الأدب المصرى القديم من أروع وأصدق وأبلغ ما ترك لنا أجدادنا الفراعنة، فهو أدب بحق وحقيقى، فكان المصرى القديم يهتم بشتى أنواع الأدب والتأدب، ويملك من اللغة والخطابة ما لا يملكه أحد آخر، وقد ترك لنا الفراعنة برديات ونصوص عديدة تعبر تتحدث عن أدق تفاصيل حياته فهو حافل بالعديد من الأمثلة التى تعبر وتحث على حب الرجل لأولاده ولزوجته وتعلقه بأسرته كغريزة فطرية.. فالمرأة فى الأدب المصرى القديم وفى أقوال الحكماء لها مكانة عظيمة فها هو الحكيم بتاح حتب يتحدث فى حكمة بليغة عن الأسرة موجها كلامه لمعشر الرجال.
إذا كنت رجلا ناجحا وطد أواصر الأسرة وأحبب زوجتك فى بيتك كما يجب.. واعد لنفسك بيتا واتخذ لنفسك بيتا واتخذ زوجة تكون بمثابة سيدة لقلبك ثم يواصل حديثه قائلا أشبع جوفها واستر ظهرها واجعل قلبها فرحا ما دمت على قيد الحياة.
وأيضا الحكيم (أنى) من عصر الدولة الحديثة يقول لابنه "لا تمثل دور السيد مع زوجتك فى بيتها طالما أنها ماهرة فى عملها. واجعل عينيك تلاحظ فى صمت حتى يمكنك أن تعرف أعمالها الحسنة وأنها لسعيدة إذا كانت يدك معها وتجنب الشجار فى بيتك".
يقول أيضا الحكيم (بتاح حتب) لابنه ناصحا "لا تكن متكبرا بسبب معرفتك. ولا تكن متكبرا، لانك رجل عالم فشاور الجاهل والعاقل لأن نهاية العلم لا يمكن الوصول إليها".ويكمل الحكيم (بتاح حتب) نصائحه لابنه قائلا "إذا كنت تبحث عن أخلاق من تريد مصاحبته، فلا تسألنه، ولكن اقترب منه وكن معه وامتحن قلبه بالمحادثه فإذا أفشى شيئا قد رآه أو أتى أمرا يجعلك تخجل له فاخذر عندئذ منه.. ويقول له أيضا "إذا كنت رجلا ناجحا فوطد حياتك المنزلية واحبب زوجتك فى البيت كما يجب" كثيرة تلك التعاليم التى كان يقوم كل حكيم فى مصر القديمة بتعليمها لأولاده وللجميع أيضا فالأدب المصرى القديم حث على التأدب فى كل شىء وتحدث على أدق التفاصيل.
والآن أين أدب المصرى الحديث؟ ماذا نعلم الأجيال القادمة؟ نعلم أولادنا الآن أنه اكسر للبنت ضلع يطلع لها مش عارف كام ضلع. اتمسكن لغاية ما تتمكن.. إللى يدوس لك على طرف افقع له عنيه.. الإيد إللى لك مصلحة عندها بوسها.. إن كان لك حاجة عند الكلب قول له يا سيدى.. متعملش مصلحه لحد بدون مقابل.. اضرب المربوط يخاف السايب.. إللى تعرف ديته اقتله.. بل أول ما نعلمه لأبنائنا وهم صغار (إللى يشتمك اشتمه ومتخفش من حد0 نعلمهم الكذب أيضا (يا حبيبى إللى يتصل بيا قول له بابا مش موجود) ماذا نتعلم الآن سوى الجفاء مع بعضنا البعض والهجر والمصلحة والغوغائية.. وعدم قبول الآخر.. وقلة الذوق.. والتدنى فى كل شىء.. أين أدبنا المعنوى والمادى الآن.. ماذا سنترك من التعاليم للأجيال القادمة. لذا الفجوة تزداد يوما بعد يوم بيننا وبينهم.
ولكن هل سيأتى اليوم الذى يتعلم الجيل القادم بعد آلاف السنين مما كتبناه أم ستلقى كتاباتنا سلة المهملات.. للأسف الشديد جدا جدا أن هناك ضبابا شديدا يعوق رؤيتنا لسماء الحقيقة نتمنى أن يزول لتمطر السماء صدقا ونبلا وحرية وعدل وقوة وحقا.. نتمنى ذلك.
شاذلى دنقل يكتب:أدب المصرى القديم وأدب المصرى الحديث
الأحد، 23 أغسطس 2009 10:50 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة