التطبيع: تطبيع يحمل شعار "اعرف عدوك" وليس شعار "أدفن رأسك فى الرمال كالنعام"، التطبيع المطلوب هو تطبيع مواجهة العقل للعقل والعلم للعلم والحجة للحجة، وليس تطبيع العواطف والمشاعر والأحاسيس.
التطبيع المطلوب هو تطبيع إثبات حسن النوايا من أجل تحقيق سلام عادل وشامل ودائم، وليس تطبيع المعاهدات والاتفاقيات والمباحثات.
التطبيع مرفوض فى أية لحظة عذر أو خيانة، والأكثر منه رفضاً هو الخضوع للدعاية المغرضة سواء بالمبالغة فى قوة العدد وإمكانياته، فنرتعد منه ونصاب بالإحباط دون داع أو بالتهوين من شأنه وقدراته ونستهتر به ونهزأ منه دون معنى، وسواء بتصوير مجتمعه على أنه جنة الله فى الأرض، فتضعف أمامه، أو تصوير هذا المجتمع على أنه الجحيم فيركبنا الغرور.
ورفض التطبيع على إطلاقه وبشتى صورة يعمى عيوننا أكثر ويصم أذاننا أكثر ويغلق عقولنا أكثر فلا نعرف عن العدو ما يعرفه عنا، فهو يدرس كل شىء عنا، أغانينا وأناشيدنا وأفلامنا ومسرحياتنا يرددها وينشرها ويذيعها بهدف التأكد من نقاط ضعفنا وقوتنا، أما نحن فلا نعرف عنه شيئاً، فروايات ومسلسلات المخابرات والجاسوسية لا تكفى.
وهناك فيلم Agulf between us حاجز بيننا، الذى عرض فى مهرجان الإسماعيلية الدولى الرابع ومخرجه خالد الحجر، وهو الممثل وكاتب السيناريو فى الوقت نفسه، واختيار أحداثه عام 91 قبل حرب الخليج وظهور صدام مع عرفات واليهود يبصقون عليهما، وبرغم أن المخرج خالد الحجر قد ولد فى السويس، ولكن فيلمه "حاجز بيننا" هو فيلم تخرجه من المدرسة القومية للفيلم بانجلترا.
وهل الفيلم كان على حساب ومضمون القضية الفلسطينية، وما مبرر دونية عمل وأخلاق الفتى المصرى العرب المسَلم فى مقابل جمال وجاذبية الفتاة اليهودية ومهارتها فى العزف وسعيه بكل شكل للاقتراب منها، بداية من شراء كتاب الأطعمة اليهودية المقدسة وتبرعه بالمال للصندوق اليهودى، وحتى فى وقت المعاشرة الجنسية تبدأ بالوضع الطبيعى ثم تعلوه فجأة وهو مستسلم لها سعيد بها، وقد استسلم وبلغ استسلامه درجة عالية عند طلبه منها أن تخفى نجمة داود، فترفض بل تصفقه على وجهه، السؤال أليس هذا تدعيم لصورة يفرضها اليهود على العرب والشاب العربى المسلم نموذج لها والفتاة اليهودية السوبر نموذج للحضارة، نحن ندعم صورتنا بأيدينا فلا عجب من تصوير اليهود لنا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة