استطاع الفنان ممدوح عبد العليم أن يجذب المشاهدين مجدداً إلى مسلسل "المصراوية2" بأداء سهل ممتنع، و كأن الدور كتب منذ اللحظة الأولى له ولا يستطيع أحد أن يحل محله، وهذا ليس تشكيكاً فى إمكانيات الفنان هشام سليم الفنية أو لتقصير منه، ولكن لأن أدوار العمودية والصعايدة دائماً ما يشعر المشاهد أنها مكتوبة خصيصاً له، حيث يبرع فى أدائها كأنه ولد عمدة فى إحدى قرى الصعيد.
لذلك عندما اعتذر الفنان هشام سليم ورشح بدلاً منه ممدوح عبد العليم، الجمهور لم يتضايق بل بالعكس فرح بهذا الترشيح وشعر أن هذا هو الفنان المناسب فى الدور المناسب، على عكس المتعارف عليه عندما يرفض الجمهور دائماً الترشيحات الثانية للمسلسلات مهما كانت نجوميتها، مثلما حدث عند استبدال أثار الحكيم بإلهام شاهين فى "ليالى الحلمية" فلم يتقبل الجمهور إلهام رغم حسن أدائها للدور، وأيضاً رفضهم لجيهان نصر بدلاً من فايزة كمال فى "المال والبنون"، والأمثلة كثيرة على ذلك وأقربها رفضهم لميس حمدان أن تحل مكان غادة عادل فى نفس المسلسل "المصراوية2".
لكن المسألة اختلفت تماماً ولأول مرة بالنسبة لممدوح عبد العليم، حيث شعر الجمهور منذ الحلقة الأولى أن هذا هو الأداء الذى كان يبحث عنه للعمدة فتح الله الطحان، منذ الجزء الأول ولم يجده إلا مع بداية حلقات الجزء الثانى، حتى أداء الفنانة سميحة أيوب اختلف تماماً عن الجزء الأول حيث زاد تألقاً، وكأنها كانت تبحث عن ابنها الضال ولم تهدأ حتى عثرت عليه، وكأنها تنتظره يعود إليها منذ مسلسل "الضوء الشارد" والذى قدما به أروع مثال للأم وابنها فى الأعمال الدرامية، حيث جعلتنا نشعر فى هذا العمل أن ابنها الذى غاب عنها لسنوات طويلة عاد إليها من جديد واستقبلته بكل حفاوة وحنان.
ولا أقصد من هذا الكلام أن أقلل من أداء الفنان هشام سليم، فهو فنان كبير وأداؤه التمثيلى لا غبار عليه، و لكن لا يستطيع أحد أيضاً ألا يتوقف عند الأداء السلس المرن الذى قدمه ممدوح فى المسلسل، والذى جعلنى لم أشعر للحظة أنه بديل لأحد، بل شعرت أن المسلسل بدأ به منذ اللحظة الأولى وسينتهى عنده، فاختيار المخرج إسماعيل عبد الحافظ لممدوح كان فى منتهى الذكاء، وعلم كيف يعوض غياب غادة عادل عن الدور، بفنان استطاع جذب كل المشاهدين منذ الوهلة الأولى لرؤيته فى العمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة