فى تصريح لليوم السابع قالت الكاتبة "سمر إبراهيم" إن أدب الطفل يقتل الإبداع داخل أطفالنا، فهو مشكلة كبرى منذ بدايته فى العالم، لأنه يُصنف كأدب للوعظ والذى يجب أن يحتوى على قيمةٍ أخلاقيةٍ، ردًا على ما نشر تحت عنوان "نقاد وتربويون: أدب الطفل إصلاح وتهذيب".
وأشارت إلى أن هذا المفهوم أخذه الغرب وطوره، بحيث عبر عن القيمة الأخلاقية ولكن بأسلوب خيالى فنى، حتى أصبحت القيمة الأخلاقية مهمشة تمامًا، لا تظهر للطفل إلا من خلال تعامله مع الكتاب، وبالتالى أصبحت تحتوى على مستويات متعددة؛ بمعنى أن الكتاب يمكن أن يُقرأ بأكثر من قراءة تبعًا لطبيعة القارئ، هذا جعل مستوى القارئ فى الغرب يختلف تمامًا عن مستوى القارئ لدينا، وأضافت أن الكتاب المُقدم فى الغرب للمرحلة العمرية من سن (3-6) سنوات توازى لدينا من سن (8-10) سنوات، ومن سن (6-9) سنوات توازى لدينا سن الفتية؛ وذلك لتطور أسلوب الأدب.
وأكدت سمر إبراهيم أن الغرب اهتم بنوع الطباعة الفاخرة والتى تكون مبهرة للطفل، ثم ظهرت روايات الناشئة، والتى أصبحت فنًا صِرفًا، مثل "أمير اللصوص" الألمانية وغيرها، أما فى الأدب العربى فنحن متمسكون بفكرة القيمة الأخلاقية، وذلك لأن ما يُكتب يجب أن يتناول وجهة نظر المؤسسات.
وأضافت أن وجهة نظر القائمين على العملية التعليمية تفرض نفسها عليها، فنصوص المناهج الدراسية مباشرة ورديئة وتكره الطالب فى القراءة، ويرجع ذلك إلى أن وجهة نظر المؤسسة أن يحتوى النص على قيمة أخلاقية مباشرة وواضحة، وبالتالى فكل محاولة من الكُتاب للخروج على هذا المعيار تجعل النص لا يُنشر، إلا فيما نذر وهى محاولات من بعض الكتاب يعتمدون فى كتابتهم على أسمائهم ومكانتهم.
وأشارت أننا إذا قارنا بين النصوص الأجنبية المترجمة للعربية، والنصوص المُؤلفة بالعربية، نجد أن هناك موضوعات فى النصوص المُترجمة للعربية غير مطروحة فى الأدب العربى، فلا يمكن أن تجد قصة تُكتب للطفل العربى تنُاقش أن الطفل والداه منفصلان "مُطلقان"، ولا يمكن أن تجد الطفل سارقًا، أو أن الطفل يكذب ويكسب بهذا الكذب فى النهاية كما حدث فى الأدب الغربى؛ لأن القيمة الأخلاقية تمنعُ هذه القضايا، حتى يحافظوا على صورة الأسرة، بينما قد يكون واقع الطفل إحدى تلك القضايا، وأكدت أن نصوصنا العربية تحتوى دائمًا على "يجب أن"، وهى وجهة نظر المؤسسات التربوية التى تطالب بقيمة محددة، وترفض ما هو مخالف.
وأشارت إلى أن هناك مجموعة نصوص لا تنتمى إلى الأدب؛ لأننا لا نراعى فى كتابتنا أن الطفل تغير وأن الصورة أمامهُ شىء هام، وأن النصوص التى تعتمد على الصورة قليلة جدًا، كما أن هناك نصوصا موجهة للطفل المسلم أو الطفل المسيحى "الديك بيدن كوكو حى على الفلاح" للطفل المسلم، إذن فنحن نربى العنصرية لدى الطفل عن طريق تلك النصوص، والذى يرى نفسه من خلال إسلامه لا من خلال إنسانيته.
وأضافت هناك كُتاب يحاولون الخروج عن هذا، مثل الكاتبة "عبير عبد العزيز" التى صدر لها "يوميات تختة" و"المدينة البرتقالية" و"عرائس دنيا"، فهذه هى كتابة الأدب من أجل الأدب، وهذا لا يعنى أنه خاليًا من القيمة الأخلاقية، ولكنها ليست مباشرة.
وأوضحت أن التربية الإبداعية، هى أن نخلق داخل الطفل الحس الإبداعى ، والنصوص الحالية لا تساهم بخلق التربية الإبداعية، وأن وزارة التربية والتعليم حاليًا تُلغى حصص الموسيقى والقراءة الحرة بالمكتبات وقريبًا حصة الرسم أيضًا.
وتساءلت الكاتبة سمر إبراهيم فى ختام حديثها عن عدد الورش والأنشطة التى تُتاح للأطفال؟ ستجدها قليلة جدًا، فلماذا نأتى بكل ما يُطرح فى الأدب الغربى للطفل ونترجمهُ دون أن نُقدمهُ بأنفسنا؟
نقاد وتربويون: أدب الطفل إصلاح وتهذيب
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=128885