مصطفى زهران يكتب: إشكالية العلاقة بين حماس والتيارت الإسلامية

الإثنين، 24 أغسطس 2009 12:56 م
 مصطفى زهران يكتب: إشكالية العلاقة بين حماس والتيارت الإسلامية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"كثرت الدراسات وانعكف الخبراء فى الآونة الأخيرة على تحليل ظاهرة التنامى المتزايد للفكر السلفى وسط الحركات الإسلامية الأصولية وخاصة الراديكالية منها والتى تعتمد بشكل مباشر فى مرجعيتها على التأصيل لفهم سلف الأمة ومحاولة تطبيقه على الواقع للخروج من هذه التبعية الفكرية والمنهجية للغرب الكافر كما تتحدث أدبياتهم، وتحاول مواقعهم الإلكترونية التعبير بالصوت والصورة عن أفكارهم وكتبهم حتى صارت فى متناول الجميع فى ظل التقنيات الإعلامية الحديثة، وتم تطبيق الجانب النظرى فى ميادين متعددة خاصة الجهادية منها؛ كما يقولون؛ بداية من أفغانستان والشيشان مرورا بالعراق وانتهاء بالمغرب العربى حتى صارت جزءا لا يتجزأ من التيار الجهادى العالمى... والتى باتت تقترب الآن بشدة من قطاع غزة بصوره خاصة وفلسطين بصورة عامة"

ربما كان المشهد الأخير فى قطاع غزة الذى يقع تحت سيطرة حركة المقاومة الإسلامية حماس ثمرة هذا التنامى المتزايد لهذا التيار ووجوده على الساحة الإسلامية بقوه؛ حيث قامت قوات الأمن التابعة للحركة بالهجوم على مسجد يقع تحت سيطرة جماعه سلفية تطلق على نفسها جند الله وقتل أميرها عبد اللطيف موسى الذى أعلن ميلاد الإمارة الإسلامية فى أكناف بيت المقدس قبيل سويعات من مقتله على أيدى رجال الشرطة فى حكومة حماس، وتم قتل عدد كبير من الفريقين وفرار البعض من الجماعة خارج قطاع غزة.


يدفعنا هذا المشهد المأساوى الذى أنكره الكثير من الدعاة ورجال الفكر وعلماء الدين على الفريقين هذا أن نطل على الساحة الداخلية فى هذا القطاع البائس لمعرفة حجم التواجد الفعلى لهذه الحركات وخريطة الجماعات الإسلامية هناك قبل البدء بتحليل الأسباب والدوافع وإبراز النتائج.. وانعكاساتهما على مستقبل القضية الفلسطينية فى ظل هذا التجاذب والتنافر بين الحركات الأصولية فى غزة فلكل رؤيته وأيديولوجيته وخطته التى تختلف كليا وجزئيا عن الآخر فى ظل اتهام بعض من هذه الحركات للأخر فى السبب فى ضياح القضية الفلسطينية وإقامة الحكم الإسلامى وتطبيق شرائعه من أجل دونمات يتقاتلون عليها ويطبق عليها قوانين علمانية لا تعرف الشريعة وتعطلها كما يقولون.


حماس هى كبرى الحركات الإسلامية ليس فى القطاع وحسب بل فى فلسطين بأكملها منذ نشأتها فى الثمانينات ولمعت فيها أسماء كالشيخ أحمد ياسين ومحمود الزهار والشيخ أحمد بحر وعماد الفالوجى وغيرهم وقاما بأعمال جهادية منذ بزوغ نجمها حتى هذه اللحظة ضد الكيان الصهيونى إلا أن حماس تسعى جاهدة إلى أن تقدم نفسها للعالم على كونها منهجا وسطيا له مشروعه الخاص ضد الاحتلال ومنذ انتخابات عام 2006 واجتياحها الانتخابات على حساب حركه فتح وهى تحاول أن تقدم مشروعها فى غزة على كونه دوله إسلامية تنتهج المنهج الوسطى وتقبل الآخر ومشروعها الجهادى ضد الكيان الصهيونى ليس إلا.


