سامى عبد الجيد أحمد فرج يكتب:الشريعه أم الخديعة؟

الأحد، 23 أغسطس 2009 10:48 ص
سامى عبد الجيد أحمد فرج يكتب:الشريعه أم الخديعة؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سؤال يطرح نفسه وبقوة بين الناس – مهما اختلفت دياناتهم ورؤيتهم فى الحياة – وعملية استنباط الحقيقية, والوصول إلى فى النهاية إلى حكم مؤكد تستريح معه ضمائرهم – وهو أيهما أصلح للمجتمع الشريعة أم الخديعة؟ فلسفة الخالق وقوانينه؟ أم اجتهادات وقوانين بشرية وأيدلوجيات مستحدثه نتيجة فساد حكم أو فساد نظام لقياصرة والملوك.

لا ننكر على الإنسان عملية الخلق أو الإبداع أو التفكير – ولا يمكن الحجر على آراء الآخرين، لكن أن توفر الماء فلمَ التيمم؟

وعندما أتحدث عن الشريعة والخديعة، فأنا أتحدث عن واقعنا العربى الداخلى وليس مجتمع آخر، لأن المجتمع العربى المسلم له خصوصياته وتكويناته وجيناته التى تختلف عن الآخرين، وعندما كانت لنا الريادة كنا نتبع الشريعة وأحكامها، وعندما لجأنا إلى الخديعة تأخرنا وزاد ذلك من خيبتنا وانحطاط مقدارنا لدى العالم.

نحن فى الحقيقة مجتمع لا تصلح له الأفكار المستوردة، طالما أن هناك دستورا قائما ينظم لنا حياتنا, قد نستورد معده أله جديدة - نظرية تعليم, فكر جديد نتيجة بحث علمى لمعالجة المرضى.. إلخ. لكن فيما ينظم حياتنا الداخلية والحياتية فنحن أولى بتطبيق دستورنا حتى يرجع لنا عزنا الذى اندثر – وكرامتنا التى أهدرت، هاماتنا التى سحقت, وقوتنا التى لم تصبح ترهب.

فعندما ذهب قادة الفكر إلى المنظور الغربى لاستيراد الأفكار الاقتصادية والنظريات كنا على أبواب الخديعة، وقام البعض بتفصيل مسميات اليمين واليسار, ثم الاشتراكية والشيوعية, الليبرالية والعلمانية, حتمية الحل الاشتراكى, النيوليبرالية, مسميات جديدة أقحمت علينا عقولنا بقصد متعمد فى إلغاء الهوية الإسلامية للمواطن العربى وخلق حالة من التغييب والتوهان أدت فى النهاية إلى حالة من الضياع الكامل للوطن العربى والهوية التى حرصنا عليها آلاف السنين بما تحمله من خصوصية لن يجود الزمان بمثلها.

ولنقرأ معا بعض ما جاء فى مؤلف فضيلة الدكتور يوسف القرضاوى باسم الحلول المستوردة وكيف جنت على أمتنا. وقد صدر هذا الكتاب فى عام 1971.

يقول "إن كنا عربا" فهذا الحل هو أليق الحلول بكرامتنا القومية, لأنه الحل النابع من عقائدنا وتراثنا وأرضنا.
وإذا كنا "مسملين" فهذا هو الحل مقتضى إسلامنا, وموجب إيماننا ولا يتحقق لنا إسلام ولا إيمان بغير العودة إليه والإصرارعليه.

وإذا كنا بشرا عقلاء، نأخذ ونعد وفقا لتفكير عقولنا.. وإذا كنا نؤمن بالديمقراطية السياسية والنزول على حكم الأغلبية، فإن جماهير شعوبنا لم تكفر يوما بعدالة أحكام ربها ولم تتخل يوما عن قرآنها ومحمدها.

إن الأمراض التى ابتلينا بها من بلبة الفكر, وسوء الخلق, وفساد الذمم, وخراب الضمائر, وضعف الوازع, واضطراب الأسرة, وتفكك المجتمع وما شابه ذلك.. فالسبب الرئيسى لانتشاره هو اتباع الخديعة وترك الشريعة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة