أحمد صلاح الدين يكتب:أن تبيع اسمك مقابل خنزير

الثلاثاء، 25 أغسطس 2009 11:39 ص
أحمد صلاح الدين يكتب:أن تبيع اسمك مقابل خنزير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل فكرت يوماً أن تغير اسمك الذى ولدت به أو اسم أبيك الذى شقى لتربيتك مقابل أى مكسب مادى؟ أيضا ماذا لو كان هذا المكسب خنزيراً؟

لا تتعجب فالكثيرون من الفقراء فى قرية أوغندية وافقوا ببساطة كبيرة على هذا المطلب الغريب الذى سألهم إياه فنان دانماركى يدعى كريستيان هورنسلث Kristian Von Hornsleth؛ فقد منح خنزيراً لكل مزارع وافق على تغيير اسمه فى الأوراق الرسمية وبشكل نهائى إلى هورنسلث، وسريعا تحول سكان القرية معظمهم إلى ذلك الاسم بل إن اسم القرية نفسها تغير ليصبح قرية هورنسلث.

الحكومة الأوغندية أثار استياءها هذا المشروع، وقال بعض المسئولين فيها إن من يريد المساعدة حقا لا يضع شروطا.

لكن على الطرف الآخر، غضب المزارعون الذين رأوا فائدة من المشروع، فالرجل لم يطلب منهم الكثير مقابل الخنازير التى منحهم إياها، فقط، تغيير الاسم والوقوف أمام كاميرته لتسجيل بعض الصور. أما حكومتهم التى لا تساعدهم بنفس القدر والتى ترى فى معونة الفنان الدانماركى لهم إهانة كبيرة، هذه الحكومة نفسها تتلقى معونات ومنحاً خارجية تقدر ببليون دولار سنويا، وهو ما يعادل تقريبا نصف ميزانية الدولة.

أحد المزارعين يقول انظر لقد تركت الفقر وأصبحت غنيا، هذه الخنازير لى، وثمة اثنان هناك أيضا وبعض الأبقار.. إننى أستطيع عمل شيش كباب، لحم الخنزير يعطيه طعما رائعا.

إلى هنا لم تنته فصول الرواية، لم تكن تلك إلا البداية أما النهاية – تقريبا – فكانت فى كوبنهاجن، حيث أقام هورنسلث معرضا لصوره الفوتوغرافية التى التقطها فى القرية الأوغندية وأطلق على هذا المعرض اسم : "نحن نستطيع مساعدتك، لكننا نريد امتلاكك" (We Can Help You, But We Want To Own You ) كانت هذه الرسالة التى أراد الرجل إيصالها للدول المتلقية للمعونات: لا شىء مجانى.

غضبت الحكومة الأوغندية لاستخدام علمهم الوطنى وصورة طائرهم الوطنى على بطاقات الدعوة للمعرض، اعتبروا ذلك إساءة بالغة، ومن صدرت عنه غير مرحب به فى أوغندا، وأصدر وزير الأخلاق الأوغندى تصريحات وصف فيها هورنسلث بأنه شاذ جنسيا ومختل عقليا وعنصرى بذىء.

وعلى النقيض ما زال سكان القرية يعتبرون ما فعلوه مجرد مقايضة، والبعض يخبرك إن هورنسلث غير اسمه الأخير ليصبح اسما أوغنديا (berunji)، لكن المؤكد إن هذا المشروع الذى بدأ فى يونيو 2006 وانتهى بإغلاق السلطات له فى أكتوبر من نفس العام، استمر أربعة أشهر وزع خلالها 270 خنزيرا و70 نعجة، فى مقابلهم غيرت قرية كاملة والعشرات من سكانها أسماءهم وسيظلون يحملون الاسم الغربى هم وأبناؤهم وأحفادهم إلى ما لا نهاية






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة