حصل الباحث أحمد فاروق على درجة الماجستير بتقدير امتياز عن أطروحته الأكاديمية والتى كان موضوعها "من الإبستمولوجيا إلى الإيديولوجيا: دراسة تحليلية- نقدية لفلسفة كارل بوبر السياسية" فى الفلسفة السياسية من كلية الآداب جامعة عين شمس، وأشرف على الأطروحة الدكتور"حسن عبد الحميد عبد الرحمن" أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة عين شمس، وشارك فى المناقشة الشاعر الدكتور "نصار عبد الله" أستاذ الفلسفة السياسية بكلية الآداب بسوهاج جامعة جنوب الوادى، والدكتور محمد يحيى فرج أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة عين شمس.
وأشار الباحث إلى أن القرن التاسع عشر الميلادى كان قرن الليبرالية فى أوروبا، ولكن سيادة الليبرالية لم تستمر إلى وقتٍ طويل، فسرعان ما ظهرت حركات سياسية واجتماعية مناهضة لها.
كما أوضح أن كارل بوبر 1902- 1994م، تربى خلال هذه الأزمة، واشترك فى الأنشطة السياسية المناهضة لليبرالية، ولكنه سرعان ما قرر الابتعاد عن العمل السياسى المباشر، وعلى إثر ذلك شرع فى تطوير فلسفته، والتى تمثلت فى موضوع الدراسة "فلسفة كارل بوبر السياسية والحقيقة" كما أشار إليها الباحث من أن "بوبر" يقدم نقدًا لفلسفات السياسة والتاريخ التى ظهرت فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر وسادت فى النصف الأول من القرن العشرين، وهى فلسفات سياسية وتاريخية "معادية" للفلسفة السياسية الليبرالية.
وذهب أحمد إلى أنه بناءً على ذلك رأى بوبر أن فلسفة العلم يجب أن تدافع عن المجتمع المفتوح، ويجب عليها أيضًا أن تتصدى للفاشية المترتبة على محاولات العودة للمجتمع المغلق؛ نتيجة لصدمة الحضارة من ناحية ولفشل المشروع الليبرالى للإصلاح من ناحية أخرى.
وعلى حد قول الباحث أحمد فٳن ما ينصح به بوبر هو التعاطى مع الليبرالية باعتبارها قضية من قضايا نظرية المعرفة العلمية أو كمقولة فرعية من مقولات نظرية المعرفة العلمية، ولا يعنى هذا الطرح أن الليبرالية ليست معنية فى الأساس بمشاكل تقع خارج نطاق هذه المناقشات، بل ٳنها قضية أولويات.
ويذكر أن بوبر لا يزعم أن المفهوم الذى يقدمه للعلم والمنهج العلمى هو المفهوم الصحيح، لكن فلسفته بالكامل تعتمد على هذا الزعم الضمنى؛ إذ إن اكتشاف عدم صحة هذا المفهوم سوف يؤدى بطريقة لا مفر منها إلى تداعى عمارة هذه الفلسفة بشقيها الابستمولوجى والسياسى، وهذا هو بالضبط ما قام بوبر بعمله مع الفلسفات والمذاهب السياسية والاجتماعية المعارضة للفلسفة الليبرالية.
ويقدم الباحث أحمد فاروق سببا يقدمهُ دفاعًا عن هذه الدراسة ويتمثل فى أن وجود علاقة نسقية بين نظرية المعرفة العلمية كما يتصورها بوبر من ناحية وبين فلسفة السياسة والمجتمع من ناحية أخرى؛ إذ تناول الفصل الأول الخلفية السياسية والاقتصادية والاجتماعية لأزمة الفلسفة السياسية الليبرالية فى النصف الأول من القرن العشرين، ثم انتقل إلى التحليل النقدى لأزمة الليبرالية الداخلية، وكذلك المحاولات العديدة التى فشلت فى تقديم حل للأزمة.
أما فى الفصل الثانى فدرس التطور التاريخى للٳبستمولوجيا التكذيبية البوبرية كما جسدتها أعمال بوبر وحواره الممتد مع الاتجاهات الفلسفية والٳبستمولوجية المواكبة له.
أما الفصل الثالث فتناول المحاولة التى قام بها بوبر من أجل تقديم رؤية للمعرفة الإنسانية التى تميز العلم دون اللجوء إلى الاستقراء، وتتطلب مثل هذه الرؤية مفهومًا استنباطيًا للمنهج العلمى مستقلا عن كل مصادر المعرفة، لكنه مرتبط بالحقيقة والواقع، وبعيد فى الوقت نفسه عن الاصطلاحية والنسبية، وبهذه الطريقة يعتقد بوبر أن بمقدوره تقديم الأساس اللازم لتقدم العلم مع بقائه متشككًا.
ويناقش الفصل الرابع مقاربة بوبر للفلسفة السياسية الليبرالية فى كتابه "المجتمع المفتوح وأعداؤه" ونقطة الانطلاق فى هذا العرض هى رفض "بوبر" للنزعة الماهوية لتأثيراتها السلطوية السياسية والاجتماعية على المجتمع والأفراد.
وبعد ذلك تناول أحمد فاروق أربعة مفاهيم أساسية فى تصور بوبر للمجتمع المفتوح هى: القيم، النزعة الحمائية والدولة الديمقراطية، الهندسة الاجتماعية المتدرجة ودور العلوم الاجتماعية ، ومفهوم التاريخ.
أما فى الفصل الخامس والأخير فدرس التطورات الفكرية المتأخرة فى فلسفة بوبر السياسية- بعد المجتمع المفتوح- وما يكشفه ذلك التطور من نقاط انطلاق فلسفية ظلت خفية لأسباب لم تعد قائمة، ومن ثم أصبح الكشف عنها ضروريا لتجنب سوء الفهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة