافسه بنفسه.
وتؤكد الصحيفة أن هذا الوضع لا ينبغى أن يستمر بهذا الشكل إذا كانت السلطات المصرية جادة فى حديثها حول الإصلاح السياسى. وأشارت الصحيفة إلى ملتقى جمال مبارك مع الشباب على الإنترنت، حيث تصور جمال وجود ثلاثة أحزاب فى مصر تنافس الحزب الوطنى الحاكم، وترى الصحيفة أن هناك سؤالا ملحا وهو: كيف يمكن لمصر الانتقال من الوضع الحالى إلى وجود حزب واحد من الثلاثة الذين تصورهم جمال ينافس بقوة، فالحزب الوطنى يهيمن بقوة ويضمن الحد الأدنى من المنافسة.
وعلى ما يبدو أن كلا من الحزب الحاكم أو الحكومة الموالية له لا يملكان أى خطط لإصلاحات قادمة كما يبدو أنهم ليس لديهم رؤية لكيفية التعامل مع الإخوان المسلمين ولا يوجد رغبه فى إيجاد وسيلة للتعامل معهم أبعد من سياسة الباب الدوار المتمثلة فى الاعتقالات والإفراج عن أعضائها.
ويقول الحزب الوطنى إنه ليس خطأه أن الأحزاب السياسية الرسمية فى البلاد ضعيفة ولا تلقى أى دعم شعبى غالبا، وترد الفايننشيال أن الضعف الذى انتاب هذه الأحزاب جاء نتيجة لعقود من القوانين المقيدة للحريات التى أعاقت قدرتها على عقد المقابلات العامة أو تجنيد أنصار لها والوصول إلى الناس وهذا جعلها غير قادرة على تجديد نفسها من خلال استقطاب أعضاء من الشباب.وعدم وجود منافسة حقيقية، بالإضافة إلى انتشار تزوير الانتخابات، أدى بدوره إلى قلة عدد المصريين الذين يهتمون بالتصويت فى الانتخابات وبالحياة السياسية، فلقد أظهر استطلاع رأى أجرى مؤخرا أن إقبال الناخبين على التصويت لا يتعدى الـ 30% وأن نسبة الشباب المشارك فى الحياة السياسية 8% فقط، ونقص الاهتمام هذا يشكل خطرا على الحكومة والحزب اللذين رفعا لواء الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى والتعليمى.
وتشير الصحيفة إلى أن التليفزيون المصرى يمتلأ حاليا بإعلانات حكومية تحث المواطنين على دفع الضرائب والاعتناء بالممتلكات العامة، مثل الحملة الداعية لحفظ النظام فى خطوط سكك الحديد، وبمعنى آخر فإن الحكومة تريد من المواطنين أن ينضجوا ويتصرفوا مثل أفراد المجتمعات المتحضرة، وتتوقع الصحيفة أن تتوج جهود الحكومة هذه بالفشل، فمن الصعب أن تنجح هذه الخطط ما لم يرافقها تغيير سياسى يدفع المصريين للمشاركة الحقيقية فى بناء مستقبلهم.
أخبار متعلقة..
الشريف: "ملناش" مصلحة فى رفض الوسط والقرار تم بالقانون
الفايننشيال تايمز: رفض حزب الوسط هو أحد السلوكيات الشاذة للنظام المصرى
الأربعاء، 26 أغسطس 2009 06:55 م