سيد عبد الخالق يكتب:رسالة انتحار

حينما كنت غارقا فى بحر همومى وأحزانى على أحوال بلدى وضاقت بى الدنيا شعرت برغبة فى تصفح شبكة الإنترنت ومعرفة أخبار العالم وعندما دخلت على تلك الشبكة الكبيرة وجدت رسالة مرسلة لى من أحد أصدقائى ولكنها لم تخفف همومى، بل زادتها دموعا وهموما وجاء فيها:

إليك صديقى العزيز...... أرسل إليك رسالتى بعدما اشتد على اليأس وامتلكنى السخط والغضب وفشلت فى أن أجد لنفسى مكانا وسط هذا البلد.

أكتب إليك صديقى العزيز وأنا الآن أشعر بالارتياح لما سأفعل لأنه لم يعد لى درب إلا دربى هذا, ولن يكون لى مكان وسط حالة الهذيان التى يمر بها شعبنا المسكين الذى طالما جرح بسكين الفقر والجوع.

أكتب إليك صديقى بعدما ضاق الحال وانتشر الفساد وأصبحنا فى دنيا الانحناء وكل شىء قد انتهى.

أكتب إليك صديقى بعدما طلبت حقوقى فى هذا البلد ولم أجد إلا السوط والرصاص، طلبت مكانا وزمانا ولم أجد إلا ظلما وطغيانا.

أكتب إليك صديقى العزيز وأنا أعلم كم سيشتد حزنك لأوجاع كلماتى ولكن لا تهتم بتلك الأوجاع فرسالتى هى رسالتى لم ولن تكن إلا "رسالة انتحار".

وإلى اللقاء فى جنة ليس بها حاكم إلا هو الكبير المنتقم, وليس بها حكومات فاشلة فاسدة, ولا أسواط ولا طلقات, بل فيها جزاء لكل فرد على عمله إما أن يصبح سعيدا أو يصرخ من عذابه بآهات.

من صديقك.. شباب مصر!!