المهندس توفيق ميخائيل يكتب:دبر راسك

دبر راسك– تعبير متداول فى الجزائر الشقيقة يقابله فى مصر المصطلح (اتصرف) توهمت الثورة فى بداياتها أن الدولة تستطيع القيام بكل شىء، قالت للشعب "خللى عنك" وامتد نشاط القطاع العام إلى تربية الفراخ وفتح محلات لبيع الفول والطعمية.

وتوهم الشعب أن الحكومة تخدمه وتوفر- ولكن توقر جهده لأى شىء، توقفت القرى عن الإنتاج وأكل الفلاحون فراخ الجمعبة وعيش الطابونة بل هجر الفلاح أرضه وأصبحنا نستورد أكثر من نصف المواد الغذائية الأساسية.

أكتب هذا تحية للريس حسن خليل الرجل الذى لم يجلس يندب حظه وحظ رجاله كما لم يأخذ ركنا ويرفع صوته مناديا هاتوا لى حبيبى.

كان العرب فى الجاهلية يدفنون البنات حية عند ولادتها وهو مايسمى وأد البنات. طلب فرعون ملك مصر قتل كل ذكر يولد للعبرانين خشية كثرتهم. أمر هيرودس الملك بقتل كل أطفال بيت لحم من سنتين فما دون (144 ألفا) ظنا منه أنه سيكون يبنهم السيد المسيح بعد أن سخر منه المجوس ولم يمروا عليه عند العودة وانصرفوا من طريق آخر. قتل الإسرائيليون أطفال مدرسة بحر البقر دون تمييز. الأخطر من كل ذلك قتل الفكرة قبل ولادتها. من زرع بيننا الشرذمة وتشتيت الفكر والجهد فى أمور جانبية والمعروف أن أعدى أعداء الهدف هو الرغبات الثانوية. العضو الذى لا يتم استخدامه لا ينمو بل يضمر. وكم كان لدى المصريين من قدرات كادت الآن أن تتلاشى لعدم استخدامها وتشغيلها وتنميتها. من قتل فى الشعب المصرى الرغبة فى العمل والإنتاج والابتكار؟!
أيها المواطنون فليدبر كل منا راسه حتى يكون لمصر المكان والمكانة التى تستحقها.