علقت صحيفة معاريف الإسرائيلية على اهتمام الحكومة المصرية المفاجئ بترميم معبد موسى بن ميمون اليهودى، المتواجد فى القاهرة، قائلة إن الترميم والاهتمام المفاجئ بالمعبد ما هو إلا هدية من تحت الطاولة يمنحها وزير الثقافة فاروق حسنى إلى إسرائيل ليضمن وصوله إلى رئاسة منظمة اليونيسكو.
واعتبر الكاتب الإسرائيلى جيكى حوجى فى صحيفة معاريف، أن تصريحات زاهى حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، التى أعلن فيها بدء أعمال الترميم والإصلاحات الكبرى فى معبد موسى بن ميمون اليهودى، بجانب رصد ملايين الدولارات لترميم باقى الآثار اليهودية الموجودة بمصر، جعلت إسرائيل تعرب عن دهشتها لإعلان مصر عن بدء أعمال الترميم فى هذا الوقت، ولكن ليس هناك ما يدعو للدهشة والتعجب لأن ترميم المعبد اليهودى فى القاهرة وبقية الآثار، لن يأتى من قبيل والصدفة، ولكنه هدية من تحت الطاولة من وزير الثقافة فاروق حسنى، للحكومة الإسرائيلية.
ورأى الكاتب أن وزير الثقافة فاروق حسنى أراد أن يقدم هذه الهدية لإسرائيل، لأنه يطمع فى الوصول إلى منصب مدير عام منظمة اليونيسكو، وتأتى الهدية كجزء من الصفقة السياسية التى أبرمها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مع الرئيس مبارك حتى ترفع إسرائيل اعتراضها على ترشيح فاروق حسنى لرئاسة منظمة اليونيسكو.
وأكد الكاتب أنه وفقاً للصفقة التى تمت بين نتانياهو والرئيس مبارك خلال اجتماعهما الأخير فى 11 مايو الجارى فى شرم الشيخ، قام نتانياهو بإيقاف الحملة التى كانت تحضر لها الخارجية الإسرائيلية والمنظمات اليهودية فى جميع أنحاء العالم، لمناهضة ترشيح الوزير فاروق حسنى إلى منصب مدير عام منظمة اليونيسكو.
وهى الحملة التى كانت تسعى لاتهام الوزير فاروق حسنى بمعاداة إسرائيل، بعدما أعلن العام الماضى فى مجلس الشعب عن استعداد لحرق الكتب الإسرائيلية الموجودة فى المكتبات المصرية، وعندما أعلن أنه يرفض التطبيع مع إسرائيل إلا بشرط عقد اتفاق سلام مع الفلسطينيين، بجانب وصفه لليهود بأنهم غير مثقفين وسارقون للتراث الثقافى من الدول الأخرى.
كما أشار الكاتب الإسرائيلى إلى أن فاروق حسنى، الذى يشغل منصب وزير الثقافة منذ 22 عام، يريد تحسين علاقته مع إسرائيل ومع اليهود من أجل الوصول لليونيسكو، لهذا وافق على السماح للمركز القومى للترجمة بالبدء فى ترجمة كتب وأعمال أدبية إسرائيلية إلى اللغة العربية، وتم هذا من خلال إعطاء الضوء الأخضر لترجمة كتابين إسرائيليين للكاتبين عاموس عوز ودافيد جروسمان.
وأخيراً قال الكاتب إن د.زاهى حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ادعى فى مؤتمر صحفى لترميم الآثار اليهودية فى القاهرة، أن مصر بدأت فى أعمال ترميم الآثار اليهودية منذ وقت طويل، كما دافع حواس عن رئيسه، وزير الثقافة فاروق حسنى، وقال إن أعمال ترميم الآثار اليهودية بدأت قبل قيام فاروق حسنى بترشيح نفسه إلى مدير منظمة اليونيسكو.
وفى المقابل، علق مصدر بالخارجية الإسرائيلية على بدء مصر فى ترميم الآثار اليهودية، قائلا إن مصر لم تتذكر الآثار اليهودية إلا فى وقت متأخر للغاية، ولم تبدأ فى الإعلان عن هذه الترميمات إلا عندما أراد وزير الثقافة فاروق حسنى الترشيح إلى منصب مدير منظمة اليونيسكو التابعة لهيئة الأمم المتحدة.
الجدير بالذكر أن العديد من الصحف لوس أنجلوس تايمز الأمريكية، علقت على ترميم الحكومة المصرية لمعبد موسى ابن ميمون، قائلة إن ترميم المعبد اليهودى يفسر على أنه محاولة من قبل وزير الثقافة، فاروق حسنى، المرشح لمنصب مدير عام اليونسكو للحصول على الاعتراف الدولى وضمان عدم اعتراض إسرائيل على رئاسته لهذه المنظمة.