جيش الإسلام: أسسها مسلحون من عائلة دغمش، وكانت فى الماضى يدا بيد مع حماس قبل أن يدخلا فى تصادم وقتال فيما بينهما، فعملية خطف الجندى الإسرائيلى شاليط والتى مازالت حماس تراهن عليها لفك أسرى الكثير من الأسرى الفلسطينيين القابعين فى سجون الإسرائيليين كانت عملية مشتركه بين حماس وجيش الإسلام فى منتصف 2006م، يعرفون أنفسهم بأنهم سلفيون جهاديون ومنظروها يتشدقون بأسماء ورموز ومفكرى القاعدة أى أنها تتعاطف بقوة مع تنظيم القاعدة وتتلقى تعاليمها من كتب السلف وخاصة ابن تيمية وأعدادهم ليست بالكبيرة ويفتقرون إلى وجود هيكل تنظيمى.

ومن خلال أدبياته التى يطرحها نتعرف أكثر على أفكاره فهو يذكر فى بياناته أنه لا يجاهد من أجل قطعه أرض وحدود وهمية لا حدود لها قاصدا ولو بالإشارة حماس، ولا من أجل القومية والحزبية؛ فجهادنا- على حد قولهم- أسمى من ذلك بكثير فهذا الدين لا ينتصر بجيل نخرته الشهوات أنهكته الملذات.

"جماعة أنصار السنة "أو "جماعة جلجت": عرفت بين أهل القطاع بجماعة جلجلت وهى تنتمى للسلفية المتشددة أيضا ورئيسها مطلوب لدى الأجهزة الأمنية التابعة لحركة حماس ويدعى محمود طالب "أبو المعتصم"الذى أعلن صراحة فى لقاءات صحفيه انتماءه وارتباطه الروحى والتنظيمى بالقاعدة وقرب مبايعته للشيخ أسامه بن لادن.

ظهرت بقوه على الساحة حينما دخلت حركة حماس الانتخابات التشريعية 2006م والتى على إثرها فازت بالانتخابات على حساب فتح، فقامت بتحريم الدخول فى مثل هذه الانتخابات التى وصفتها بالعلمانية الخارجة عن تعاليم الشريعة الإسلامية على حد قولهم، الأمر الذى دفعهم لإصدار بيانا يحرم فيه الانخراط فيها وكانت بذلك بمثابة الشرارة الأولى التى أطلقت نيران التصادم بينها وبين حركه حماس.

ينظرون لحركة حماس على كونها حركة وطنية سياسية تسعى للاشتراك فى البرلمانات السياسية أكثر من كونها حركة إسلاميه تسعى إلى تحكيم الشريعة.
*جند أنصار الله: كان ميلادها الأول فى أواخر2008م أى أنها حديثة العهد تنظيميا والمقربون من هذه الجماعة دائما ما يلصق بهم التبعية الأيدلوجية لتنظيم القاعدة بالرغم من نفى قادتها وأتباعها لذلك.

قائدها عبد اللطيف موسى المعروف بـ«أبو النور المقدسى» الذى قتل على يد قوات حماس حينما خطب خطبته الأخيرة والتى تضمنت ميلاد إمارة الإسلام فى بيت المقدس فى مسجدهم الشهير "ابن تيمية"والذى أرسل من على منبره رسائل تهديد ووعيد لقيادة حركة حماس من مغبة الهجوم عليه والنيل من جماعته القابضين على الجمر- كما وصفهم- الأمر الذى انتهى بمقتله هو وبعض إخوانه وفرار الكثير من جماعته وسط تهديدات لأتباع هذه الجماعة والمتعاطفين معها بالرد السريع على مقتل زعيمهم المقدسى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة