ممدوح إسماعيل

من الطارق؟ أنا شهر رمضان

السبت، 22 أغسطس 2009 09:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دقات على الباب تُطرق سمع كل النائمين والغافلين الساهين
دقات على الباب تُطرق سمع كل اللاهين المنشغلين بالدنيا
دقات على الباب تُطرق سمع كل المتشاحنين وقاطعى الأرحام
دقات على الباب تُطرق سمع كل الكذّابين والمرتشين والمرابين
دقات على الباب تُطرق سمع كل الظالمين والعاصين والمتكبّرين
دقات على الباب تُطرق سمع كل البخلاء والقانطين من رحمة الله
دقات على الباب تُطرق سمع كل من فاته حلاوة الإيمان بالصيام والقيام
الكل يهرع إلى الباب وبصوت واحد.. من الطارق؟

الجواب أنا شهر رمضان ألا تعرفوننى؟ ألا تذكروننى؟ أنا الشهر الذى قال الله فى حقه (شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) سورة البقرة - آية 185.

فصاح كل من خلف الباب بصوت مسموع، نعم نعم نعرفك أهلا وسهلا بك مرحبا،
فقال رمضان كيف ترحبون بى وأنا أراكم لم تستعدوا لى؟ فحالكم لم يتغير،
كثيرٌ منكم غارقون فى الغفلة والمعصية والتقصير، فرد الجميع بصوت واحد لا لا لا نحن استعددنا فاشترينا ألذ الطعام والشراب وجهزنا الموائد
فغضب رمضان وقال بصوت اهتز له المكان، اتقوا الله.. اتقوا الله
كيف تقولون هذا استعداد لى وانا شهر القرآن والصيام قد اختصنى الله بنزول القرآن الكريم خير كتبه؟

وانا شهر الصيام الذى جعل الله الصيام له وهو يجزى به جزاء الكريم الذى يعطى بلا حساب وخصنى الله بليلة خير من ألف شهر تتنزل فيها الملائكة فهل ما فعلتموه استعداد لى؟ لا والله.

فسكت الجميع خجلاً من حالهم، وقالوا بصوت منخفض، سوء حالنا هو الذى جعلنا لا نحسن الاستعداد لك.
وهنا بدأت خيوط هلال شهر رمضان تنسج فى السماء، فقال رمضان إذا ظهر هلالى فأسرعوا إلى الخيرات لاتفوتكم الفرصة فالعمر أنفاس معدودة وإذا ما ظهر هلالى سلسلت الشياطين وفتحت أبواب الجنة
وهنا ظهر الهلال فكّبر المسلمون فى كل مكان
ودخل رمضان من الباب وقال لمن خلف الباب هيا أسرعوا فأيامى معدودة فعليكم باليقظة والمسارعة إلى كل خير فصوموا من الفجر إلى المغرب وحافظوا على الصلوات وصلوا أرحامكم وأصلحوا ذات البين ولا تأكلوا الحرام ولا تظلموا وتصدقوا فى شهر الكرم. وهنا تحدث أحد القابعين خلف الباب وقال لك منى الصيام فقط وقال آخر وما شأنك بصلة الأرحام والإصلاح وقال ثالثهم المال مالى لا شأن لك به.

فقال رمضان بصوت عال ما زلتم غافلين أفيقوا انتبهوا إذا أردتم أن أكون شاهداً لكم فى قبوركم ويوم العرض لا شهيداً عليكم، فانتبهوا وأفيقوا ياغافلون يرحمكم الله.

فقد جئت بالصيام كى أصلح أحوالكم وعبوديتكم لله فإذا لم تنصلح أحوالكم بالصيام فى شهررمضان فلن تنصلح فأفيقوا واغتنموا من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه ومن قام رمضان إيماناً وإحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه واستمعوا لقول نبيكم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فقد قال "إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمَها فقد حُرِم الخيرَ كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم" (رواه ابن ماجه من حديث أنس، وإسناده حسن كما فى صحيح الجامع الصغير وزيادته -2247

ثم قال رمضان أنا شهر إجابة الدعاء فكل صائم دعائه مستجاب فمن منكم أيها الفقراء لايحتاج إلى الله الغنى ومن فضل الله وكرمه العمرة فى شهرى تعدل حجة وأفضل الصدقة فى أيامى
يامساكين يا مذنبون كم من ذنوب كبيرة سترها الله عليكم
وكم من حقوق ضيعتموها والله يمهلكم ولايعاقباكم ألا تخجلون من الله
وكم ظالم طغى وبغى فى الأرض والله يملى له
يا مساكين كلكم محتاج إلى شهر رمضان وكثير منكم لا يعرف حقى ويهرب من حقوقى عليه

وهنا أدرك الخجل الجميع، فأسرعوا جميعا فى جهات شتى هذا يُقبل قدم والديه ليصفحا عن عقوقه لهما وهذا يستسمح أخيه وهذا أسرع إلى أمواله يخرج للفقراء والمساكين حقهم، وهذا يعفو عمن ظلمه وهذا يفك كربة مكروب وهذا يقرأ فى كتاب الله لايتركه من يديه والجميع صائمون قائمون.

فابتسم رمضان وقال لهذا جئت إليكم أما من لم يسارع فى الخيرات فى رمضان ويعبد الله الواحد الأحد ويتلو القرآن فهو لا يعرفنى ولا أعرفه
فأنا رمضان شهر القرآن والهدى للناس شهر كريم مبارك جئت إليكم هدية من أكرم الأكرمين فمن قبل الهدية وعمل بحقها فاز ونجا ومن لم يقبلها خاب وخسر.
اللهم اجعلنا ممن فازوا فى شهر رمضان
مبارك عليكم الشهر





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة