سلطت صحيفة الجارديان الضوء على كتاب "فقه الجهاد" للشيخ يوسف القرضاوى أو كما تدعوه المملكة المتحدة بـ "واعظ الكراهية"، وتقول الصحيفة إن الجهاد مثله مثل الفتوى فهو مصطلح يحمل فى طياته بعض الامتعة الثقيلة، ففى الغرب يتخذ الجهاد صورة الانتحاريين والعنف المفتعل الوحشى ويرى غير المسلمين أنه قمة الإسلام المدقع بالشر، فإنعدام التفاهم المتبادل والثقة والإحترام بين الإسلام والغرب هى مشكلة يدركها العديدون.
وتشير الصحيفة إلى أن أحد المشكلات أن الإسلام أحيانا ما يكون صعب الفهم على المسلمين أنفسهم وأكثر ما يزيد هذا كثرة الفتاوى، بالإضافة إلى كثرة المفتيين أمثال أسامة بن لادن، ودائما ما تقوم آراؤهم على أساس فقهى غير واضح، وهناك مواقع يمكن البحث بها عن فتوى فى موضوع معين من خلال كلمة رئيسية وإذا لم يوجد فتوى تخص الموضوع يمكن المشاركة فى حلقات تقام خصيصا لإصدار الفتاوى.
وقالت الصحيفة إن "الجهاد"أيضا يسير على ذات المنوال إذ أنه متعدد الفئات، فإذا ما بحثنا فى القرآن والحديث سنجد عدد من التفسيرات التى تنطوى عليها كلمة "الجهاد" منها البحث عن التقوى ومكافحة الكافر أينما يوجد، وتذكر الصحيفة أنه كما ورد بصحيح الإمام مسلم فإنه لابد من الالتزام بواجب توسيع دار الإسلام من خلال الحرب مع الكفار والتى يجب الوفاء بها مرة فى العام على الأقل، كما أنه يتعين على الجميع الاستجابة إذا ما تعرض مجتمعهم للهجوم سواء كان هناك خليفة أو لم يوجد ليعلن الحرب، وتشير الصحيفة إلى أن بالنسبة للأغلبية فإن عدم وجود خليفة جعل الجهاد الدفاعى هو النوع السليم الوحيد.
وأضافت الصحيفة: فى أوائل القرن العشرين طرح المفكر الهندى والناشط السياسى أبو العلاء المودودى تساؤلا وهو: هل المسلمون عليهم استخدام الجهاد فى الدفاع عن النفس فقط من خلال ردع الاستعمار واعتبار الجهاد بأنه خادم الثورة الدائمة؟ فلقد كان يعرف الجهاد بأنه دحر الشرك فى العالم وحينما نتحدث عن الجهاد الآن فهذا هو المقصود أيضا وفقما تناوله سيد قطب فى الستينيات، وتتضمن مبادئ هذا الجهاد قوانين تحكم بغير قانون الله وتحرم المواطنين من حرية اعتناق الإسلام.
وتسلط الصحيفة الضوء على آراء القرضاوى بشأن الجهاد التى هى معروفة إلى حد ما فى السياق العربى إذ أنه يراه أنه من حق الفلسطينيين مواصلة الجهاد للدفاع عن النفس ضد إسرائيل، أيضا العراقيين ضد الأمريكان. ولكن ما هو مثير للجدل أن هذا الحق يمتد ليشمل التفجيرات الانتحارية، لكن الجهاد العالمى للقاعدة يبتعد عن ما هو لدى القرضاوى إذ أنه يستهدف المدنيين ويستخدم العنف الذى لا تقره الدولة.
و يشجع القرضاوى الوسطية فى مفهوم الجهاد، فإن التضامن مع الفلسطينيين وغيرهم ممن هم على خط المواجهة بدلا من العنف هو شكل ملزم من أشكال الجهاد. وتمويل الجهاد الذى يتمثل فى الزكاة أمر واجب أيضا، كما يتعين على المسلمين أن يدركوا أن التغير التكنولوجى الذى يتمثل فى أنظمة الإعلام والمعلومات هو جزء لا يتجزأ من السجل الجهادى فهى مثل المدافع طالما أن المسلمين أحرار فى استخدام الإعلام وغيره من وسائل الضغط، لذا فلا يوجد مبرر لاستخدام القوة فى فتح البلدان للإسلام.
ويتبع القرضاوى عدد كبير من الجهاديين البارزين الذين إعادوا النظر منذ أحداث الحادى عشر من سبتمبر، فلقد نشرت الجماعة الإسلامية المصرية ما يزيد على الـ 20 كتابا تتضمن تفاصيل عن رفضها للجهاد ضد الحكام والمدنيين الغربيين مثلما فعل الدكتور فضل المعلم السابق لابن لادن، أيضا منذ أيام قليلة ماضية سلمت الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة مجموعة من الوثائق التى تختص بتنقيحات للجهاد لمؤسسسة يرأسها سيف الإسلام القذافى.
وترى الصحيفة أن تاريخ القرضاوى وأفكارة المعروف بها قد تقوض من تأثير كتابه كما أن هذا الكتاب "فقه الجهاد" ليس من الضرورى أن يقدم شيئا جديدا، ويرتبط القرضاوى بعلاقات وطيدة مع جماعة الإخوان المسلمين المصرية التى كانت موضع استهزاء وسخرية من الجهاديين خاصة من أيمن الظواهرى الرجل الثانى فى تنظيم القاعدة بسبب عدم قدرتها على تغيير النظام.
وتتساءل الصحيفة مع طلقات الجهادية التى تنتشر فى العالم غير العربى "الصومال وأفغانستان وباكستان" فما تأثير كتاب مكون من 1400 صفحة باللغة العربية على هؤلاء ، فربما تكمن الأهمية الحقيقة للكتاب ، حسب الجارديان ، ليس فى وجود أفكار جديدة ولكن فى عنوانه الجذاب، ففى أواخر السبعينيات قام مهندس مصرى شاب بإصدار كتيب عن الجهاد تحت عنوان "الواجب المهمل"، وقد ساعد هذا الكتاب على توضيع الكثير من الأمور حول هؤلاء الذين اغتالوا الرئيس المصرى محمد أنور السادات، وستوضع مؤلفات القرضاوى على الرف مع معاهدات ومؤلفات الشافعى بن تياميا وغيرهم من عمالقة الإسلام فى العصور الوسطى.
المملكة المتحدة تصف القرضاوى بـ"واعظ الكراهية"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة